Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2019

لعنة فلسطين و«صفقة القرن» !*د. فايز بصبوص الدوايمة

 الراي-من الملاحظة وعلى مدار التاريخ وكما نعرف جميعاً أن الأرض المباركة والمقدسة والطاهرة لبيت المقدس وأكنافه وخاصة المسجد الأقصى المبارك كان محمياً، وسيبقى من الله تعالى ومن شعوب المنطقة، خاصة وأن كل من يحاول تدنيسه تقع عليه لعنة خفية تضع كل مستبد في أزمة حقيقية ليست سياسية فقط أو عسكرية فقط ولكن شخصية أيضاً وهذا ما نلاحظه وما يراه المراقبون عند النظر إلى المكونات والمخططين لمؤامرة «صفقة القرن» وعلى رأسهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فمنذ إعلانه القدس عاصمة للدولة الصهيونية وهو يواجه أزمات وأزمات سياسية وشخصية تطال السلوك والأخلاق علاوة على العنجهية والتخبط السياسي والذي يتجلى كل يوم، وآخره إجراءات عزله من البيت الأبيض نتيجة لمحاولة توظيف مقدرات الخارجية الأميركية لصالح بقائه السياسي وهذه نقطة في بحر أزماته ورعونته، وذلك لأنه حاول أن يتآمر على فلسطين والأردن. أما الركيزة الأخرى من ركائز هذه «الصفقة» هو رئيس الكيان الصهيوني نتنياهو والذي يتعرض إلى مساءلة قانونية لفساده واستغلاله السلطة من أجل مصالحه الشخصية علاوة عن ازمته الحكومية الداخلية أمام جهل سياسي، وفوضى تحالفات ستكون حجر الأساس في نزع الحصانة القانونية عنه في حال عدم تشكيله ائتلافاً حكومياً يقوده كرئيس للوزراء، أما بالنسبة لمرتكزات «الصفقة» من القوى الإقليمية فحدث ولا حرج عن أزماتهم الداخلية والتي لسنا بصدد التطرق لها ولتفاصيلها وذلك لأننا نحب الأشقاء ونتمنى لهم عودة حقيقية الى بوصلتنا العربية والقومية وإلى الثوابت القيمية التي رسختها الثورة العربية الكبرى وتجليها في الهاشميين رموز القومية والعروبة.

 
إن هذه اللعنة هي حقيقة وليس شعوذة فمنذ عنفوان نقل السفارة إلى القدس الشريف من قبل الولايات المتحدة الأميركية تمهيدا لـ «صفقة القرن» كان الكثيرون يراهنون على أنه خلال فترة وجيزة سيلتحق العالم برمزه الشعبوي دونالد ترمب للاعتراف في القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وأن مشروع «صفقة القرن» سيمضي قدماً دون أي عقبات تذكر متناسياً بغباء وقلة معرفة وعدم خبرة بأن هناك من يستطيع أن يطيح بهذا المشروع ولو أنه لا يملك المقومات العسكرية لمقاومة المشروع إلا أنه قد فوجئ بمدى تمسك الشعب العربي الفلسطيني بأرضه وهويته ومشروعه التاريخي من جانب والثوابت القيمية لرسالة الهاشميين في الحفاظ على المقدسات والسيادة والهوية كاستراتيجية ترتقي إلى استراتيجية وجود وليس تكتيكاً سياسياً مرحلياً، فالاقتراب من الهوية الفلسطينية أو الأردنية أولاً، والاقتراب من الهوية الإسلامية والعربية للمسجد الأقصى المبارك لا يدخل ضمن إطار التكتيكات السياسية، فالهاشميون وعلى مدار التاريخ لن يسمحوا ولم يسمحوا بالرهان على التراجع أو الزحزحة ولو قيد انملة عن رسالتهم وثوابتهم مهما تتطلب الأمر من تضحيات وشد أحزمة على البطون فذلك هو هوية وجودهم ومضمون رسالتهم وليس خارطة طريق مرحلية النتائج.