Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Oct-2018

هاجس ملكي وطموح شعب - عماد عبدالرحمن

الراي -  رغم الازمات العاتيات في الاقليم، لم تلتفت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، للتحديات والعراقيل التي فرضتها أزمات المنطقة منذ مطلع عام 2011 وحتى اليوم، وإن كانت خطط التنمية والتحديث التي خُطط لها واجهت اشكاليات بالتمويل والصرف، بسبب الاوضاع الاقتصادية الخانقة التي تعيشها، إلا ان ذلك لم يمنعها من المضي قدما والعمل على تعزيز البنية التحتية للمنطقة أثناء وخلال تلك الحروب.

اليوم تستعد»العقبة الخاصة»لإنطلاقة جديدة قوامها مشاريع سياحية وخدمية كبرى تستقطب نوعيات جديدة من السياح والسفن وطالبي الخدمة، وتوسع جغرافي بدأ بـ 375 كم ،بإنتظار قرار مجلس الوزراء بتوسيع مساحتها لتصل الى 480 كم، بعد ضم 87 كم على طول الشريط الحدودي بوادي عربة.
تكاد تكون منطقة العقبة الاقتصادية هي المنطقة الاكثر التزاما بخططها الخمسية والعشرية، وهي ولجت الى مرحلة تنموية جديدة منذ عام 2017 وحتى 2025 ،لتحقيق اهدافها كوجهة استثمارية، ينتظر ان تستقطب استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار حتى عام 2025 ،وزيادة عدد المدن الصناعة من مدينتين الى ست مدن، والمدن اللوجستية من خمس مدن الى عشرة، وتوفير 30 الف فرصة عمل، وزيادة عدد السياح من 567 الف سائح عام 2016 الى مليون ونصف المليون سائح عام 2025 ،وزيادة الغرف الفندقية من اربع الاف غرفة حاليا الى 12 الف غرفة عام 2025.
إدارة العقبة التي تواجَه بالكثير من العراقيل سواء المجتمعية او العمالية او المالية، الا انها قادرة على مواصلة العمل تحت الضغط، ولديها قدرة على إتخاذ القرارات التي تقتضيها مصلحة المشروع، فهي اوقفت المشاركة بالمعارض السياحية الخارجية ،كونها تنظر الى إستقطاب الخارج الى بلادنا، ولم تغفل احتياجات المواطن الاردني بالترفيه والاستمتاع بمرافق المدينة، من خلال كرنفال العقبة الشامل الذي يوفر عروضا للسياحة المحلية بأسعار اقل من الاسعار المعتمدة خلال مواسم معينة. ما حقتته العقبة على مدى 18 عاما أمر لا يستهان به، فالمدينة الوحيدة في العالم التي ضاعفت حدودها الشاطئية قريب الضعف، نتيجة المشارع الشاطئية ومنها مشروع ايلة وقريباً مشروع زايد، ومشروع المطل الذي سينتقل الى افاق ارحب بإختراقه سلسلة الجبال المحيطة بالمدينة وتطويع الطبيعة الصعبة، بنقل السياحة الى قمم الجبال، عدا عن الخدمات التي تقدمها المدينة للمستثمرين حتى في مرحلة ما بعد الاستثمار، كون المستثمر يحتاج للاستثمار بعد ان يستقر بالاردن، ولا ننسى مؤسسة الموانئ وميناء الحاويات بإستقطابهما اضخم السفن في العالم ولاكثر من سفينة في آن واحد، مع رفع لحجم المناولة للبضائع الى 40 مليون طن عام 2020 ،والاستعدادات لاستقبال اضخم مؤتمر بحري على الاطلاق في المنطقة يوم 23 الجاري وبمشاركة عربية ودولية واسعة.
كل هذه الرؤى، والتطلعات تهيء المدينة لتكون مدينة عالمية بإمتياز، كونها المدينة المتكاملة في خدماتها في منطقة البحر الاحمر، لتكون مقصدا سياحياً واستثمارياً وصناعياً عالمياً ،وبوابة للتجارة والاستثمار.
كل هذا التطور في العقبة، يستحق الحديث فيه، لسببين :الاول انها مدينة خرجت من لا شيء تقريبا لتصبح محطة ووجهة للسياح والمستثمرين والباحثين عن الفرص الاستثمارية،وإنموذجاً للتنمية، والسبب الثاني: انها حلم لجلالة الملك كمنطقة اقتصادية فريدة في المنطقة، وهذا وحده كفيل بأن تأخذ المدينة حقها وتُنصفْ، كونها أمل الاردنيين بمستقبل واعد.
imad19702003@yahoo.com