Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-May-2019

نهيــل عويضــة: إنــي أرى العــودة قريبــة جـدًا جـدًا

 الدستور-«أنا بنت القدس».. فعلا هي بنت القدس ونموذج جاد وحقيقي وصادق للمناضلة المقدسية، الباحثة والخبيرة في الشأن الفلسطيني وقضايا المرأة في النضال تحديداً، شعارها «فلسطين عربية من الميّة للميّة»، انها الاستاذة نهيل عويضة، مواليد القدس الجديدة عام 1935، سنوات عمرها تعج بالذكريات والأحداث، حاولت في لقاء مقتضب معها أخذ مقتطفات مما تحتفظ به ذاكرتها ووجدانها من ذكرياتها في القدس والمهجر، وشهادتها على ما حدث تحديداً في الخامس عشر من أيار 1948، يوم نكبة فلسطين. 

 
     « أنا نهيل عادل عارف عويضة، مواليد العام 1935، من القدس الجديدة- أقصد بالجديدة التي  تقع خارج سور البلدة القديمة- من البقعة التحتا، والدي مولود في العام1900  في شارع مأمن الله، وهو شارع تجاري يمر وسط البلدة الجديدة، ووالدتي من مواليد باب الساهرة عام 1912.
والقدس الجديدة بدأت تتأسس عام 1856م بعد انتهاء حرب القرم، حيث خرج الناس من البلدة القديمة وتوسعوا بالبناء ثم توسعو اكثر بعد الحرب الكونية. ففي العام 1856 بدأ الروس ببناء مجمع المسكوبية واستمروا ببنائه وهو مجمع كبير جداً يقع على الجهة الشمالية من القدس ونحن في الجهة الغربية الجنوبية.
في العام 1892 أنشيء خط سكة الحديد بين القدس ويافا، هذا الخط   قسم أكبر وادي في القدس اسمه حي البقعة الى قسمين فأصبح هناك البقعة الفوقا  والبقعة التحتا. وكان الالمان المستعمرين قد أنشؤوا مستعمرة ألمانية في البقعة اسمها « الكولونية الالمانية»، وعندما اصبح الوضع آمناً بنى العرب بيوتهم في البقعة التحتا فأصبحت البقعة التحتا كلها منازل عربية. 
وأثناء الحرب العالمية الأولى» وانا أسميها الكونية» ، بيعت أرض كانت وقفاً للكنيسة الارثوذكسية وأنشيء نادي اليونان وبعد ذلك بنى عرب بعض البيوت حول النادي وبينهم بعض اليونان في اوائل القرن العشرين فاصبح هناك مايعرف بالحي اليوناني. كما في أواخر القرن التاسع عشر، تملّك آل نمّر)النمّري) الارض مقابل الكولونية الالمانية وبنوا بيوتا لهم، أصبح هناك حارة عرفت ب»حارة النمامرة». كما بدأ آل الدّجاني، في أوائل القرن العشرين بالتوسع بالبناء من منطقة النبي داوود الى البقعة التحتا، وبنى أشقاء واولادهم واولاد العم بيوت متقاربة مع بساتين لكل منها فاصبح هناك حي آخر وهو «حي الدجانيّة».
اذن اصبح عندنا في منطقتنا كولونية ألمان ويونان ونمامرة ودجانية، وكان هناك اراض لاهل المالحة الواقعة جنوب القدس فاشترى سيدي قطعة أرض منهم وأورثها لوالدي عادل وشقيقه صبحي.
تقع اراضي آل عويضة والتي بني عليها بيتين لابي عادل وعمي صبحي على الشارع الرئيسي بي البقعة التحتا وسكة الحديد، وبني على جزء في العام 1918 ثلاثة بيوت منفصلة يحيط بكل منها بستان كبير متراجع عن الشارع العام قليلاً، احتلتها العصابات الصهيونية في عام النكبة وحولتها الى مدرسة للصم والبكم، البيوت الثلاثة واراضيها والكراجات وغرف الطاهي والسائق حولوها الى مشاغل وثم اخلوها في العام 2012 بعد ان بنو مدرسة ثانية في القدس وبعدها أجرتها شركة التطوير(عاميدار) بمبالغ باهظة لثلاثة اخوان مقاولين يهود. واما الارض الغير مبنية وهي ثلاث مقاسم حولوها الى موقف سيارات بالجرة. 
كانت الحياة في القدس الجديدة تتميز بالهدوء والرخاء والشوارع العريضة والبساتين المزهرة بالورود والاشجار المعمرة والملاعب الرياضية والمدارس. في البقعة التحتا تحديداً كان هناك مدرسة واحدة للاطفال، اما البقعة الفوقا فكانت جديدة وأحدث من التحتا وكان فيها تقريباً 4 مدارس ثانوية وملاعب رياضية. ومن احياء القدس الراقية ايضا الطالبية، وهو مجاور للبقعة التحتا وفيه المدرسة العمرية وهي لحد الصف السابع وكانت تقع بين سكة الحديد والطالبية، عندما تدخل البقعة تكون سكة الحديد الى يسارك والطالبية الى يمينك وفوق الطالبية تبدأ المنطقة التي فيها الفندق الملك داود وجمعية الشبان المسيحيين وثم مقبرة ماميلا (مأمن الله) والسوق التجاري. 
في الحرب العالمية الثانية اعتقل البريطانيون الالمان واخلي الحي الالماني من سكانه فاصبح بناء مدرسة الالمان شاغرا فشغلتها مدرسة البنات الانجليزية-القسم الابتدائي منها،  نحن ستة اشقاء ثلاث صبيان وثلاث بنات انا رقم 5 منهم ذهبت للحضانة سنة 1939 وكان عمري آنذاك 4 سنوات، درست فيها لمدة سنة وبعدها انتقلنا انا وشقيقتي الى كلية شميدت الالمانية للبنات لكنهم منعوا تدريس اللغة الالمانية فيها حيث كانت كلية راهبات ورهبان المان وهنا اقول ان ابي تعمد ان يدرسنا في كلية الراهبات الالمان لأنه كان قد درس في المانيا الهندسة الميكانيكية لست سنوات وعندما عاد الى القدس اشرف على شركة المياه.
بقيت في مدرستي من اكتوبر 1939م الى ديسمبر 1947م الى ان صدر قرار التقسيم، كان مبنى مدرسة شميدت الاساسي - والمبني عام 1887- على السور الشمالي لمقبرة «الماميلا»( مأمن الله) حيث كانت تسكن عائلات صهيونية هناك، اغلقت المدرسة بسبب موقعها لأن كل البنات والمعلمات عربيات اذ اصبحن عرضة لتحرشات السكان الصهاينة في البيوت المجاورة، وهنا اذكر ان شاب صهيوني تعرض لفتاة في الصف الخامس الابتدائي وهي في طريق عودتها من المدرسة وضربها بسكين على جبينها وعلى اثرها قرر مدير المدرسة «الاب زونن» والمديرة ايليا ساعاتي اغلاق المدرسة مبكرا لعطلة عيد الميلاد ولم نعد الى تلك المدرسة بعد ذلك لانها احتلت مع معظم احياء القدس الجديدة. 
في العام 1948 كنا نسكن داخل منطقة امنية مسيجة سميت بالمنطقة المحمية أ (Zone A) ولها معبرين احدهما خارج نهاية الخط الحديدي للمحطة والثاني بين حي البقعة التحتا وحي القطمون، وطلب من الموظفين البريطانيين السكن داخل هذه المنطقة بعد ان رحّلوا عائلاتهم الى بريطانيا، وكان حراس من الجيش البريطاني يتناوبون على حراستها وعلى كل سكان البقعة ان يبرزوا بطاقة دخول الى هذه المنطقة. 
اغلقت المدارس ابوابها لتفاقم الوضع الأمني فبدأت العائلات في حينا في الانتقال الى مناطق ابعد عن الاشتباكات المباشرة ليس فقط عن حي القطمون القريب حيث نشبت المعارك الضارية طيلة نيسان بين الرجال من سكان حي القطمون و المجندين الجهاد المقدس بقيادة ابراهيم ابو دية بعد ان نقلوا الاطفال والنساء الى البيوت الوقفية أو الاديرة وبقوا يدافعون عن بيوتهم حتى سقوط حي القطمون في 1 ايار، سقط منهم شهداء كثيرون واذكر الشهيد كامل حسين عويضة الذي اصيب في محاولة تفجير عمارة « زلبرشتاين» العالية التي تمركز قناصة العصابات الصهيونية فيها. 
لم يرد مطلقاً في بال والدي انه سيخرج من البيت في يوم ما، كان على ثقة بأن المنطقة أ ستبقى محمية، فقد صدق وعود الرؤساء العرب بأن الجيوش العربية ستستلم البلاد بعد خروج المحتلين ليلة 15 ايار كان همه تأمين مؤونة من طحين ومعلبات ووقود للتدفئة المركزية في حال نشبت حرب مثل الحرب العالمية الثانية. كما ان مكتب الهيئة العربية العليا الرئيسي كان على نفس شارعنا منذ ان انشئته الجامعة العربية في مؤتمر بلودان 1946 وكان الحراس فيه يجمعون المال من سكان الحي لكنهم اختفوا بعد سقوط حي القطمون.
في يوم 13 ايار 1948 اكتشف والدي انه حتى الجنود البريطانيون الذين كانوا على الحاجز قد رحلوا.
صادف ان نفذت مؤونة بعض حراس القنصليات في حي القطمون حيث القنصلية المصرية واللبنانية و العراقية واليونانية والايطالية و تشيكوسلوفاكية وحين جاؤوا دخلوا المنطقة الأمنية أ يبحثون عن عائلات يقدمون لهم الطعام  ووصلوا الى بيتنا واخبروا والدي انّ كل حينا سالم ولا يوجد جيش بريطاني على المعبر حينها  اقترحت امي على ابي ان نذهب للبيات في دير قريب جداً يقع في الكولونية الالمانية، وهو عبارة عن اوتيل (نزل يستضيف السياح) فاستأجر أبي ثلاثة غرف نوم على اساس ان نبقى فيه يومين لانه لم يبقى احد في الحارة ابداً، حمل كل واحد منا مخدته الريش ولباس نومه وحملت امي معلبات واشياء خفيفة على اساس ان الفندق كان يوفر وجبات كاملة. حتى انهم لم يسمحوا لكلبنا ان يرافقنا بسبب وجود الدجاج والطيور في الفندق، فاذكر انه اخذ ينوح بالبكاء، يصدر صوتا كمن يبكي وعاد الى البيت. كان في الدير اكثر من عائلة لها اولاد والباقي كبار في العمر جاؤوا مثلنا ولنفس السبب.
عاد أبي في اليوم التالي الى البيت ليطعم الدجاج والكلب ويسقي الزرع، ثم رجع الينا في ساعات الظهيرة وهو يحمل الراديو لسماع الاخبار وبعدها بساعتين احتلت العصابات المنطقة وقرعوا جرس الدير فلم تفتح الراهبة، لان الدير كان محميا من هيئة الصليب الاحمر الدولية، فلم يأبهوا لها ودخلوا على الدير بالسلاح واخذوا قوائم باسماء النزلاء، ثم اخذوا الشباب وهوياتهم وجمعوهم في الغرفة التي كنت نائمة فيها، اذكر تلك الغرفة جيدا كان فيها سريرن و مقاعد للجلوس، كنت قد نمت من كثرة اللعب في حوش الدير، وايقظني والدي وطلب مني مغادرة الغرفة، اذ كانوا جميعم مع والدي. واحضروا جميع الاسرى الشباب للغرفة ووالدي معهم طبعا. ووضعوا حارساَ مسلحا عليهم. 
كان هذا في 14 – 5 - 1948  يوم جمعة، الساعة الخامسة من بعد العصر بعد اعلان بن غوريون قيام الكيان الصهيوني، فقد وقع بن غوريون هذا الاعلان يوم14 لان يوم 15 يصادف يوم السبت وهم يسبتون وبالتالي لا يستطيعون التوقيع في ذلك اليوم. في تلك الليلة كنت انا واخي في الغرفة الثانية ننتظر دخول الجيوش العربية الجرارة لانقاذنا، كان عمري انذاك 12 عام ونصف، واخي 14 عاما. لكن في تلك اللحظة غلب علينا النوم وعندما استيقظنا كانت العصابات قد اخذت شقيقي «سري « 19 عاماً و «رفيق» 17 ونصف عاماً، بسيارات مصفحة الى اماكن مجهولة بالاضافة الى كل من احتجزتهم بالغرفة. نقلوهم الى اطراف القدس وبعد يومين صرح الملك عبد الله ان سن التجنيد سيصل الى 51 عاماً، فعادوا بعد يومين واخذوا والدي وبقينا وحدنا، ابي طمئن امي بأن ما حدث ربما سيكون لصالح الاولاد وسيخلص الاولاد من ايدي المحتلين الصهاينة، وبذلك كانوا اخوتي من اول المعتقلين في فلسطين لانهم اخذوا من دير تحت حماية هيئة الصليب الاحمر، فلم يقتلوهم. 
بقينا في الدير تحت الاقامة الجبرية تؤمن الراهبات ما يستطعن من سد رمق النزلاء المقيمين. لكن والدتي كانت تراقب تدهور صحة اطفالها الاربعة ولا تستطيع فعل شيء حتى جاءت العصابات الصهيونية تسأل اذا كان هناك من يرغب بترك المنطقة والذهاب الى القسم الغير محتل من القدس . كان على والدتي ان تتخذ قراراً صعباً في حياتها الزوجية فاختارت الخروج مع من بقي من اولادها وهي لا تعلم مصير والدي وشقيقاي الذي اخبرنا فقط انهم اسرى في المعتقلات الصهيونية، نقلنا على شاحنة وسلمنا على بوابة «مندلبوم» واستقبلنا مقاومون فلسطينيون وعرب ومنهم بهجت ابو غربية والدكتور اسحق الحسيني واخذونا للمدرسة الابراهيمية.عرضوا علينا البقاء في المدرسة او ان نذهب لبيت جدي والد امي في باب الزاهرة.  فتفاجئت امي بان اثنين من اخوالي لم يتركوا بيت جدي ولا يزال موجوداً ولم يهدم في المعارك، فالبيت يقع مقابل مستشفى هداسا التي وضعت اساسته في العام 1918، والجامعة العبرية التي تأسست ايضا في نفس ذلك العام، وأن اشقائها ما زالوا في البيت. وعلمنا لاحقاَ ان الهدنة تمت ذلك اليوم لساعات للافراج عنا. 
ارسل لهم بهجت ابو غربية شاب واستدعاهم لاخذنا، حضروا على الفور، وأذكر ان خالي ذهب على الفور الى السوق واشترى كل الفاكهة والخضار في ذلك الموسم، وأذكر جيدا هنا اننا انا وامي واخوتي عانينا من حالة اسهال شديدة لجفاف امعائنا.
ايضا تلك الفترة كانت صعبة جدا، فقد عانينا من القصف، ففي احدى الليالي ضربت العصابات الصهيونية ألف قذيفة على البلدة القديمة وباب الساهرة اذ كانت المقاومة تتركز هناك فلم نكن نستطيع النوم مطلقاً اذ كان سقف البيت قرميد وتحته خشب فهو مبني في عام 1890. فكان الهاون يخترق السقف وكنا ننزل عند الجيران لان السقف غير آمن وكنا ننام على الكرسي ونحن جالسين.
كان قرار والدتي بالخروج صائباً لأننا علمنا لاحقاً أن العرب الباقين تحت الاحتلال نقلوا الى ابنية قيد الانشاء بين البقعتين التحتا والفوقا وهذه الابنية تفتقر الى الشروط الصحية ويحيطها الاسلاك الشائكة وحذر عليهم التجول الا في ساعات محددة من النهار وكانت شروط معيشتهم صعبة للغاية، حتى رفعت الاحكام العسكرية في اوائل الستينات من القرن الماضي لكن لم يسمح لهم بالعودة الى بيوتهم لانهم اعتبروا «حاضرين غائبين» وبيوتهم كانت مصادرة. 
ثم جاء ابن عمتي واخذنا الى اريحا حيث كانت عائلته تسكن في منزل من اللبن. وكان عنده غرفتين، اخذ واحدة واعطانا الاخرى، وقضينا فيها صيفين. الصيف الاول في غرفة اللبن. والثاني كنا قد استأجرنا بيت لبن ايضا عندما تم الافراج عن ابي واخوتي في نيسان 1949. 
بعد ذلك عقدت اتفاقية «رودس»  حيث تم استبدال المدنيون الاسرى من العرب بينهم والدي وشقيقاي  بأسرى مقاتلين من العصابات الصهيونية وهذا كان بعد 10 اشهر من اعتقالهم. 
في هذه المرحلة تطورت شخصيتي جداً حتى ان والدي فوجئ بعد عودته انني اصبحت اتخذ القرارات، كبرت بسرعة. فقد عانينا في الدير، اذ تم فرض حصار شديد على المنطقة المحتلة وكل القدس الجديدة أصبحت محتلة. لم تعد الحياة في الدير سهلة فقد وصلنا مرحلة ان نأكل من الحشائش المحيطة بالدير لدى توفرها، كانت الراهبات تججمعها وتعمل منها سلطة، لم يعد هناك طعاماً لجميع الدير، وكان اليهود يعطونا قطعتين توست صغيرة  فقط في اليوم  نأكل واحدة منها في الصباح ونترك الاخرى للمساء. 
بدأ ابي بالبحث عن عمل، اذ لم نكن نملك اي شيء. فنصحه احد اصحابه بالذهاب الى رام الله والعمل بمهنته الاصلية كمهندس ميكانيك في محطة ارسال رام الله في الاذاعة. واخي «سري» ايضاً قدم طلباً للعمل هناك فاخذوه مذيعاً للاذاعة عربي وانجليزي واصبح مديراً فيها. وفي عام 1960 اسس اخي سري ومعه المهندس عدنان طه اذاعة عمان وتوسعت وانتقلت اليها محطة الاذاعة في رام الله، واصبح مدير الاذاعة في عام 1964 عندما انتقلوا الى منطقة ام الحيران. 
نحن سكنا في رام الله منذ ذلك اليوم. بعد وصولنا مباشرة رأيت بنات المدرسة يلبسن زي المدرسي للحكومة، واستيقظت ثاني يوم وايقظت اختي نوال وقلت لها ان تستعد للذهاب الى المدرسة. التحقت بتلك المدرسة منذ ذلك اليوم واكملت دراستي الثانوية فيها وتخرجت من التوجيهي. وكنت من الاوائل وحصلت على منحة ودرست في سوريا، اهلي ظلوا في رام الله. امي خرجت الى عمان بعد انتفاضة 1989 في عام 1990. 
وبعد انهاء دراستي في سوريا «ادب ولغة انجليزية» عدت الى رام الله في التدريس في مدرستي «رام الله الثانوية « وبعد سنتين نقلوني الى القدس وبقيت هناك من عام 1963 الى 1966. بعدها انتقلت الى دار المعلمات في رام الله وبعدها الى السلط ثم الى معان ثم الى العقبة وكنت انذاك اشتريت سيارة وكنت اذهب بها كل اسبوع واعود اخر الاسبوع من العقبة الى رام الله.  حيث عملت في العقبة لغاية عقد قراني 1967 وكان هنالك قرار ان من يعقد قرانها تفصل فصلاً تعسفيا فعدت الى رام الله ووقعت انذاك حرب 1967، وخرجت الى دمشق ثم الى بيروت. 
وفي عام 1974 خرجت الى بيروت، وهناك شهدت كل الحروب التي وقعت في لبنان منذ 1975 الى 2000. وكلي امل ان اعيش حتى تعود فلسطين. 
اني ارى العودة قريبة جدا جدا والأمل ان يمتد بي العمر حتى ذلك اليوم.