Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2017

مَن هزم «داعش»؟ - احمد ذيبان

الراي -  شمس داعش على وشك الغروب، ككيان سياسي يسيطر على مدن وأراض ، سمي ب«الدولة الاسلامية» ، والمرجح أنه سيختفي تحت الأرض ويخوض حربا سرية! وكما يقال «الهزيمة يتيمة والنصرله مئة أب»!، فالكل الان يدعي البطولة في هزيمة داعش في العراق وسوريا.. «الحكومة

العراقية والحشد الشعبي، البشمركة الكردية، ايران من خلال الحرس الثوري وفيلق القدس، والميليشيات الطائفية المدعومة من ولاية الفقيه، وفي مقدمتها حزب االله اللبناني، وكذلك التنظيمات والجماعات المسلحة الأخرى السنية، وروسيا، والنظام السوري، والولايات المتحدة وعشرات الدول المنضوية في الحلف الذي تقوده!
 
هل يعقل ذلك؟ أليس في الأمر لغز؟ تنظيم يتكون من عشرات آلاف المقاتلين وبأسلحة بسيطة، يحتاج الى كل هذه القوى والتحالفات الدولية المدججة بأحدث الأسلحة لهزيمته، في حرب اتخذت طابعا عالميا استمرت نحو ثلاث سنوات؟ وبالنسبة لروسيا فقد كانت الحرب السورية فرصة لتجريب أسلحة جديدة، ولا يصدق عاقل بأن ضرب مواقع داعش، يستوجب انطلاق قاذفات استراتيجية بعيدة المدى من روسيا، تعبر أجواء ايران والعراق!
 
«المنتصرون» يتزاحمون الآن لتقاسم «كعكة» سوريا بينهم «، فلم يأت أحد منهم لوجه االله ، فليس في السياسة نوايا حسنة!ولكل من انخرط في «حمام الدم» السوري مصالح ،وكان أبرز مؤشرات»رائحة الطبخة»لقاء الرئيس الروسي بوتين مع الأسد في سوتشي،ثم القمة الثلاثية «الروسية التركية الايرانية» التي أعقبته ،بالتزامن مع اجتماع المعارضة السورية في الرياض ،وما تمخض عن هذه الاجتماعات من مخرجات ،يتقاطع بعضها ويتعارض بعضها الاخر.
 
ومن المؤكد أن المفاوضات بين هذه الأطراف ستكون شاقة ، وروسيا القوة الأكثر فاعلية على الأرض معنية بتسريع العملية السياسية، وتقليص وجودها العسكري كما أعلن رئيس أركانها ،لكن موسكو قلقة من الوجود العسكري الاميركي في سوريا «2000 «جندي ، ويبدو أن إعلان نيتها تقليص قواتها يوجه رسالة مبطنة لواشنطن ،وهو ما يفهم من قول رئيس الاركان الروسي ،بأن استمرار الوجود الاميركي بدون موافقة دمشق يعتبر احتلالا !!
 
روسيا وايران وتركيا ، ستكون الدول الثلاث الأكثرحضورا في شكل التسوية النهائية، التي رسمت ملامحها في قمة سوتشي ، سيعقبهاعقد مؤتمر «حواروطني» دعا له بوتين، ويبدو أن قرارات مصيرية تم بحثها في القمة الثلاثية، تشمل شكل الدولة المستقبلية ومواعيد محددة لإنجاز ذلك.
 
وفيما يتعلق بالمعارضة السورية العسكرية والمدنية ،فهي تتشكل من كوكتيل يضم عشرات الجماعات، تتمثل بمنصات «الرياض وموسكو والقاهرة « بالاضافة الى بعض الفصائل المسلحة، التي اجتمعت في الرياض وشكلت وفدا موحدا يضم 50 » شخصا للمشاركة في مفاوضات جنيف ، وبدت التناقضات واضحة بين منصتي موسكووالرياض خلال المؤتمر الصحفي ،الذي عقد بعد اختتام الاجتماعات، وبخاصة فيما يتعلق بشرط رحيل الاسد والتدخل الايراني.
 
نجحت موسكو بوضع حجر الاساس ل «خريطة طريق» لسوريا الجديدة في آستانا ثم في سوتشي، وبذلك قلصت أهمية منصة جنيف ، ورغم ان التدخل العسكري الروسي هو الذي أنقذ الاسد من السقوط ،لكن يقرأ بين السطور أن موسكو لا تمانع استبدال نظام الاسد بآخر، يضمن بقاء وجودها العسكري ومصالحها الجيوسياسية ، وفق آلية انتقال سلمي للسلطة ضمن جدول زمني ،تجرى خلاله انتخابات رئاسية وتشريعية بإشراف دولي،على أساس دستور جديد !لكن يبدو أن إيران متمسكة ببقاء الاسد لأسباب مذهبية!
 
أما تركيا فهي معنية بكبح النزوع الكردي المدعوم أميركيا نحو الانفصال أو الفيدرالية ، وبالتأكد لابد من موافقة واشنطن على مسارالتسوية السورية، كقوة دولية رئيسية لهانفوذ واسع في العالم والإقليم،ولها وجودعسكري على الأرض، ومن هنا حرص بوتين بعد قمة سوتشي على الاتصال بالرئيس ترمب، كما أن اسرائيل معنية بالتسوية حيث اتصل بوتين مع نتنياهو للتنسيق،أما العرب فهم أقرب الى «شهود الزور» ، وربما ينحصر دور بعضهم بتمويل عملية إعادة إعمار سوريا !