Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Aug-2018

محمد الجالوس: مشروعي الفني مرتبط بالحكايا والأدب
الدستور  - عمر أبو الهيجاء
 
 
الفنان التشكيلي والقاص محمد الجالوس من الأسماء البارزة في عالم الفن التشكيلي والتي لها بصمات واضحة وحضور متميز محليا وعربيا وعالميا، هذا إلى جانب اشتغاله بالسرد القصصي، ضمن هذا السياق صدرت للجالوس مجموعة قصصية جديدة عن دار الأهلية للنشر والتوزيع اسماها «أصابع مليحة» والتي تأتي بعد مجموعته «ذاكرة رصيف» في العام 1984 من القرن الماضي.
 الشاعر زهير أبو شايب قدم المجموعة بالقول: يقدم محمد الجالوس، في كتابه هذا، ما يشبه (صورة للفنان في شبابه) - على غرار مافعله جيمس جويس في روايته الشهيرة - حيث تغدو العودة للكتابة، بحد ذاتها، فعلا» نوستالجيا» موازيا» لبحثه عن طفولته الكامنة عميقا» في قيعان الذاكرة. إنها أقرب اشكال القص إلى السرد السيري الحميم الذي لا تنفصل فيه الذات عن العالم، ولا تبدو سيرة الذات مختلفة عن سير ألاخرين الذين تتحرك معهم في الفضاء ذاته.
لكن هذه العودة المزدوجة، التي تفصح عن المخزون النوستاليجي لدى الجالوس، ليست مجرد ارتداد الى ماضي الذات، بل هي ضوء ينتشر في ثلاثة ابعاد الذات ويكشف بعض جوانبها الخفية، وينفع المتلقي في التعرف على ذات الكاتب ونصوصه ولوحاته، التي يمكن اعتبارها منذ الان، كتابة اخرى عن الذات والعالم.
«الدستور» التقت القاص والفنان التشكيلي محمد الجالوس وسألته حول مجموعته القصصية «أصابع مليحة»، والتي يأتي صدورها بعد أكثر من ثلاثين سنة تقريبا، وعن انشغالاته في الفن التشكيلي الذي أخذه من السرد القصصي فكانت هذه الإجابات.
وعن بدايته في الكتابة القصصية يقول الجالوس: في العام 1980 حصلت على جائزة رابطة الكتاب الأردنيين للقصة القصيرة لغير أعضاء الرابطة للشباب وكنت حينها في التاسعة عشرة من عمري وقُبلت بعدها كأصغر عضو في رابطة الكتاب، ومنذ ذلك التاريخ أنهمكت في القصة القصير والرسم والكتابة الصحفية حيث كان لي زاوية في جريدة «الشعب»، بعنوان:»لافتة»، تعنى بالفن التشكيلي والمسرح حيث كانت اهتماماتي كبيرة بالمسرح إلى جانب الرسم والقصة وبتشجيع من رابطة الكتاب الأردنيين والراحل المبدع سالم النحاس تحديدا حيث صدر لي مجموعتي القصصية الأولى «ذاكرة رصيف» إلى أن جاء العام 1987، حينها أقمت أهم معارضي الشخصية فقررت التوقف عن الكتابة وانحزت للفن التشكيلي، ومنذ ذلك التاريخ كرّست نفسي للرسم الذي سرقني فعلا من الكتابة ووجدت فيه ضالتي التعبيرية على أن الكتابة كفعل لم أتوقف عنها خلال مسيرتي كاملة، بل بقيت أكتب دون رغبة في النشر فتوزعت العديد من القصص والكتابة النقدية في الفن التشكيلي في أدراج مرسمي، لم يكن لدي رغبة بنبش هذه الكتابات المتوارية حتى آواسط التسعينيات بعد عودتي من نيويورك حيث تشكل لدي العديد من القصص والحكايات وجدتني مدفوعا لتوثيقها كجزء من سيرتي الشخصية.
عن تداخل السرد بالفن التشكيلي قال: عملت على نوع من تداخل الكتابة و السرد مع علاقتي باللون والرسم فكتبت قصة حملت عنوان»صب واي» وفيها رصدت جزءا من تجربتي كرسام مهاجر إلى أمريكا عاش ظروفا قاسية وممتعة في ذات الوقت، وكنت في نيويورك قد أعدت اكتشاف العالم واكتشاف نفسي من جديد، الأمر الذي دفعني للبحث عن مخطوطتي القديمة الملقاة في الأدراج فعثرت على جزء منها وأعدت صياغة وكتابة البعض لتكون «أصابع مليحة» وهكذا كانت مليحة وأصابعها البلورية، والمجموعة جاء اصدارها بتحريض من الناشر أحمد أبو طوق وأصدقائي الكُتاب.
وعن قرار التوقف عن كتابة القصة قال: كان قرار التوقف شخصيا بحتا؛ لأنني كنت مطالبا بيني ونفسي للإخلاص في مشروع التشكيلي وظلت لوحتي تنطوي على سرد بصري حيث تجد الاجتماعي في الفن لم يتوقف منذ بدايتي وإلى الآن وهذه علاقة أعتبرها عميقة ربطت مشروعي الفني بالحكايا والأدب.