Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Sep-2019

صفقة القرن*فارس الحباشنة

 الدستور-في السياسة العربية تسود مغالطات في الحديث عن» صفقة القرن «، من يتخيل أن اعلانها سيكون في مؤتمر صحفي يبث على شاشات التلفزيون العربي والاجنبي، من يربط مصيرها باستقالة المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط جيسون جرينبلات.

الصفقة بدأت مساراتها من إعلان ترامب نقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة، والقرار الامريكي التالي بمباركة ضم اراضي الجولان المحتلة الى اسرائيل، والغاء الاونروا، وشطب حق العودة، وضم مستوطنات الضفة الغربية الى اسرائيل، وتوسع اسرائيل في بناء المستوطنات.
من مؤتمر البحرين الوجه المقابل للسلام الاقتصادي والتنموي، وما فتح من ابوب مغلقة لاسرائيل لكي تدخل الى بعض الدول بتطبيع اقتصادي وشعبي مجاني ودون كلف سياسية تذكر.
القيادة التاريخية النضالية للشعب الفلسطينية معطلة ومهمشة « منظمة التحرير الفلسطينية «. وفي العقل السياسي الامريكي والاسرائيلي جاري البحث عن بدائل لقيادة تتزعم القضية الفلسطينية بعد فكفكتها وإعادة توزينها وترسيمها فلسطينيا واقليميا .
وحتى الدول العربية المرتبطة تاريخيا وبنيويا بالقضية الفلسطينية فان دورها المركزي يبتعد ويقلص ويهمش، ويدخل على الخط دول اخرى تبحث عن مكانة لامساك اطراف وقواعد اللعبة السياسية في الصراع الفلسطيني- العربي -الاسرائيلي من الألف الى الياء، وبلغة أخرى وضع القضية في حضنها، وبحثا عن استفراد في طريقة ادارة الصراع مع الامريكان والاسرائيلين.
بالطبع واشنطن ومن خلفها حلفاء واصدقاء يروجون للسياسة الجديدة بأوراق اقتصادية وضغوطات بالمنح والمساعدات، وذلك ما يقف وراء العزلة والتضييق الاقتصادي الشديد الذي يواجه الاردن مثلا منذ أعوام قريبة.
ما يجري للاردن اقتصاديا ليس عفويا. هناك اصابع سرية تختفي وراء ضغوطات ثقيلة تمارس على الاردن. ومهما كانت التبدلات باقالة جرينبلات وغيره فهم مجرد وجوه لتشغيل السياسة الامريكية في الشرق الاوسط والعالم، وحتى لو أن الرئيس ترامب ب»جلالة قدره ومكانته « لم ينجح في الدورة الرئاسية الثانية فان صفقة القرن جاري تثبيت معادلاتها سياسيا واجرائيا على الارض «الواقع «.
وما اريد قوله بالختام أن الاردن من أكثر بلدان المنطقة تضررا من صفقة القرن بتوابعها وملاحقها . تقوية الجبهة الداخلية الوطنية وبناء ارادة شعبية هي الصيغة الأمثل والأقوى وطنيا للتصدي والتحدي لصفقة القرن.
 والاردن في اللحظة الراهنة في عين النار، ويشتد تحديق أعين دولة كثيرة على شؤونه الداخلية، وذلك ضمن ما يسمى في ادارة الازمات بصناعة «البلبلة والفوضى الداخلية «، وهناك اخبار وانشطة ومواضيع كثيرة يجدر أن يتم التعامل معها بحس وطني مسؤول، وأن يشغل المعنيون في مطبخ القرار كل المجسات حتى لا يسمح للمتربصين بان يمرروا مشاريعهم بين الشقوق والتصدعات الشعبية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وما أكثرها.