Monday 20th of October 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Oct-2025

إلغاء محاكمة نتنياهو سيكون صفارة الديمقراطية

 الغد

هآرتس
بقلم: أسرة التحرير 19/10/2025
 
 
 
 
لنفترض أن المتهم بنيامين نتنياهو سينجح في مؤامرة إلغاء محاكمته الجنائية، وأنه سيمهد لنفسه طرياق للهروب من الجلوس على كرسي المتهمين، ومن التهديد الذي يحلق فوق حريته. وماذا بعد؟ هل إسرائيل ببساطة ستستيقظ على يوم قديم وستعود إلى الفترة التي كانت قبل التحقيق وقبل تقديم لائحة الاتهامات، والانقلاب النظامي وحرب 7 تشرين الأول (اأكتوبر)، التي تعتبر الآن فترة التألق والازدهار، والهدوء والاخوة، مقارنة مع فوضى العقد الأخير؟ هل نتنياهو سيتخلى عن الدهاء والقسوة ويمد يدا متصالحة لخصومه، في حين يجلس الشعب تحت كرمته وتينته وقد توقفت آلة السم، ومكانها يسود سلام مهذب؟.
 
 
الإجابة بالطبع سلبية. فإذا تملص نتنياهو من المحاكمة وحطم ما بقي من استقلالية منظومة إنفاذ القانون، فانه فقط سيبدأ في الاستمتاع. عندها ستسمع صافرة البداية للانقضاض الشامل والنهائي على المؤسسات الديمقراطية في إسرائيل. في المقدمة شاهدناها أثناء زيارة ترامب في الكنيست. الدخول سمح به للمقربين والمؤيدين، الشخصية ظهرت في كل كلمة، والمعارضة في الواقع سمح لها بالتحدث، لكن فقط من أجل التعبير عن دعم سياسة الحكومة والتصادم مع منتقديها. 
نتنياهو كان يريد أن يشبه كل جهاز القضاء قائمة الليكود، وأن يتنافس أعضاء الكنيست فيما بينهم في الثناء على الزعيم. ولكن هذه فقط هي البداية. يمكن تخيل أنه يحسد ترامب، الذي يقدم خصومه للمحاكمة ويستخدم الجيش لمهمات شرطية في المدن "الزرقاء" التي تصوت للحزب الديمقراطي، ويدمج السياسة والدبلوماسية بالمحسوبية ويربح المليارات. أو أنه يحسد رجب طيب اردوغان الذي أدخل إلى السجن خصمه السياسي اكرم ايمامولو، وتم الرد على ذلك بلامبالاة دولية، لأن ذلك من "الشؤون الداخلية" لتركيا. لا يصعب تخمين من هم الشهود الأوائل في حملة انتقام نتنياهو: شهادات رؤساء الشاباك السابقين رونين بار ويورام كوهين. وسلوك شرطة إسرائيل والأصوات الصادرة عن بيبي ومؤيديه في وسائل الإعلام، توضح أن حركة الاحتجاج وقادتها سيواجهون خطرا حقيقيا يتمثل بالتحقيق والاتهام والسجن لفترة طويلة. ما الامر؟ سيسأل عميت سيغل. أيضا اريئيل شارون قام باعتقال معارضي الانفصال عن غزة. الآن دوركم، توقفوا عن التذمر.
في المرحلة المقبلة، سيعين نتنياهو لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في كارثة 7 تشرين الأول (أكتوبر)، وهدفها سيتم تحديده منذ البداية، إلقاء التهمة على حركة الاحتجاج على الانقلاب النظامي، وخاصة على الطيارين الذين هددوا بوقف التطوع للاحتياط، وحسب رأي نتنياهو ومؤيديه هم بذلك أضروا بقدرة الجيش وشجعوا يحيى السنوار على الهجوم. نتنياهو ومحيطه يؤمنون بمفهوم "الخيانة من الداخل"، التي سمحت بحدوث المذبحة في الغلاف. إذا حصلوا على دعم رسمي على صورة تقرير لجنة تحقيق، فيمكن الإعلان عن أن حركة الاحتجاج هي تنظيم إرهابي. ماذا تريدون؟ سيتساءل سيغل. نتنياهو فقط يجسد إرث اسحق رابين الذي أخرج إلى خارج القانون حركة كهانا. لقد مرت سنوات على ذلك وورثة كهانا وصلوا إلى الحكم. اصبروا.
نتنياهو في نهاية المطاف، لم يوقف للحظة الانقلاب النظامي، وواصل الدفع به قدما من دون تباطؤ حتى أثناء الحرب. وقف إطلاق النار وإعادة المخطوفين سيمكنانه من تسريع تحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية، والمعسكر الخصم متعب ومنقسم.