Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Jul-2019

الإساءة للمرأة ليست أمرا مضحكا!* حنان كامل الشيخ

 الغد-لن تتحمل المرأة بعد ذلك كثيرا في هذا البلد، ما تتعرض له من تنمر وإهانة واستهزاء، من قبل قنوات إعلامية أعتقد أنها قد تجاوزت حدها جدا!

ففي كل مرة تفصلها عن مرة سابقة، تسعى بعض الإذاعات المحلية، وبقيادة مذيعات أردنيات، للأسف الشديد، إلى “لملمة” مستمعين أكثر، عبر التطرق إلى أتفه وأسخف القضايا والأمور التي يمكن مناقشتها، تحت عنوان الترفيه والتسلية. وحين تنفد الوسيلة لا يكون أمامها إلا المرأة الأردنية لتطيح بها سخرية واستعلاء، وتطلق عليها أحكاما قاسية تمس كرامتها وأنوثتها وإنسانيتها.
تعتقد هذه المحطات بأن أقرب طريق إلى أذن المستمع، هو إثارة المشاكل! وأنا أظن بأنه في كل تجربة لاستثارة الرأي العام، يكون الأمر متعمدا ومقصودا ومدروسا بشكل جيد، وليس عفويا وفكاهيا كما يحاولون أن يصدروا للجمهور.
هيئة الإعلام المرئي والمسموع، بلجنتها الرقابية، مطالبة بوضع حد لمثل هذه التصرفات الخارجة على أخلاق الإعلام ومواثيق العمل الصحفي. وإن كانت هذه الإذاعات قد قدمت اعتذاراتها واحدا تلو الآخر، في الفترة السابقة للأسباب نفسها، وبالترتيب والسيناريو المعد سلفا، فإن ذلك لا يعني أن يقبل اعتذارها العلني، كإجراء محاسبي وعقابي.
قبل يومين، تتطاول إحداهن على مواطنة أردنية، تجرأت أن تقيم “جمالها” بأربعة من عشرة، في مقابل “فلقة القمر”، على حد المذيعة، والذي من المفترض أنه زوج هذه المواطنة! وتستغرب زميلتها من حجم الحب الذي نقلته الأولى بتعجب شديد، رغم قلة جمال المرأة حسب تقديراتها.
من أين لتلك الإعلاميات هذه الأريحية والثقة، تسمح لهن بتجريح الآخرين، سواء المرأة الأردنية، أو الشاب الذي يملك لكنة قروية، أو الصبية ذات الاسم “المستغرب” حسب رأيهن، أو الرجل الذي يبحث عن نصفه الآخر بعد منتصف عمره؟!
هل أصبح التهكم على المواطنين سبيلا للدعاية وجمع المعجبين، في ظل تكريس مفاهيم اجتماعية مغلوطة، وسلوكيات غير تربوية شاذة؟
نسمع لإذاعات محلية في بلدان عربية أخرى، تنتهج طريق الفكاهة والتقديم الخفيف. لكننا بصراحة لم نصادف كلمة خادشة أو تعبيرات تحمل معاني عنصرية أو جنسية أو اجتماعية مبطنة إلا في تلك الإذاعات سيئة الصيت والذكر!
في المقابل، نفاخر هنا ببرامج وإذاعات محترمة فعلا، تتلمس حاجات المواطنين، وتحترم تقاليد الناس وقيمهم. وبالمناسبة هي الأخرى لها جمهور عريض ومتابعون كثر، يحبون مذيعيهم وينتقدونهم باللغة المهذبة نفسها التي فرضوها على الجو العام للرسالة الإعلامية.
سلسلة الإساءات المتعمدة للمرأة الأردنية، تحديدا، ستظل مستمرة إن لم يضع مسؤول مهني حدا لها. والموضوع لا يجب أن يقتصر على إيقاف أو تنبيه البرنامج الصباحي فقط. الأمر أصبح فوق طاقة الاحترام والصبر، بحيث إن الحل من الضروري أن يكون جذريا هذه المرة.