Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Apr-2018

قصف مطار (T4) :(عربدة) صهيوأميركية...و(تلعثّم) عربي! - محمد خروب

الراي -  ليس مهماً معرفة مَن قصَف مطار T4 العسكري السوري فجر امس، فهو أحد الحِلف الثلاثي الجديد الآخذ في البروز والتشكّل, بعد ان بدأ ساكن قصر الاليزيه الفرنسي ايمانويل ماكرون، البحث عن دور إستعماري جديد لبلاده في المنطقة, فراح يُنسِّق خطواته العدوانية مع ساكن البيت الابيض، الذي لا يتوقّف عن قرع طبول الحرب وإبداء المزيد من العصبية والغطرسة, تجاه كل من يُخالِف واشنطن رأيها, او ينتقد سياستها او يسعى لتصحيح أخطاء «تاريخية» كرّست هيمنة اميركية على اقتصاد او حقوق او سيادة دولة ما على هذه المعمورة. أمّا ثالث اضلاع محور العدوان هذا فهي اسرائيل بالطبع, التي لا تكفّ عن استغلال حال الانهيارات والانكسارات التي تعصف بما كان يُسمى ذات يوم «العالم العربي»، لتُراكِم على إنجازاتها وتعزِّز من قوتها.

ليس مهما التنصّل الاميركي من القصف التي استهدف المطار العسكري السوري الاستراتيجي, الذي لعِب دورا مركزيا في هزيمة تنظيم داعش ودحر فصائل الإرهاب التي استهدفت البادية السورية, خصوصا دير الزور وتدمر ودائما حمص وريفها, كما ان النفي الفرنسي «الخجول» لا قيمة له، وحتى ايضا في الغموض «المدجَّج» بالإيحاء الذي لجأ اليه قادة دولة العدو الصهيوني من عسكريين وسياسيين وخبراء, عندما أشاروا إلى»مصالح لاسرائيل في سوريا, و(حِرص) الدولة الصهيونية على حمايتها» فضلا عن تبجّحهم بعدم السماح لأحد «تجاوز» الخطوط الحمراء التي وضعوها في سوريا, من قبيل منع حصول حزب االله على السلاح الكاسِر للتوازن وغيرها من الهرطقات والاكاذيب الصهيونية، التي تروم التخفّي وعدم كشف حقيقة دعمها المطلق (كما اميركا ودول اوروبية وعربية و...تركيا دائما) للجماعات والفصائل الإرهابية التي عملت وما تزال تعمل على الاراضي السورية, بهدف إسقاط الدولة السورية وتقسيمها ونشر الفوضى في المنطقة وإعادة رسم خرائطها على أُسسٍ مذهبية وعِرقية وإثنية.
هال هذا الحِلف الشيطاني حجم الهزيمة التي لحقت بمشروعهم, بعد ان تم تحرير الغوطة الشرقية ودفن مخطّط اجتياح دمشق وإقامة إمارة اسلاموية فيها, ما سرّع في إعادتهم أُسطوانتهم المعروفة و»إن كانت مشروخة وهشّة»، عن استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل الجيش السوري ولمّا لم يستطيعوا المضي قدماً في تحضيرهم للمسرحية المكشوفة التي كرّروها كثيراً في خان شيخون «قبل عام من الآن» وفي الغوطة الشرقية نفسها قبل سنوات قليلة, بعد استعادة القوات السورية جنوب ووسط الغوطة الشرقية ولم تتبق سوى مدينة دوما, التي كانت في حُكمِ الساقِطة عسكرياً فانهم إستعانوا, بالمرتزَفَة من أصحاب «الخُوَذ البيضاء» وإرهابيي جيش الإسلام, الذين «خَدَعوا» المفاوضين الروس والسوريين عبر شراء المزيد من الوقت, ثم ما لبثوا ان نقضوا اتفاق «الخروج» الذي وقّعوه مع مركز المصالحة الروسي في حميميم, بعد ان «نجحوا» في إخراج المئات مِن عوائلهم وعشرات الجرحى والمسلّحين مِن مدينة دوما, فجاءّت «تمثيلية» الكيماوي والتهديدات التي اندلعت في أعقابها, لتأخذ الاوضاع على الساحة السورية الى مرحلة خطيرة, لا تقتصر على التلويح بالعمل العسكري (وقد تمّ على يد احد ثلاثي الحلف العدواني الصهيواميركي الفرنسي) بل الى مواجهات سياسية ودبلوماسية في أروقة مجلس الامن وفي خارجه, وبخاصة بعد ان خرج الرئيس الاميركي عن كل اللياقات والأعراف الدبلوماسية, سواء في ما خص الإهانة التي وجهها للرئيس السوري بالوصف الذي استخدَمه، أم لجهة تحميل الرئيس الروسي «شخصياً وبالإسم» مسؤولية الهجوم الكيماوي المزعوم، إضافة بالطبع الى ايران, ولم ينسى الزجّ بسلَفِه باراك اوباما, عندما قال: لو انه (اوباما) التزَم «الخط الاحمر» الذي اعلنه, لكانت الكارثة التي تحدث في سوريا... انتهَت.
ما يمكن رصده من ردود الفعل على الهجوم الاعلإمي الشرس والمنسّق الذي تقوده واشنطن وباريس وتل ابيب وبعض العرب وتركيا اردوغان, حيث الاخير استغل الهجمة المفتَعلة هذه, ليغمز من قناة «الغرب» ويهاجِم ما اسماها «ازدواجية الغرب وصمته» أمام «المجازر» التي يرتكبها النظام السوري في الغوطة الشرقية، وعلى حد زعمه، وهو هنا (اردوغان) يريد إبعاد الانظار عن المجازر الموثّقة التي ارتكبها جيشه المحتلّ على الاراضي السورية وبخاصة في عفرين, وهو كما المريب الذي يكاد يقول خذوني, تساءَل «اين أنت ايها الغرب؟ لماذا لا نسمَع صوتك, الذي كنت ترفعه عندما نقتل الارهابيين في عفرين؟».
ما يمكن رصده في غطار هذه الهستيريا الاميركية الفرنسية الصهيونية التركية وبعض مَن يرطن بالعربية، هو حجم الخسارة التي لحقت بالمشروع الاميركي في سوريا والهزيمة التي ألحقها الجيش السوري وحلفاؤه, بالمِحور الذي قاد وموّل الحرب في سوريا وعليها, ورغبته في الحد من خسائِره بعد ان لم يَعد قادرا على وقفِها او مواجهة تداعياتها. ولهذا فهو يسعى الان الى تحميل روسيا المسؤولية, برفع وتيرة المواجهة
معها الى مستويات أعلى, دون أن يغامِر بالطبع إلى إيصالها نقطة اللاعودة، لأن مرحلة ما بعد تحرير الغوطة الشرقية ليس ما قبلها، فضلاً عن ان موسكو باتت الآن في موقف أكثر استعداداً للمواجهة, بعد أن خرجَت من خندق «الدفاع» ومنح المزيد من الوقت لأصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن ولندن وبروكسل (كمقر لحلف شمال الأطلسي) كي يُبرّدوا رؤوسهم أو يستدرِكوا الحكمة قبل فوات الأوان... والأيام ستقول.
kharroub@jpf.com.jo