Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2018

ألم الأصابع - عبدالهادي راجي المجالي

الراي - حين كنت طفلاً.. ياما ركضت لأمي، ودموعي تسبح على خدي والألم يغتال كل قطرة فرح في دمي، ركضت لها شاكياً من إخوتي فقد أغلق أحدهم الباب على أصابعي.. لا أعرف لماذا حين كنا صغاراً، كانوا كثيراً ما يغلقون الأبواب على أصابعنا، ربما لفائض الطاقة فينا ربما لحبنا للهو..

وأمي كان لديها علاج واحد لإصبعي المصاب، وهو غسله بالماء ثم لفه بقطعة قماش، وأنجع علاج كان هو أن تعطيني (شلناً).. ومن ثم تشكيل لجنة تحقيق مصغرة لمعرفة من أغلق الباب على إصبع عبدالهادي... ولا بد من عقاب شنيع لمغلقه.
في طفولتي إذا صدح بكائي في المنزل، السبب معروف... أحدهم أغلق الباب على يدي، وإذا استفزت أمي ورمت من يدها..(البشاكير) وأكوام الغسيل وركضت.. فهي تعرف أن الباب قد فتك بأصابعي..
ياما أغلق إخوتي باب الغرفة بالخطأ، وياما انتفخت أصابعي وياما بكيت.. وياما خشيت الأبواب وصرت أتحسس خوفاً من ألمها..
فيما بعد وحين صرت كاتباً، وكلما مسكت القلم داهمتني آثار الأبواب على يدي..
وتحسستها، تذكرت كل (رضة) في إصبعي، وتذكرت كل جرح نزف وترك أثره.. وأكثر ما تذكرت دواء أمي، حين تحملني (لحنفية) الماء وتقوم بالنفخ على يدي، ثم تربطها.. وتعطيني (شلناً) وأنا موزع بين فرحي (بالشلن) وما بين..وجعي.
وها أنا الآن كلما كتبت مقالاً، أشعر بالتوجس.. كأن المرحلة صارت أشبه بالباب الذي يوصد على يدك... المشكلة ليست بألم الأصابع المشكلة أن أمي ماتت وما عاد هنالك في العمر من شخص يداوي ألم الأصابع أو نزفها..
دعوني إذاً ألوذ بالوجع وحدي.
Hadi.ejjbed@hotmail.com