Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2019

وثيقة الأخوة الانسانية*د.جورج طريف

 الراي

وقع قداسة البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر، الإمام الأكبر أحمد الطيب،الأسبوع الماضي، وثيقة الأخوة الإنسانية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال فعاليات الزيارة التي قام بها بابا الفاتيكان لدولة الإمارات العربية المتحدة هي الأولى من نوعها، إذ اختار الرمزان الدينيان الكبيران أرض الإمارات لعقد قمة تاريخية في «لقاء الأخوة الإنسانية» والتباحث في سبل تعزيز التعايش بين الأديان والعقائد المختلفة.
 
وثيقة الأخوة الإنسانية التي أُطلق عليها إعلان أبوظبي اشتملت على دعوة لنشر ثقافة السلام واحترام الغير وتحقيق الرفاهية بديلا عن ثقافة الكراهية والظلم والعنف، وطالبت قادة العالم وصناع السياسات ومن بأيديهم مصير الشعوب بالتدخل الفوري لوقف نزيف الدماء وإزهاق الأرواح ووضع نهاية فورية لما تشهده من صراعات وفتن وحروب عبثية الخاسر الأكبر فيها الشعوب .
 
شيخ الأزهر اعتبر الوثيقة المشتركة نداء لكل ضمير حي ينبذ التطرف ولكل محب للتسامح والإخاء، موجها ذلك النداء إلى من يحملون في قلوبهم إيمانا بالله وبالإنسانية والعمل معا حتى تصبح الوثيقة دليلا للأجيال القادمة يأخذهم إلى ثقافة السلام والاحترام المتبادل فيما ذكر البابا فرنسيس أن الوثيقة شهادة لعظمة الإيمان بالله الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسمو بالإنسان، ويعزز التسامح بين الأديان في هذا الوقت الذي يعاني فيه ملايين الناس في العالم من الاضطهاد والعنف والتشرد والقتل والتعذيب.
 
الوثيقة تضمنت الكثير من الأفكار السامية أبرزها ‏التأكيد على أن الأديان لم تكن أبدا مثيرة للعنف وإراقة الدماء، كما تطرقت إلى عدد من القضايا والمشكلات، التي يعاني منها العالم اليوم مثل التطرف والفقر والإرهاب وحملت الكثير من المعاني التي ترفض مصطلح الأقلية واستبداله بمصطلح المواطنة الذي يضع جميع الناس تحت سيادة القانون بغض النظر عن جنسهم ولغتهم ودينهم ولونهم.
 
ومن انجازات لقاء أبو ظبي المهمة أيضا قيام نائب رئيس دولة دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بمنح جائزة الأخوة الإنسانية في دورتها الأولى لبابا الفاتيكان فرنسيس وشيخ الأزهر الطيبي والإعلان عن إطلاق جائزة «الأخوة الإنسانية» التي ستكرم شخصيات ومؤسسات عالمية بذلت جهودا صادقة في تقريب الناس من بعضهم البعض في إطار الحرص على رعاية التعددية والحوار بين أتباع الاديان في كافة المجالات، متعهدا بأن تواصل الإمارات دعم الجهود الرامية إلى جعل المنطقة والعالم مكانا أكثر أمانا.
 
لقاء أبو ظبي كان فرصة ثمينة وتاريخية لأكبر تجمع ديني ضم مجموعة كبيرة من رجال الدين من أتباع الديانات المختلفة من شتى أنحاء العالم ليكونوا شهودا ‏على لحظات تعيد كتابة تاريخ جديد، بأيدي البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب مثلما هو فرصة لمطالبة كل قادة العالم بالعمل جديا على نشر ثقافة التسامح والتعايش على أن تكون تلك الوثيقة بداية حقيقية لسلام يسود العالم ينعم به جميع البشر ودعوة للمصالحة والتآخي بين جميع الناس في العالم أجمع.