Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Dec-2018

وصفي - عبدالهادي راجي المجالي

 الراي - من الجميل أن تكتب عن وصفي التل , بعد مرور ذكرى استشهاده ..على الأقل سترصد ردات الفعل , وما كتب عنه ..سترصد أيضا جيلا ما زال في العشرين من العمر لم يعاصر وصفي , ولم يكن ولد في زمانه بعد ..قد استفزته الذكرى , وأنتج ردات فعل جميلة وغريبة .

والسؤال لماذا كلما مرت الأعوام على استشهاد وصفي , تشتد ردة فعل الأردني , ويتخذ من الذكرى منصة للدفاع عن بلده ...ويتخذ منه نموذجا في الوطنية والبسالة والإقتدار ...
لأنك حين تفتح جهاز كمبيوترك على مقالات لبعض الكتاب الليبراليين , تكتشف أنهم أوغلوا في الحديث عن الشفافية , والنظرة للمستقبل ..ونسوا الذكرى ووجدان الأردني , وكأن وصفي التل هو مجرد رئيس يستعمل للمناكفة , وهؤلاء أعداء التاريخ وتجار المكاسب والمناصب .
وثمة فئة أخرى , صارت مهتمة بالشارع , وتتحدث عن أهمية الجلوس في المنازل وعدم الخروج للشوارع , باعتبار أن الحكومات تقوم بأقصى جهدها لصون السلم الأهلي والإستقرار , وهؤلاء فجأة يتحولون لضباط أمن وأصحاب خبرة في المسيرات وكيفية لجمها .
وفئة أخرى , من السياسين الذين يعشقون ربطات (الهيرمز) تعرف حجم ضعفها وبؤسها , وتسرد في المجالس الضيقة تحليلا أشبه ما يكون بالعواء وتعتبر أن الأردني مسكون بهاجس التاريخ ولا يريد النظر إلى المستقبل ..وأن وصفي حالة انتهت , والرجوع إليه هو مجرد مناكفات سخيفة .
وفئة أخرى ممن أوغلوا في التمويل الأجنبي , تنظر للذكرى على أنها مجرد مناسبة تشبه عيد الشجرة , والمهم في البلد هو الشفافية ...وتكافؤ الفرص والمواطنة , وتتعمق في شرح تلك العناوين طمعا بمزيد من التمويل .
هؤلاء كلهم بردات فعلهم , يستفزون الشارع ويجعلونه ينحاز للذكرى وللشهيد وللتاريخ ...والحقيقة أن وصفي التل كان رئيسا من الشعب وليس على الشعب , وصفي كان مقاتلا حمل البندقية وتمترس في الخنادق وأطلق النار ..ووصفي كان مزارعا, وعاشقا ..والأهم أنه كان مشروعا في الدولة مشروعا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا .
وصفي هو الرجل الوحيد في العالم , الذي دفن منذ (47 (عاما ..ومازال في مرقده يخيف البعض , أي جبروت هذا الذي يمتلكه , أي قوة ؟ ..أي صلابة ؟ ..
السر في وصفي أن هذه الفئات كلها , كانت تهابه في الحياة ..وما زالت تهابه حتى في موته ....
Hadi.ejjbed@hotmail.com