الخبر -
ببراعةٍ فنيةٍ آسرة، وبحِسٍّ إنسانيٍّ رقيق، سلطت الدكتورة اعتدال العطيوي الضوء على حرفة السدو السعودية، تلك التحفةَ الفنيةَ التي تُجسّد روحَ المرأةِ السعودية وغنىَ تراثها العريق. فلم تكتفِ الدكتورة بتصوير الحرفة، بل غاصت في أعماقها، مُخلّدةً بأسلوبها الرَصين حكايةَ أجيالٍ من النساءِ اللواتي حَوّلنَ خيوطَ الصوفِ والشعرِ إلى تحفٍّ فنيةٍ خلّابة.
ففي حركةِ أيديهنّ الماهرة، تُولَدُ الأقمشةُ المُزخرفة، قطعةً قطعةً، باستخدامِ مناطقِ السدو العتيقة، شواهدٍ حيةٍ على إبداعٍ متوارثٍ منذ أجيال. فمن الأليافِ الطبيعيةِ البسيطة، تُنشأُ روائعٌ تُزيّنُ البشوتَ والمشالح، وتُغطّي الأكتافَ بِدفءٍ يُشبهُ دفءَ الذاكرةِ والانتماء. إنّها قصصٌ منسوجةٌ بِخيوطٍ ذهبيةٍ، تُروي حكاية الصمود والإبداع في أرضٍ صحراويةٍ شاسعة، من نجدَ إلى الحجاز، حيث ازدهرت هذه الحرفةُ كشهادةٍ على ثقافةٍ بدويةٍ غنيةٍ بالأصالة والجمال.
وليس السدوُ مجردَ نسيجٍ، بل هو مُجسّدٌ للهويةِ الثقافيةِ السعودية، أيقونةٌ تُعبّر عن عمقِ التاريخِ والإرثِ الحضاريّ. فقد حازَ هذا الفنّ الراقيّ على تقديرٍ دوليٍّ واسع، مُتوجاً بإدراجهِ في قائمةِ اليونسكو للتراثِ الثقافيّ اللاماديّ للإنسانية، معلناً للجميع أنّ السدوَ ليسَ مجردَ حرفةٍ، بل هوَ إرثٌ بِحاجةٍ إلى الحِفاظِ عليهِ وإبرازهِ كرمزٍ لِثقافةٍ غنيةٍ بِإبداعاتِ نسائها. وإنّ عملَ الدكتورة اعتدال العطيوي في إبرازِ هذا الإرث هوَ إضافةٌ ثمينةٌ لتوثيقِ هذا الكنزِ الثقافيّ.
الخبر