Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Aug-2018

تاريخ..* عبدالهادي راجي المجالي
الرأي - 
قبل أيام، جاء معي صاحبي إلى الكرك.. طلب مني، قبل أن نتوجه إلى (الربة) أن يزور قلعة الكرك، كي أشرح له عن العملية الإرهابية التي حدثت هناك، وعن الشهيد (سائد المعايطة) وعن استبسال الناس ودفاعهم.. قلت له: سنزورها في المساء ولكنه أصر أن تكون زيارتنا قبل الغداء.
 
حين سألته عن سبب إصراره.. قال: حين حدثت العملية الإرهابية، كنت في السويد.. وفجأة تحول كل الإعلام في العالم إلى الأردن والكرك بالتحديد، لم أدر (ريموت) التلفاز على محطة في أوروبا.. أو العالم العربي، إلا وكان الخبر يتصدر النشرات..
 
ثم يكمل صاحبي ويقول: وفي اللحظة التي كان فيها بعض المراسلين يبثون من خارج الأسوار تقاريرهم، كانت الناس تهتف خلفهم للملك: بالروح بالدم نفديك يا ابو حسين.. – يقول صاحبي -: كانت هنالك محطة أجنبية لا أعرف اسمها، ولكن التلفزيون السويدي ربما أخذ منها، وكانت تبث باللغة الإنجليزية.. لحظتها سألتني زوجتي السويدية: بماذا يصرخ الناس خلف المذيع؟ قلت لها هم لايصرخون ولكنهم يهتفون للملك.. ثم صمتت وأعادت السؤال بطريقة أخرى وقالت: لماذا يهتفون للملك؟.
 
يكمل صاحبي: قلت لزوجتي يومها، إن الناس في الكرك تدرك أن من مول وخطط للعملية، جالس الان ويشاهد التلفاز والناس بهتفون للملك، تريد أن ترسل له رسالة فحواها أنها مع الملك، فالمستهدف ليس القلعة أو المدينة، وإنما ولاء الناس والتصاقهم بالسلطة، فهذه المحافظة هي بمثابة خزان بشري للأجهزة الأمنية والجيش وأغلب أهلها هم من العاملين في هذه المؤسسات..
 
وصلنا القلعة، وشرحت لصاحبي تفاصيل العملية.. وكيف دخلوا ومن أين أطلقوا النار، ثم صور كل شبر وكل زاوية.. ليس من أجل البعد التاريخي للمكان فقط، وإنما من أجل حدث تاريخي أيضا.
 
في بلادنا الذين غابوا عن وطنهم سنين طويلة، يأتون وهم ملهوفون لزيارة.. أماكن ضاربة في التاريخ، وشهدت أحداثا جسيمة.