Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Dec-2017

هذا هو الأردن - د. محمد القضاة

 الراي - تُعدّ المواقف الاردنية تجاه القدس والقضايا العربيّة في طليعة المواقف،ومن شاهد مظاهرات الشعب الاردني والتحام الشعبي بالرسمي،والوطني بالقومي بالاتجاهات والأطياف السياسة كافة، يدرك أنّ صوتالحكمة والاعتدال والإنسانية هو نهجٌ اردنيٌّ عزّ نظيره، وهو ما جعلالممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية في الاتحاد الأوروبي،فيديريكا موغيريني تشيد بالدور الأردني تجاه القدس، وتدعو العالمإلى الاصغاء إلى جلالة الملك عبداالله الثاني باعتباره صوتا للحكمةوالاعتدال، وإن الأردن له دور خاص جدا فيما يتعلق بالأماكن المقدسة فيالقدس وجلالة الملك عبداالله الثاني هو صاحب الوصاية على هذهالأماكن المقدسة. إن هذه الرؤية للاردن وقيادته لم تأت اعتباطاً؛ وإنما جاءت نتيجة سياسة أردنية متوازنة لها تقديرها في الداخل والخارج، وتاريخ الاردن يحفل بذلك، ويكفي الاردن أنه يفتح ابوابه للجميع، ويسجل كل يوم باحتراف ومهنية واحترام انه في صف أمته يقف صفا واحدا يدا بيد، لنصرة القدس والاقصى، ولا يأبه لغير الحق والعدل.

والأردن البلد العربي الوحيد الذي يتلقى صدمات احداث المنطقة وتحدياتها، منذ بداية النكبة الفلسطينية مرورا بحرب لبنان واحتلال الكويت وحصار العراق واحتلاله وأحداثه المتلاحقة والازمة السورية العاصفة وما تم في ليبيا واليمن، ويستقبل سنويا مئات الآلاف من اللاجئين والمهجرين بإمكاناته المتواضعة، ويفتح قلبه وأرضه لأبناء أمته باحترام وتواضع قلّ مثيله، دون ضجر او منِّة، هكذا الاردن العروبي لا ينسى واجباته، رغم التحديات المحدقة به، ورغم ارتفاع نسبة البطالة وافلاس العديد من الشركات والمؤسسات، ورغم شُح المياه، ورغم كل المواقف التي أدارت ظهرها له، والأردن مستمر في نهجه ومواقفه واعتداله، يجري انتخاباته في منطقة حبلى بالمفاجآت، ويحافظ على انسانه ويعزز ديمقراطيته وحريته، وتقدم قيادته الهاشمية أنموذجا للحكم الرشيد الذي يضع الانسان وكرامته في قمة أولوياتها، وعلينا ان نقرأ بعناية هذه العلاقة بين الشعب وقيادته التي يتحدث عنها العالم باحترام وتقدير لما فيها من ودّ وتسامح وإيثار، وشاهدنا هذا الالتحام بين القيادة والشعب في مواجهة القرار الهمجي الذي اتخذه ترامب، هذا الاردن العربي يتحدث عنه العالم بود شفيف وكنت اشعر بالفخر وانا اتابع أحاديثهم وأحزن لمآلات الدول العربية والدمار الذي يلحق بها، وبالتالي علينا ان نضع الا�'ردن فوق كل الاعتبارات؛ نضعه في قلوبنا وعقولنا، ندافع عنه بقوة وحزم وعزم، وندفع به إلى الأمام، كي يبقى في الطليعة، لا نريد ان نقارن الا�'ردن بدول المنطقة، وانما نقارنه بموازة الدول المتقدمة كي نرتقي به، وبالإنسان حتى ينافس ويبدع ويصل هدفه، هذا هو الا�'ردن الذي لا يقف عند الصغائر، ولا يتوانى عن نصرة المظلومين تجده صامدا صابرا لا تحنيه المحن.

الاردن حالة نادرة في الإقليم، ومن حقه علينا ان نعضده ونشد الأحزمة معه، وان نقرأه بعناية ودقة، وان نصبر مهما كانت التحديات؛ لان الصبر على الطوى في ظل الاستقرار والامان أفضل من رغد العيش في غابة لا يحكمها اي ضابط او معيار، ولذلك على ابناء هذا الوطن على اختلاف افكارهم ومشاربهم ومواقفهم ان ينتصروا للأردن، وأن يتنبّهوا لحجم التحديات والكوارث التي سرقت استقرار المنطقة برمتها، مطلوب منا جميعا ان نقف في صف الاردن بكل إمكاناتنا ضد التطرّف والأقلام المسمومة، واصحاب الافكار المريضة، والآراء المعلبة التي لا هدف لها غير مصالحها، نعم الاردن الآمن هو الأردن الديمقراطي، والأردن المستقر هو الأردن الحر، والأردن الذي يستقبل المعذبين والمهجّرين من أخوتنا هو الأردن العروبي القومي المسلم، نريد للأردن ان يبقى مؤل الأحرار والاستقرار والمحبة، نريد من الجميع ان يتحملوا المسؤولية الوطنية، وان يتفهموا ظروف الدولة الأردنية التاريخية والسياسية والاقتصادية والديمغرافية والاجتماعية كي يبقى الاردن في الطليعة.
 
وبعد، نقول للذين يعتقدون إن الاردن ليس ظاهره مثل باطنه: انتم واهمون؛ لأنكم تعيشون على ارضه وتنعمون بخيراته وتعبرون عن آرائكم بحرية، وان كتاباتكم البائسة لا تسمن ولا تغني من جوع؛ لأن الاردن لا يخشى البلل، وقد اعتاد على لهيب المنطقة، وتجاوز تحدياتها، وتعامل مع انتفاضات الشعب العربي الفلسطيني بمنتهى الوطنية وأخوة الدم، ويؤدي دوره المحوري بقوة وحزم وجاهزية عالية، والدولة العميقة فيه تمتلك ثوابتها المرنة لمواجهة كل التحديات، وتعمل مع مؤسسات المجتمع المدني واجهزة الدولة كافة لتجاوز وعد ترمب، ومحاولة ثنيه مع القوى الدولية الرافضة لهذا الوعد السيئ؛
 
لذلك، اتمنى على الاقلام الواعية واصحاب الفكر الجاد ان يتأملوا بعمق مآلات العرب وظروفهم ونظامهم المتداعي، ويعودا الى الاردن كي يقارنوا ظروفه وإمكاناته القاسية بمواقفه العربية التي تؤكد ان الاردن لا يترك أمته وقضيته الاولى لاصحاب الاجندة الفارغة، هذا هو الاردن، وهذا هو شعبه الابي وقيادته في المقدمة.