Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Oct-2018

الشاعران البريكي والجنيبي أنشدا للعشق والحياة
الدستور - عمر أبو الهيجاء
 
بدعوة من لجنة الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين، أقيمت مساء أول أمس، أمسية شعرية للشاعرين الإمارتيين: محمد عبد الله البريكي والدكتور طلال الجنيبي، أدار مفرداتها الشاعر الدكتور عبد الله أبو شميس وسط حضور من المهتمين والمثقفين.
وقال أبو شميس في تقدميه للبريكي: هو شاعر وإعلامي يكتب الشعر الفصيح والشعر النبطي، وهو مدير بيت الشعر بالشارقة ومدير مهرجان الشارقة للشعر العربي، وقدم العديد من البرامج الثقافية، وكان محاضرا لعدد من ورشات فن الشعر والعروض، وشارك في تحكيم الكثير من الجوائز الشعرية في الإمارات وسلطنة عمان، وفاز بالعديد من الجوائز، وصدرت له أكثر من مجموعة شعرية.
إلى ذلك قرأ الشاعر البريكي مجموعة من القصائد من مثل: «وقوفٌ على باب العزيز» وقصيدة «يسيرُ بلا طلقة». شاعر تفيض قصائده دهشة وعذوبة في طريقة سردها الشعري، وتقف على محطات كثيرة في فضائها الرحب لتقرأ بروح وذائقة الشاعر ما يعتمل في دواخلنا جميعا، شاعر حالم ومتأمل في شؤون الحياة، تاركا لنا حصة التأويل في قراءة مشهديات الحياة والإنسان.
يقول في قصيدته : «وقوفٌ على باب العزيز» الذي رسم فيها تشظيات روحه وقلبه، يقول: «وقوفي على باب ِ العزيـــز ِ عجيــبُ/وحيـــــــدٌ .. على هذا الطريق رقيبُ/أسافــــرُ طيـــــراً لا جناحـــــيَ قادرٌ/عليَّ .. ولا هـــــذا الفضاءِ رحيــــبُ/أؤثــِّـثُ فـــــوقَ الريـــح ِ حلمَ مدينتـي/ويغرسُنــي حول السحــاب ِ نحيـبُ/أنــا لستُ في بعـد ٍ عن الأرض إنـّـما/علــيَّ أمـــورٌ والغريـــبُ غريبُ/أنا بيــن جـُــــرح ٍ خلـّـفتهُ نوارسي/وجــرح ٍ بوجهــي ينتشي ويـَـطيبُ/أنـــا وطــــنُ الأحـــــزان والهمُّ ناسُهُ/تعيـــشُ أساهـــا والزمــانُ عصيبُ/على منبـــر ِ الآلام أُفضــي لأحرُفي/كـــأنَّ حروفـــي للزمـان ِ خطيبُ/أمـُــدُّ يــدي للحلم ِ يقطعُها المدى/وأصـرخُ لكنْ من تــُـــراهُ يُجيبُ؟/أعــودُ إلى ظهري أرى كلَّ خيمة/أصافـحُ أمـّـي حولـَهــــا وأغيــبُ».
ويمضي الشاعر البريكي في سرد حالاته الشعرية ليمضي بنا إلى بوحه الشفيف معاينا الواقع الذي نعيش، وراسما بانواما تأملية لشؤون الحياة والكائنات بلغة لا تخلو من عمق الرؤيا والتكثيف في استقراء المشهد الذي المراد تصويره بحروفه النابضة بمعنى الشعر. من قصيدته «يسيرُ بلا طلقة» نقتطف منها هذا المقطع حيث يقول: «لأنَّ الأنينْ/تخثّرَ بين وريدي/وعرقلهُ البردُ/أهديتُهُ أملي/»إسبرين»/لأن الحياةَ بدون انكسارٍ/كبئرِ الأفاعي/تعافُ الأنينْ/لأنَّ الذين يمرونَ أشواقنا/يأكلونَ قِطا طيبِنا من يدينا/وحين نُعلِّقُ حول ابتسامتهم/قمراً للوفاءِ/يصيرون تحت الظلامِ ذئاباً/لذلك صرنا/نميلُ على الشوك/نمنحُهُ حقنة «الأنسولينْ».
وقال أبو شميس في تقدميه للجنيبي: قصائده للدراسة والحفظ ضمن المناهج التعليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتضمنتها الكتب المدرسية، حيث تدرس قصائده حاليا كمحاور رئيسة لطلبة المدارس في الدولة من خلال مناهج اللغة العربية، ويتفرد بأسلوب «التوقيع الصوتي» في إلقاء قصائده والذي يعد أحد ابتكاراته المميزة.
ومن ثم قرأ د. الجنيبي مجموعة من القصائد العمودية وأخرى وقعها بصوته الشجي من أسلوبه الذي ابتكره في غناء القصائد بأسلوب مميز يستحوذ على إعجاب المتلقي، قصائد الجنيبي فيها نكهة العاشق وبوح قلبه النابض بالحياة والعشق الدفين، نجد فيها عفوية الشاعر ولغته الأنيقة المعبرة عن خلجات الروح بلغة لا تحتمل التعقيد أو الالتباس، فيها صدق المشاعر والاحاسيس.
من قصيدته «تهفو إليك» يقول: «تهفو إليكَ قلوبٌ هزَّها الولهُ/يا من لهُ آخر المعنـى وأولُهُ/يا من يعودُ إليه العبدُ منكسرًا/يدنو لعلَّ عظيمَ العفو يشملهُ/مــن بعــد ذنبٍ أناخَ القلبُ ناقتـهُ/وسارَ والتوبةُ الحسناءُ تحملهُ/يهفو إليك جهولٌ رام مغفرةً/لمَّا رآك برغم الذنب تمهلهُ/يا كاشفَ الغيبِ يا من شأنه أبــدا/أنْ يستجيبَ وما يمضيه يفعلهُ/نرجوكَ عفوًا يداوي وزرَ غفلتنا/يَهدي لفردوسك الأعلى فندخلهُ».
وقصيدته «إنجيلُك الناي» يقول: «إنجيلُكَ النايُ والتوراةُ إعراضي/لا تَختبرْني فعقلي الخصمُ والقاضي/مُذْ أنْ ولجتَ بحارَ التيهِ منتشيًا/أسكنتَ ذكراكَ تنهيداتِ إعراضي/فرعونُ لَهفتُكَ المغرورُ أنْبأَني/مُذْ نام مستكبرًا عن عزمِ إنهاضي/شقتْ عصايَ نهاياتٍ مبعثرةً/كم صغتُ فيها متاهاتٍ بأنقاضي».