Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Nov-2019

المطبعون مع إسرائيل*علي ابو حبلة

 الدستور

القضية الفلسطينية تعيش «أسوأ مراحلها» بعد نحو 102عام على وعد بلفور  والتغيرات في بعض المواقف العربية والاقليمية والدولية ساهمت في زيادة مأساة الفلسطينيين بحكم الصراعات التي تعصف بالمنطقة وهدفها تصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية، ولم تعد القضية الفلسطينية تحظى بالأولوية في كثير من دول الوطن العربي وللأسف الشديد أصبح التطبيع مع إسرائيل غاية بعض الأنظمة العربية وشجعت مجتمعات المجتمع المدني على ذلك، والغريب في  أن تصبح إسرائيل عند البعض جزءا لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي العربي، والأغرب ان يعقد مؤتمر تطبيعي انبطاحي بمشاركة دول عربية في بريطانيا ناقش التكامل والتعاون والشراكة في مختلف المجالات مع الاحتلال الصهيوني، هذا ما ذكرته قناة امريكية، الأربعاء 20/11/2019، أن 30 شخصا من دول عربية، بالإضافة إلى يهود غير إسرائيليين، التقوا في العاصمة البريطانية لندن لتشكيل مبادرة جديدة تحمل عنوان «المبادرة العربية للتكامل الإقليمي».وأوضحت قناة «الحرة» المدعومة أمريكياً التي انفردت بتغطية المؤتمر عربياً، أن المؤتمر يستند لمبدأ عدم إقصاء أي دولة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ومن ضمن ذلك ما أسمتها حرفياً بـ»دولة» الاحتلال الإسرائيلي، من جهود التكامل والتعاون والشراكة في مختلف المجالات، لا سيما الثقافية والفكرية والاقتصادية.
وبالتدقيق والتمحيص والتحليل عن مؤتمر لندن التطبيعي فإن مركز «اتصالات السلام» الأمريكي الذي يرأس هيئة مستشاريه المبعوث الأمريكي السابق للسلام في الشرق الأوسط دينس روس، في حين يشغل رئاسته التنفيذية الكاتب الأمريكي جوزيف براودي، الذي تحدث في بداية المؤتمر عن والدته العراقية ورغبته في تحقيق سلام وتعايش وتكامل بين جميع الدول، ومن ضمنها الكيان «إسرائيل».
أمريكا تحمل مخطط صهيو أمريكي ليس من ضمن أهدافه فحسب تصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني و تسعى لان تصبح إسرائيل ضمن المنظومة الامنية للشرق الأوسط، بعد أن  نجحت في تحويل أولوية الصراع مع إسرائيل وتحريفه لتصبح أولويته إيران ولتبعد العرب عن تحمل مسؤولية دعم القضية الفلسطينية وتحرفهم عن أقدس مقدسات المسلمين وهي القدس و التسليم بالأمر الواقع.
وجل ما تسعى أمريكا لتحقيقه هو شيطنة المقاومة ضد الاحتلال حيث ندد المؤتمر التطبيعي في لندن بـ»التطرف والتشدد والاٍرهاب» في اشارة الى المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني وحمّل كثيرون المسؤولية لما اعتبروها قراءة مغلوطة للدين الإسلامي، وبحسب قناة الحرة الامريكية أن المشاركين اتفقوا «على أهمية مواجهة ما يسمى بشيطنة الآخر ورفض التحاور معه أو التعاون معه»، في إشارة إلى الطرف الإسرائيلي.
وصف دينس روس الاجتماع بالمهم والاستثنائي من حيث نوعية الحضور والمواضيع المطروحة، والتي من شأنها تقريب الرؤى بين مختلف مكونات الشرق الأوسط، ومن ضمنها كيان الاحتلال.وأكد روس أن المنطقة بحاجة إلى مبادرات كهذه؛ بسبب ما تعيشه من مشاكل معقدة في مختلف المجالات.
وذهب المشاركون، إلى الإشادة بالدور الاجتماعي والثقافي والتراثي لليهود العرب في بلدانهم، سواء في السابق أو في الحاضر. وانتقدوا حالة الجمود في المنطقة وعدم تأسيس شراكة متنوعة مع دولة الاحتلال، وطالب البعض بضرورة التوصل إلى تعاون اقتصادي في المنطقة العربية يتخذ من دولة الاحتلال شريكاً وطرفاً.
مؤتمر لندن للتطبيع  يحمل أبعادا جد خطيرة سيما وان المجتمعين سيعقدون اجتماع آخر في فبراير القادم في واشنطن لتقييم نتائج المؤتمر وهذا يتطلب وعيا عربيا على كافة المستويات لاستكشاف خطورة التحركات الامريكية وسعيها للتطبيع مع إسرائيل.