Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2018

موعد النشر - جمال شتيوي

الراي - «حرية الرأي»، واحدة من العبارات الشائعة جدا في بلادنا العربية ،في المؤتمرات،والندوات ، في التصريحات الرسمية ،وحتى في أحاديث سيدات المنازل ،ونحن حقيقة ،نؤمن عن سابق اقتناع أننا نفسح المجال لكل مخالف.

من المسموح جدا في بلادنا العربية ،التحدث عن لون بشرة العصافير وغذائها ،دون أن نتحدث عن تضخم أسعارالأقفاص وعلفها الرئيسي «القنبز» ،فهذا شأن لا علاقة للعامة به ،من المسموح مناقشة قلة سقوط الأمطار شريطة عدم التساؤل عن عدم بناء سدود جديدة.
وفي بيوتنا ،نحن ديمقراطيون أكثر مما ينبغي ،فكلنا نسمح لزوجاتنا ،بالتوافق معنا ،على اسم الوجبة التي سنقدمها للضيوف ،شريطة حصرها بنوعين «منسف على خروف ،ومنسف على جدي «،ويمنع بأي شكل التلاعب في القائمة أعلاه من الأطعمة المتنوعة،او التدخل في عدد المدعوين ،ومن الضرورة بمكان الاستمراربالعزائم»،حتى لو تقم الحكومة بدعم علف المواشي.
وفي السياسة ،هناك قائمة طويلة من المواضيع المسموح للإعلامي العربي الكتابة فيها،بإمكانه كيل الشتائم لإسرائيل ،فهي سبب تراجع الأوضاع الإقتصادية في بلادنا،وبإمكانه شتم الولايات المتحدة ،فهي سبب تأخرنا وتخلفنا ،ولولا منعنا من الاختراع لكنا الان نسبق كوريا الشمالية ،وأرعبنا ترمب ،وما استطاعت عينه أن تغفو إلى جوار جميلته ميلانا لدقيقة.
لا توقيف للإعلاميين ،حقهم في التعبير ،بحرية كاملة مصون في حدود القانون،حتى آخر قطرة حبر،وعلى ماذا يحبسون ،والإعلامي لديه مكانية الاتصال بالمسؤول اناء الليل وأطراف النهار ،للحصول على اي معلومة مهمة او غيرمهمة،وبالطبع ،فإن الأخير لن يتهرب ،ولن يغلق هاتفه ،ولن يزعم أنه في اجتماع. لا أحد ينكر أن المعلومات تتدفق من أفواه المسؤولين العرب بسهولة فائقة ،لا ريب في ذلك ،فنحن حاضرون دوما ،ولا نسمع اخبار بلادنا من فضائيات أجنبية ،وواقع الحال يكذب أي إدعاء ،فالإعلام أشبع قضايا الشعوب مناقشة ،وبحثا ،وأثخنها تنظيرا، وموعد النشر ،لا بد أن يأتي.