الراي - تُعدّ المواقف الاردنية تجاه القدس والقضايا العربيّة في طليعة المواقف،ومن شاهد مظاهرات الشعب الاردني والتحام الشعبي بالرسمي،والوطني بالقومي بالاتجاهات والأطياف السياسة كافة، يدرك أنّ صوتالحكمة والاعتدال والإنسانية هو نهجٌ اردنيٌّ عزّ نظيره، وهو ما جعلالممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية في الاتحاد الأوروبي،فيديريكا موغيريني تشيد بالدور الأردني تجاه القدس، وتدعو العالمإلى الاصغاء إلى جلالة الملك عبداالله الثاني باعتباره صوتا للحكمةوالاعتدال، وإن الأردن له دور خاص جدا فيما يتعلق بالأماكن المقدسة فيالقدس وجلالة الملك عبداالله الثاني هو صاحب الوصاية على هذهالأماكن المقدسة. إن هذه الرؤية للاردن وقيادته لم تأت اعتباطاً؛ وإنما جاءت نتيجة سياسة أردنية متوازنة لها تقديرها في الداخل والخارج، وتاريخ الاردن يحفل بذلك، ويكفي الاردن أنه يفتح ابوابه للجميع، ويسجل كل يوم باحتراف ومهنية واحترام انه في صف أمته يقف صفا واحدا يدا بيد، لنصرة القدس والاقصى، ولا يأبه لغير الحق والعدل.
والأردن البلد العربي الوحيد الذي يتلقى صدمات احداث المنطقة وتحدياتها، منذ بداية النكبة الفلسطينية مرورا بحرب لبنان واحتلال الكويت وحصار العراق واحتلاله وأحداثه المتلاحقة والازمة السورية العاصفة وما تم في ليبيا واليمن، ويستقبل سنويا مئات الآلاف من اللاجئين والمهجرين بإمكاناته المتواضعة، ويفتح قلبه وأرضه لأبناء أمته باحترام وتواضع قلّ مثيله، دون ضجر او منِّة، هكذا الاردن العروبي لا ينسى واجباته، رغم التحديات المحدقة به، ورغم ارتفاع نسبة البطالة وافلاس العديد من الشركات والمؤسسات، ورغم شُح المياه، ورغم كل المواقف التي أدارت ظهرها له، والأردن مستمر في نهجه ومواقفه واعتداله، يجري انتخاباته في منطقة حبلى بالمفاجآت، ويحافظ على انسانه ويعزز ديمقراطيته وحريته، وتقدم قيادته الهاشمية أنموذجا للحكم الرشيد الذي يضع الانسان وكرامته في قمة أولوياتها، وعلينا ان نقرأ بعناية هذه العلاقة بين الشعب وقيادته التي يتحدث عنها العالم باحترام وتقدير لما فيها من ودّ وتسامح وإيثار، وشاهدنا هذا الالتحام بين القيادة والشعب في مواجهة القرار الهمجي الذي اتخذه ترامب، هذا الاردن العربي يتحدث عنه العالم بود شفيف وكنت اشعر بالفخر وانا اتابع أحاديثهم وأحزن لمآلات الدول العربية والدمار الذي يلحق بها، وبالتالي علينا ان نضع الا�'ردن فوق كل الاعتبارات؛ نضعه في قلوبنا وعقولنا، ندافع عنه بقوة وحزم وعزم، وندفع به إلى الأمام، كي يبقى في الطليعة، لا نريد ان نقارن الا�'ردن بدول المنطقة، وانما نقارنه بموازة الدول المتقدمة كي نرتقي به، وبالإنسان حتى ينافس ويبدع ويصل هدفه، هذا هو الا�'ردن الذي لا يقف عند الصغائر، ولا يتوانى عن نصرة المظلومين تجده صامدا صابرا لا تحنيه المحن.