Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jan-2019

أطفال يجدون في القراءة مساحة تحررهم من الأعباء الدراسية

 الغد-ربى الرياحي

داخل مكتبتها الصغيرة في الغرفة، تقف الطفلة روان (12عاما) لتختار قصة جديدة تضفي عليها المتعة والمعرفة، ورغبة بالغوص بتجارب جديدة.
روان وضعت جدولا زمنيا بأن تنهي قصتها الصغيرة خلال أسبوع، وكلها حماس أن تبدأ بواحدة جديدة، لتخبر عائلتها وصديقاتها بملخص عنها، كما عودتها والدتها دوما.
أوقات ممتعة ومسلية تلك التي تقضيها الطفلة روان بصحبة مجموعة من الكتب والقصص المنوعة والمناسبة أيضا لعمرها، فمنذ أن بدأت تعلّم القراءة والكتابة كانت والدتها تجلب لها القصص. 
القراءة تمنحها قسطا من الراحة بعد أن تكون قد بذلت الكثير من طاقتها في الدراسة، وحل الواجبات اليومية المتعبة، والتقيد بالمنهج وضرورة استيعابها لتلك المعلومات لاجتياز الامتحانات بنجاح، رغم أنها قد تتلاشى مع مرور الأيام.
وتبين أن شعورها بالملل من المنهاج الدراسي أحد الأسباب المهمة التي دفعتها لتخصيص ساعة كل يوم لقراءة ما تهوى من الكتب المنوعة ذات الفائدة والتركيز على المغزى منها وتبادلها مع أخواتها وصديقاتها.
مداومتها على القراءة بشكل يومي أوجد لديها مخزونا جيدا من المفردات، بالإضافة إلى اكتسابها مهارة السرعة بالفهم العميق لكل ما تقرؤه. ومنحتها القراءة إحساسا دائما بالسعادة وأصبحت أكثر تميزا بين أقرانها. 
في القراءة متعة يدركها الصغير قبل الكبير ويسعد بها لكونها سببا حقيقيا يحفز على ارتياد منافذ المعرفة، والخوض بخفاياها بحثا عن الفائدة والارتقاء، ورغبة في الابتعاد ولو لوقت قصير عن الضغوطات. 
ولكي تكون القراءة طقسا من الطقوس اليومية، فلا بد من أن يعتاد الأبناء عليها منذ الصغر لتكوين حصيلة معرفية. 
علياء سامي وهي أم لابنة وحيدة، تعشق القراءة ونقلت لابنتها تلك الهواية، حتى أصبحت لا تستطيع النوم إلا بعد أن تقرأ قصة قصيرة أو كتابا يختص بالمعلومات العامة.
وتضيف أن تعودها على القراءة منذ أن كانت صغيرة نمى لديها موهبة الكتابة وجعلها مؤهلة لخوض المسابقات المدرسية التي تشجع على قراءة أكبر عدد ممكن من الكتب وحفظ الكثير من المعلومات القيمة.
وتبين أنها تحرص على تنظيم الوقت لابنتها، خاصة في أيام الدراسة، بحيث تتمكن من الجمع بين القراءة وتأدية واجباتها بشكل متوازن، موضحة أنها تسعى دائما لتحفيز ابنتها وتشجيعها من خلال تقديم الجوائز لها ومشاركتها القراءة باستمرار كما أنها تسعد جدا بمرافقتها إلى المكتبات واختيار ما يعجبها من الكتب.
حلم ابنتها هو امتلاكها لمكتبة تضم مجموعة كبيرة من الكتب المفيدة إلى جانب تطويرها لموهبة الكتابة التي تشعرها بمتعة البوح وبأنها قادرة على أن تنثر مشاعرها بإحساس وحرية على الورق. 
الاستشاري التربوي د. عايش النوايسة يذهب إلى أن القراءة هي العنصر الأساسي وحلقة الوصل الأولى بين ما يريدون أن يتعلموه ومقدار تحصيلهم العلمي، إضاقة إلى أنها تعمل على تحسين التواصل مع الآخرين وفهمهم جيدا، وهي كذلك تفتح آفاقا جديدة بالتعرف إلى علوم جديدة، والنهل من خبرات الآخرين، وخاصة في المجالات الجديدة التي تظهر في العالم، وبالتالي مواكبة العلوم العالمية.
التركيز الشكلي لأداء الواجبات المدرسية بشكل عام أدى إلى تراجع في مهارات القراءة والاستيعاب والفهم، وانعكس هذا على مستوى بعض الطلبة في كافة المراحل الدراسية. وأمام هذه المشكلة أطلقت وزارة التربية والتعليم في العام 2016 بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، حملة “أقرأ الكتاب وأفهم الحساب”.
ودعمت الوزارة والوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة التنمية الدولية البريطانية هذه المبادرة لزيادة الوعي حول مبادرة القراءة والحساب للصفوف المبكرة (RAMP)، والذي تبلغ ميزانيته 48 مليون دولار بتمويل من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، لدعم جهود الوزارة في تحسين أساليب تعليم القراءة والحساب لدى 400 ألف طالب في 2500 مدرسة. 
وترى الأخصائية النفسية أسماء طوقان أن أفضل طريقة لتعليم أطفالنا السلوكات المحببة هي القيام بها أمامهم من قبل الأهل فهم قدوة لأطفالهم ويقومون بتقليدهم وهذا ما يطلق عليه بالنمذجة وهي عملية تغير السلوك نتيجة ملاحظة سلوك الآخرين.
تلك العملية عفوية، ولا تحتاج لبرامج خاصة لحدوثها، فالأم القارئة غالبا ينجذب أطفالها نحو القراءة. ومن أهم الأساليب التي تفيد الأم في تشجيع طفلها، توفير القصص والكتب، والتنويع في المواضيع لهذه الكتب ومراعاة عدم التقيد في موضوع معين حتى لا يشعر أنه فرض أو واجب يجب عليه القيام به ليكسب والدته، وأيضا أن تقوم الأم بقراءة الكتب لأطفالها بصوت مرتفع. 
ذلك يعزز ميل الطفل وحبه للقراءة في الكبر وتخصيص، وينبغي توفير وقت يومي للطفل بأن يقوم بالقراءة أمام عائلته لقصة مفضلة لديه أو كتاب يحبه والإنصات له ومناقشته فذلك يعزز ثقته بنفسه.
إلى ذلك، تنصح طوقان بتخصيص وقت معين لجميع أفراد الأسرة للقراءة، وليس من الضروري أن يكون وقتا طويلا يمكن أن يتراوح ما بين 15 إلى 30 دقيقة حتى لا يشعر الطفل بالملل، وأيضا جعل القراءة جزءا من الحياة اليومية، فمثلا أن تطلب الأم من طفلها بأن يقرأ لها حالة الطقس أو مكونات بعض الأطعمة أو قوانين لعبة معينة.
وبعد ذلك، تحويل المادة القرائية للطفل على شكل قصة يقوم بتمثيلها وتوزيع الأدوار بين إخوته ويمكن الاستعانة بالألعاب أيضا، والاشتراك في مجلات الأطفال وتعويدهم على زيارة المكتبات وإظهار مشاعر الفرح والحماس عند قيامهم بالقراءة، ومكافأتهم وعمل مكتبة خاصة يتم من خلالها وضع كتب من اختياراتهم لاشعارهم بالسعادة كلما وضع كتاب جديد فيها.