Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Oct-2017

«يا وحدنا» - ردينة العطي

 

الراي -  في لقائه مع رئيس مجلس النواب ورؤساء الكتل النيابية أوضح جلالة الملك بشكل جلي أن المرحلة التي يمر بها الأردن تتطلب تكاملا وطنيا شاملا وتضامنا وتعاونا بين كل المؤسسات الرسمية والشعبية، للوقوف أمام التحديات الاقتصادية التي تواجه وطننا وذلك نتيجة لشح الموارد وجفاف مصادر التمويل والمساعدات.

كان الأردن تلقى وعودا من قبل المانحين بمساعدته على احتواء واقع اللجوء السوري الذي وصل استحقاقه إلى حدود العشرة مليارات دولار وبات يستنزف 25 %من حجم الناتج المحلي الإجمالي للمملكة ما شكل ضغطا هائلا على التنمية الاقتصادية وظهر ذلك جليا من خلال الضغط الحاصل على الطبقة الوسطى.
 
هذا من جانب؛ ومن جانب آخر فقد أوضح جلالته أن ذلك يتطلب قانونا ضريبيا يرتكز على العدالة والشفافية ومرتبط بتغليظ العقوبات على التهرب الضريبي والتركيز على الطبقة العليا والتي هي محور ذلك التهرب وذلك ما جعل المواطن الأردني العادي يدفع استحقاق هذا التهرب من دخله المحدود أصلا وشكل عبئا إضافيا على مدخراته المحدودة أيضا.
 
إن جلالة الملك الذي يعرف الواقع المعيشي للمواطن، قد أعاد البوصلة إلى مسارها الطبيعي وهو أن أي إجراءات لاستكمال منظومة التصحيح الاقتصادي تتطلب أولا وأخيراً الأخذ بعين الاعتبار ليس فقط الحفاظ على الطبقة الوسطى وإنما وقف نزيف هذه الطبقة والحفاظ على مكتسباتها. فقد قال جلالته بكل صراحة «المسؤولية تقع على الجميع، وهناك من يستفيد على حساب الطبقة الوسطى، لذا يجب تطوير القانون وتشديد العقوبات حتى لا يتهرب البعض من المسؤولية»، وهنا يجب التركيز على أهمية برنامج الحكومة الإلكترونية، الذي سيعالج الترهل الإداري ويحسن الأداء ونوعية الخدمة المقدمة للمواطن والمستثمر.
 
إن هذا الوضوح في الرؤية الملكية والتدخل المباشر من أجل تصحيح المسار يؤشر إلى أن جلالة الملك يدعو للاعتماد على الذات ما يحصن الجبهة الداخلية لكل المخاطر المحيطة وهذا واضح من خلال ما أفرزته وما زالت تفرزه التجاذبات السياسية بالإقليم والمنطقة وإقرار كل القوى الإقليمية والدولية بمحورية دور الأردن ولكنها تجاهلت التزاماتها المادية والمعنوية لدعم الاقتصاد الأردني للوقوف بوجه الاستنزاف المالي الذي فرضه اللجوء السوري.
 
من هنا فأنني أرى ان تركيز جلالته على قانون ضريبة الدخل ينبع من حرصه على حماية الطبقة الوسطى والفقراء ووضع آليات لضبط التهرب الضريبي لأن ذلك يشكل العبء الأكثر ثقلا على الطبقة الوسطى.
 
إن تلمس جلالته للمخاطر الحقيقة المحيطة بالطبقة الوسطى ليس فقط من خلال الحفاظ عليها ولكن وقف نزيفها التراكمي، لهذا فإننا ندخل هذه المعركة التنموية والاقتصادية والسياسية بشكل منفرد واعتمادا كليا على الذات.
 
من هنا أقول يا «وحدنا» فخلف جلالة الملك وكل أردني وأردنية سنصنع معجزة التحدي ونقود مركبة الوطن نحو بر الأمان والرخاء ولن نركن ونعتمد إلى وعود الدعم من أي جهة كانت فنحن في هذا سيدي «يا وحدنا».
 
* نائب سابق