Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Aug-2017

الجيش السوري النظامي يوسع سيطرته جنوبا وشرقا

 

ماهر الشوابكة
عمان-الغد-  أخيرا بعد معارك دامت أكثر من شهرين في البادية حط الجيش السوري رحاله مجددا على الحدود الأردنية من جهة ريف السويداء الشرقي، فيما تمكن من المحافظة عليها منذ وصوله لها قبل ثلاثة أيام، رغم تعرضه لهجمات وصفت بـ"الضعيفة" من قبل فصائل الجيش السوري الحر لاستعادتها.
واستطاع الجيش السوري السيطرة على هذه المنطقة بعد انسحاب مفاجئ لجيش أحرار العشائر التابع للجيش السوري الحر، والذي كان مكلفا بحماية هذه المنطقة من تنظيم "داعش" الارهابي، دون التنسيق مع باقي الفصائل أو إبلاغها بنيته الانسحاب، ما أثار سخطا بين قيادات هذه الفصائل، إزاء هذا التصرف.
ورغم محاولات فصائل الجيش الحر الأخرى والتي تقاتل الجيش السوري ومليشياته في البادية مثل فصيلي جيش أسود الشرقية وقوات الشهيد أحمد العبدو، استعادة هذه المناطق، إلا ان تفوق الجيش السوري بالعدة والعتاد حال دون ذلك، وحول المعركة الى تبادل للقصف المدفعي براجمات الصواريخ من جانب الفصائل والقصف الجوي من جانب الجيش السوري.
يأتي ذلك فيما سيطرت اللغة الاتهامية طوال الايام الماضية على تصريحات اعلاميي فصائل الجيش الحر في البادية بحق جيش أحرار العشائر، والذي تبادل الاتهامات معهم ايضا، متهما اياهم بالتخلي عنه وعن مقاتليه، وعدم مؤازرتهم بالقتال مع الجيش السوري، مؤكدا في بيان منسوب لأحد قادته ووصلت "الغد" نسخة منه أن "جنوده اضطروا الى الانسحاب تحت ضغط نقص الذخيرة والتسليح ودرجة الحرارة القائضة وتخاذل كافة الفصائل عن مساندته، رغم الطلب منهم".
وتقدم الجيش السوري يوم الاربعاء الماضي من محور سد الزلف باتجاه منطقة الشعاب ووادي أبو شرشوح في ريف السويداء الشرقي، وسيطر على الطريق الحربي وبعض المخافر الحدودية، دون مقاومة، بحسب ما أقر المسؤول الاعلامي في الجيش السوري الحر سعيد سيف.
وقال سيف لـ"الغد" ان قوات النظام أصبحت لا تبعد عن مخيم الحدلات في المنطقة الحدودية الفاصلة بين الأردن وسورية أكثر من 30 كلم .
واضاف سيف ان هذا التقدم من الناحية العسكرية لا قيمة له، لأن قوات النظام تقدمت الى مناطق خالية من الفصائل، بعد انسحاب فصيل جيش أحرار العشائر منها بشكل طوعي ومفاجئ، ودون إبلاغ أي من الفصائل الأخرى.
وهو ما أكده ايضا المسؤول الاعلامي في جيش اسود الشرقية الذي يقاتل في البادية سعد الحاج من ان قوات النظام السوري تقدمت في مناطق خالية.
بيد ان الحاج اكد لـ"الغد" ان فصائل الجيش السوري الحر (اسود الشرقية وقوات الشهيد احمد العبدو) تحاول استعادة هذه المناطق من جديد، مشيرا الى ان المعارك مستمرة في هذه المنطقة، التي أخلاها جيش العشائر دون تنسيق أو إبلاغ،  
من جانبه برر جيش أحرار العشائر في بيان منسوب لأحد قادته "انه في الأيام الاولى من الشهر الثامن بدأت النظام والمليشيات الايرانية الموالية له ، مدعومة من القوات الجوية الروسية ومليشيا الحزب القومي الاجتماعي ومليشيا حزب الله اللبناني وكتائب البعث وقوات الزوبعة، بالاضافة للمجموعات المقاتلة من الطائفة الدرزية مستغلة الهدنة ووقف القتال في بعض المناطق وحشد قواتها بهجوم عنيف ومكثف من 6 محاور باتجاه مناطق تواجدنا في البادية السورية في ريف السويداء الشرقي، حيث تم توزيع المجموعات المقاتلة على محاور الهجوم وكان هناك صمود اسطوري وقتال عنيف وايقاع خسائر فادحة بالقوات المهاجمة رغم قلة العناصر والسلاح النوعي على جبهات القتال".
وأكد هذا القائد "عدم مؤازرة أحرار العشائر من قبل الفصائل الموجودة بالمنطقة ، الا في مرة واحدة كانت هناك مؤازرة من قبل اسود الشرقية لاحد قواطع القتال، التي كانت موجودة لهم فيه بعض العناصر من خلال راجمات الصواريخ بوحدة نارية 17 صاروخ من اصل 40 صاروخا على الراجمة".
وقال إن "قوات النظام استطاعت التقدم على بعض المحاور وخاصة من الجهة الشرقية للوصول الى الحدود واطباق الحصار على قواتنا، وتم استهداف مصدر المياه الوحيد وهو بئر الروضة، مما زاد من معاناة المقاتلين وتضييق الخناق عليهم من خلال استعمال سياسة الارض المحروقة على محاور القتال، من خلال الاستهداف المكثف للطيران الحربي الروسي وسلاح المدفعية والصواريخ، مع التقدم البطيء لسلاح الدبابات".
واضاف هذا القائد "وبذلك استغلت قوات النظام عدة عوامل نفسية وموضوعية أولها أن الارض مفتوحة واستطاعت استخدام سلاح الدبابات الحديثة بكثافة، بحيث كان في المحور الواحد لا يقل عن 10 دبابات، وكانت تحركاتنا مكشوفة للطيران من خلال تكثيف الطيران الاستطلاعي".
وقال إن "تعامل بعض سكان المنطقة مع قوات النظام وعملهم كأدلاء لقوات النظام  اضعف الروح القتالية لدى مقاتلينا، بحيث أصبح يسأل المقاتل نفسه عمن أدافع أنا".
وأضاف "ومع كل ذلك استطعنا الصمود في تلك الظروف الصعبة وارتفاع حرارة الشمس وقلة مياه الشرب وصعوبة التحرك على محاور القتال وبعددها وقلة العناصر، مما  انهك المقاتلين على الجبهات وأوقع عددا من الشهداء ان كل جريح كان يسقط هو مشروع شهيد لعدم توفر الكوادر الطبية وبعد مناطق الإسعاف، حيث سيقضي الجريح في احسن حالاته 10 ساعات قبل الوصول الى الرعاية الطبية".
واكد هذا القائد ان" كل تلك الامور كانت قد سببت ضغوطا نفسية وساهمت في تراجع مقاتلينا وتقدم قوات النظام على حساب تواجدنا بالمنطقة".
ويوجد في البادية 5 فصائل معارضة مسلحة تتفق في تبعيتها  للجيش السوري الحر، بيد انها تختلف في جهات دعمها وعدوها، فبينما يتلقى فصيلا جيش اسود الشرقية وقوات الشهيد احمد العبدو الدعم من غرفة عمليات الموك في عمان ويسمح لها بمقاتلة "داعش" والجيش السوري والمليشيات المذهبية الموالية له، يتلقى فصيلا جيش مغاوير الثورة وجيش احرار العشائر الدعم من التحالف الدولي ضد "داعش" ويسمح لها بمقاتلة "داعش" فقط أو أي جهة تتقدم باتجاهه، فيما لواء شهداء القريتين الذي كان يتلقى الدعم من التحالف لمقاتلة "داعش" أعلن انفصاله عن التحالف بعد ان خاض معارك ضد الجيش السوري والمليشيات الموالية له في البادية ما أزعج التحالف، ودفعه لايقاف الدعم عنه.