Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-May-2019

الهجمات على منشآت النفط السعودية تزيد التوترات في منطقة متقلبة مسبقاً

 الغد-ديفيد فيمر* – (مجلس الأطلسي) 14/5/2019

ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
ذُكر أن طائرات من دون طيران أطلقها الثوار الحوثيون في اليمن هاجمت محطات ضخ نفط سعودية يوم 14 أيار (مايو)، خالقة نقطة اشتعال جديدة في منطقة تقف مسبقاً على حافة الانفجار، بينما تتصاعد التوترات باطراد بين الولايات المتحدة وإيران.
وزعم مسؤول عسكري حوثي أن المجموعة أطلقت هجمات عدة ضد “منشآت سعودية حيوية”، باستخدام طائرات من دون طيار لقصفها بالقنابل. وما يزال الحوثيون يقاتلون الحكومة اليمنية التي تدعمها السعودية في اليمن منذ العام 2015.
ومن جهته، ندَّد وزير الطاقة السعودي، خالد الفالح، بالهجمات ووصفها بأنها “عمل إرهابي”، لكنه أكد أن الإنتاج في المنشآت السعودية لم يتعطل، ولم تصدر حتى الآن أي تقارير عن وقوع إصابات أو وفيات.
جاءت هذه الهجمات بعد يوم واحد من إعلان مسؤولين في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عن إصابة أربع ناقلات نفط بأضرار بسبب أعمال “تخريب”، ولو أنه لم يكن واضحاً ما نوع الضرر الذي لحق بها. ويعتقد مسؤولون أميركيون أن إيران أو حلفاءها يمكن أن يكونوا وراء هذه الهجمات.
كانت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران قد ازدادت حدة على مدى الأشهر القليلة الماضية. وفي نيسان (أبريل)، اتخذ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطوة غير مسبوقة بتصنيف قوات الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية أجنبية. وردت إيران بوصف الولايات المتحدة بأنها “منظمة إرهابية أجنبية”، واعتبرت القوات الأميركية المتواجدة في الشرق الأوسط “مجموعة إرهابية”. وفي 5 أيار (مايو)، قال مستشار الأمن الأميركي، جون بولتون، إن الولايات المتحدة ستقوم بنشر المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات الأميركية “يو. أس. أس. لينكولن” في الخليج العربي، “لإرسال رسالة واضحة لا لبس فيها إلى النظام الإيراني، بأن أي هجوم يُشن على مصالح الولايات المتحدة أو مصالح حلفائنا سوف يُقابل بقوة حازمة”. كما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” يوم 13 أيار (مايو) أيضاً أن مسؤولي البيت الأبيض يدرسون خططاً لإرسال ما يصل إلى 120.000 جندي إلى المنطقة في حال هاجمت إيران أفراداً أميركيين أو حلفاء للولايات المتحدة.
وفي الرد على هذا التطور، أعلنت إيران في 8 أيار (مايو) أنها تدرس موضوع استمرارها في الامتثال لبنود الاتفاق النووي الذي أبرم في العام 2015 -والمعروف أيضاً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة- بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بسب مخاوف من أن إيران لم توقف دعمها للإرهاب والعدوان في سورية ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع.
في هذا المناخ، سألنا خبراء “مجلس الأطلسي” عما يتعتقدون أنها ستكون التداعيات الأوسع نطاقاً للهجمات التي شُنت في المملكة العربية السعودية. وفيما يلي ما قالوه:
 
* *
ويليام ويشلر، مدير برنامج الشرق الأوسط بمجلس الأطلسي:
“يبدو التوصيل بين النقاط في هذه الحالة للوهلة الأولى واضحاً ومباشراً، خاصة بالنسبة لأولئك المعتادين على تعقب الأعمال الإيرانية المتماثلة. أولاً، يحذر وزير الخارجية الإيراني من “حوادث” يمكن أن تقع بالنظر إلى التوترات العالية؛ ثم تعلن الولايات المتحدة عن معلومات استخبارية تفيد بوجود خطط إيرانية لمهاجمة مصالح الولايات المتحدة وحلفائها؛ ثم تعلن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عن وقوع هجمات تخريبية ضد ناقلات نفط؛ ثم يعلن السعوديون عن وقوع هجمات بواسطة طائرات من دون طيار ضد البنية التحتية النفطية السعودية، وهي هجمات أعلن المسؤولية عنها لاحقاً الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن. وهناك القليل من الأسباب لعدم توقع قدوم المزيد من الأحداث على أساس هذه الخطوط، وهو ما يزيد من خطر حدوث أخطاء، أو سوء حسابات، وتصعيدات تفضي إلى نشوب صراع عسكري أوسع نطاقاً”.
“مع ذلك، لا يرغب الجميع في افتراض مسؤولية إيرانية عن هذه الحوادث، ومن غير المرجح أن يقبل معظم هؤلاء كلمة حكومات السعودية والإمارات -وللأسف، الولايات المتحدة. ولذلك، من الحاسم أن أعلنت إدارة ترامب على الملأ قضية واضحة تثبت تورط إيران، والتي تستطيع أن تصمد أمام التمحيص المتوقع -خاصة في حال انتهى الأمر بهذا الأمر وقد أصبح تمهيداً لعمل عسكري أميركي مقبل”.
“سوف تكون لفهم مثل هذا العرض خطأ تداعيات سلبية مقيمة على سياسات الأمن القومي للولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال، لم تتعاف جهود إدارة كلينتون في مكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة أبداً من الأسئلة التي تحيط بتفسير وكالة المخابرات المركزية الأميركية الضعيف للمعلومات الاستخبارية التي تم استخدامها لاستهداف مصنع الشفاء للأدوية في السودان في العام 1998. ونتيجة لذلك، لن يكن هناك دعم سياسي كافٍ للمزيد من الأعمال العسكرية ضد بن لادن حتى فترة ما بعد هجمات 11/9. ولم تتعاف حملة إدارة بوش في العراق أبداً من تقديراتها المبالغ فيها فيما يتعلق بالمعلومات الاستخبارية التي ربطت صدام حسين بتنظيم القاعدة، وفيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل. وبقيت الولايات المتحدة منقسمة سياسياً منذ ذلك الحين حول هذه القضية، وهو ما ساهم في الأخطاء الخطيرة التي خالطت السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه العراق، والتي ارتكبتها الإدارتان اللتان جاءتا بعد إدارة بوش”.
* *
راندولف بيل، مدير مركز الطاقة العالمية بمجلس الأطلسي:
“تُظهر الهجمات التي شُنت على محطتي الضخ في المملكة العربية السعودية مدى هشاشة سوق النفط أمام صدمات الإمداد الناجمة عن أسباب جيوسياسية. فقبل إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران في 2 أيار (مايو)، وفرت المملكة العربية السعودية الكثير من القدرة الاحتياطية في سوق النفط. ومع ذلك، وعدت الرياض بتلبية كامل الطلب على النفط من المشترين السابقين للخام الإيراني، وهو ما يمكن أن يعني ما يصل إلى 500.000 برميل يومياً من الإنتاج الإضافي، بينما يظل الإنتاج في حدود كوتة “أوبيك+”. لكن هذه الهجمات ضد أنبوب النفط السعودي الوحيد إلى البحر الأحمر، مصحوبة بتقارير عن أعمال تخريب ضد ناقلات النفط السعودية عند شواطئ الإمارات العربية المتحدة، والتهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز، تشكل كلها خطراً بحيث أنه إذا تم إخراج الإنتاج السعودي من الخط، فإن قدرة السوق على تعويض براميل النفط الإيراني المفقودة مع الاحتفاظ ببعض القدرة الاحتياطية ستصبح موضع شك خطير. ومع ذلك، تخف حدة هذا الخطر، جزئياً على الأقل، بتصاعد التوترات التجارية الأميركية-الصينية وزيادة التعريفات، والتي يفترض فيها أن تخفض الطلب العالمي على النفط. وتقع هاتان القوتان التعويضيتان بين عدد من البطاقات الأخرى التي تتسبب بتقلب غير مسبوق في سوق النفط، والذي يبدو أنه مرشح للذهاب إلى مزيد من السوء على مدار النصف الثاني من العام 2019″.
• بورزاو داراغاهي، زميل رفيع في مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن التابع لمجلس الأطلسي:
“تقوم الحرب السعودية والإماراتية في اليمن على فرضية أن الحوثيين يشكلون تهديداً صغيراً أو لا تهديد على الإطلاق على البلدين. وكانت جاذبية هذه “الحروب الرخيصة” هي التي استمرت في جذب الولايات المتحدة للانخراط في الصراعات الخارجية. ويُلمح الهجوم بالطائرات المسيرة على أنابيب النفط السعودية، والذي ادعى المسؤولية عنه الثوار الحوثيون، إلى الكيفية التي يمكن أن تغير بها التقنيات الجديدة ميزان القوى في ساحة المعركة، وأن تحدِث تحويلاً في عوامل الخطر في الاشتباكات الخارجية”.
* *
• هولي داغرِس، محرر “إيران سورس بلوغ” في مجلس الأطلسي، وزميل غير مقيم في مبادرة أمن الشرق الأوسط في مركز سكوكروفت للاستراتيجية والأمن التابع لمجلس الأطلسي:
“كل حادثة تثير التوترات بين مختلف الأطراف ستخلق حافزاً حرجاً لنشوب الحرب في المنطقة. وما يرجح أن يبدأ صراعاً لن يكون هجوماً مباشراً واضحاً، وإنما سوء فهم على الأغلب”.
* *
• كاترين وولف، مديرة مشاركة لبرامج الشرق الأوسط في مجلس الأطلسي:
“يُظهر هجوم يشنه الحوثيون في اليمن على البنية التحتية للنفط السعودي إلى الغرب من الرياض تقدماً في قدرات الحوثيين، لكنه لا يخرج عن خط الخطاب والتكتيكات الراهنة اللذين استخدمتهما المجموعة في داخل اليمن. وتشير التقييمات الأخيرة التي أجرتها لجنة خبرار الأمم المتحدة بشأن اليمن، بالإضافة إلى تقرير نشرته يوم 2 أيار (مايو) صحيفة “وول ستريت جورنال”، إلى أن لدى المجموعة المتمردة طائرة مسيّرة جديدة هي “UAV-X”، والتي لها القدرة على الانتقال لمسافة تصل إلى 1.500 كيلومتر، وهو ما ينطوي على إمكانية وضع محطتي ضخ النفط السعوديتين، وكذلك الرياض وأبو ظبي، ضمن المدى الأقصى لوصول الطائرة”.
“تبدو نسبة الهجوم إلى إيران على وجه التحديد شأناً أكثر صعوبة. وقد أظهرت النسخ السابقة من الطائرات من دون طيار التي استخدمها الحوثيون خصائص مشابهة للنماذج الإيرانية، وتزعم بعض التقارير وجود أدلة على أن إيران تقوم بتهريب الطائرات من دون طيار وأجزائها إلى اليمن (على الرغم من أن الحوثيين يؤكدون أن لديهم القدرة على تصنيع الطائرات المسيَّرة محلياً). ولكن، حتى لو أن إيران زودت الحوثيين بهذه الأسلحة بالجملة، مع المعرفة الكاملة بأنها ستوسع مدى وتأثير الهجمات الحوثية على المملكة العربية السعودية والعواصم الإماراتية، فإن هناك القليل من الأدلة على أن نشاطات الحوثيين تخضع للسيطرة الإيرانية المباشرة.
“ربما يكون التداعي الأوضح لهذه الأحداث في اليمن نفسها. وبغض النظر عما إذا كانت إيران تعتبر الطرف وراء الهجوم، فإن مفاوضات السلام الجارية حول السلام في اليمن سوف تعاني على الأغلب. ويفترض أن تكون قوات الحوثيين بصدد الانسحاب من جانب واحد من الموانئ الرئيسية في البلد هذه الأيام، بما في ذلك ميناء الحديدة، كبادرة “حسن نية” قبل المضي قدماً في تطبيق المزيد من بنود اتفاق ستوكهولم. وإحدى العقبات الرئيسية أمام التطبيق هي الافتقار إلى الثقة بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية، وربما يعمل هذا الهجوم على المزيد من تعميق عدم الثقة السعودية. وكان من المقرر أن يتلقى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إحاطة من المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، في 15 أيار (مايو) حول وضع إعادة نشر القوات الحوثية. ولكن مع هذه الأخبار الأخيرة، يبقى أن نرى كيف سيستقبل التحالف الذي تقوده السعودية تقرير غريفث، أو ما إذا كان التقدم الذي تم إحرازه مؤخراً على الساحة اليمنية سوف يصمد”.
*مدير مساعد، ومدير التحرير في مجلس الأطلسي. 
*نشر هذا التقرير تحت عنوان: Attacks on Saudi Oil Stations Raise Tensions in Volatile Gulf