Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Apr-2018

ما بين الروس والأميركيين!! - صالح القلاب

الراي -  روسيا «متبنية» نظام بشار الأسد وتحارب حربه منذ سبعة أعوام، وحقيقة أكثر، وأميركا «متبنية» إسرائيل منذ إنشائها كمشروع إستعماري منذ عام 1948 فالقوات الروسية الجوية والبرية أيضاً هي المسؤولة عن كل ما جرى في سوريا من دمار وخراب وإزهاق أرواح بريئة وأيضاً من تشريد وتهجير ورسم خرائط «ديموغرافية» لهذا البلد والولايات المتحدة بقيت تُشهر سيف حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن والأمم المتحدة لحماية كل هذه الجرائم التي واصلت القيام بها هذه الدولة التي تمت «فبركتها» فبركة في نحو منتصف القرن الماضي لتكون قاعدة متقدمة للغرب الإستعماري في هذه المنطقة التي كانت خرجت تواً من ردح طويل من الزمن تحت الحكم العثماني الذي لا أكثر منه تخلفاً منذ بدء الخليقة وحتى الآن.

كل دول العالم، بما في ذلك الدول التي ساهمت في إختراع هذه الإسرائيل، لم تعد قادرة على الصمت إزاء هذا الذي تفعله هذه الدولة المارقة فعلاً والمتحدية لكل القيم والأعراف الدولية إلا الولايات المتحدة التي من المفترض أنها صاحبة مصالح حيوية في هذه المنطقة والتي منذ أن قامت وحتى الآن قد ثقبت آذان سكان الكرة الأرضية بالحديث عن حقوق الإنسان وعدم إستخدام القوة الإجرامية ضد المظاهرات وضد المحتجين سلمياًّ والغريب أنها لا تسمح لنفسها أن تقوم بما يقوم به الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني، صاحب الحق وصاحب الأرض، ضد المتظاهرين الأميركيين الذين يتجاوزون ليس في بعض الأحيان بل في كل الأحيان القوانين الأميركية السارية والشواهد هنا كثيرة ومن الصعب حصرها وإحصاءها!!.
لم يحمل أيٌّ من متظاهري غزة، الذين بينهم عدد كبير من الأطفال، حتى ولو «طلقة» مسدس واحدة حتى يواجههم الجيش الإسرائيلي بكل هذا العنف وبكل هذه الدموية وحتى تبادر الولايات المتحدة بالإستنفار السياسي على «أسلاك» مجلس الأمن الشائكة وتقصف بصواريخ الـ «فيتو» أي مشروع قرار يدعو الإسرائيليين إلى الكف عن كل هذه الجرائم التي يرتكبونها وبدون حتى ولا «غمزة» إدانة وإن بصورة غير مباشرة.
يسألنا بعض الأميركيين ودائماً وأبداً: «لماذا نكرههم» ويقينا أن العرب بصورة عامة، وبإستثناء بعض الحالات الفردية والدوافع الشخصية، لا يكرهون لا أميركا ولا الشعب الأميركي.. لكن وعندما نرى كل هذه الحماية الأميركية الرسمية لكل هذه الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.. الذي يتظاهر سلمياًّ على حدود أرضه التي يحتلها الإسرائيليون منذ سبعين عاماً وأكثر فإننا لا نملك إلا أن نتأفف وأن نتذمر وأيضاً إلاّ أن نصُبَّ جام غضبنا سلمياًّ ليس على الشعب الأميركي وإنما على صاحب القرار في البيت الأبيض الذي«يقطنه» الآن دونالد ترمب.
إن هذا بالنسبة لأميركا أما بالنسبة لروسيا التي وضعت أقدامها في عهد الإتحاد السوفياتي في عام 1949 في سوريا فإن المستغرب والعجيب والذي يوجع قلب كل محب للشعب الروسي العظيم هو أن يصطف الروس في هذا الصراع الدموي والمدمر إلى جانب أقلية مذهبية حاكمة يساندها الفرس بكل أحقادهم التاريخية على العرب والأمة العربية وأن يشاركوا بعمليات التهجير القسري، بصواريخهم ومغاويرهم وسلاحهم الجوي، لأهل البلاد الفعليين والحقيقيين الذين هم أول من إحتضن روسيا..الحمراء عندما كانت هناك حرب باردة وكان الصراع في ذروة إحتدامه بين الغرب والشرق.. وهكذا ألا يحق لنا يا ترى أن نسأل «الرفيق» فلاديمير بوتين:..لماذا هذا أيها الرفيق وأنت تحمل إسم فلاديمر لينيين؟!.