Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Dec-2018

لم نفشل..* لارا علي العتوم
الدستور - لم يخطر ببال أحد تداعيات الأحداث السياسية في العالم العربي على أوروبا، كارتفاع معدلات اللاجئين بعد ما يسمى «بالحرب على الارهاب» في العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا واليمن والاضرابات السياسية اللطيفة في تونس والجزائر والمغرب بالأفواج البشرية التي عبرت البحر الابيض المتوسط لتهاجر الى ارض الأحلام «أوروبا» بالرغم من خضوع قبول طلبات اللاجئين لعملية عقلية تستند الى مصالحها وحاجتها الى قوى وموارد بشرية بسبب انخفاض نسبة المواليد بين سكانها وحاجتها لليد العاملة.
فخوفاً من تدفق اللاجئين الى أوروبا تم بناء مخيمات للاجئين في دول الطوق، اي الدول المحيطة بمناطق الثورات والنزاعات مثل مخيم الزعتري وغيره من المخيمات  للاجئين السوريين كما حصل في الاردن، ليتم تقديم منح ومساعدات لتلك المخيمات -لم تفِ بكثير منها- مقابل ان يبقى اللاجئون فيها وتبقى الدول المتقدمة في منأى عن أي مسؤولية لا تصب نتائجها في مصالحها، وتعاملت مع الموضوع كوضع خارجي دون حتى التفكير في عوائده الاقتصادية التي لا تتعدى وصف «السيىء»، رغم قيامها بعدة محاولات لتحويل نظرة مواطنيها من التفكير بوضعهم الاقتصادي بإشراكهم في قضايا اللجوء من خلال نشر برامج باسم خطاب الكراهية بتصوير المهاجرين بأنهم «الشرير الحقيقي» وتلقي بكل متاعبها وفشلها على عاتق وجود اللاجئين ليتحول الغضب الشعبي الى كراهية شعبية للغرباء اللاجئين، حتى وإن لم يكن للاجئين علاقة بألوان معاناة الشعب او مخاوفه ولم يبتعد استخدام اللاجئ الى «كرت انتخابي» لتتصدى الأحزاب المرشحة لخوض الانتخابات الى توظيف ذلك الكرت بما يحقق لها جماهيرية بين الناخبين مما جعل انتقال  دور السلطة والدولة في أوروبا من دور الرعاية الاجتماعية بتقديم الخدمات للمواطنين وتأمين الضمان الاجتماعي ومكافحة الفقر والبطالة، الى دور الدولة الأمنية غايتها مكافحة الارهاب والتهديدات الخارجية لتوسعة مظلة الخوف التي تحملها السلطات على مواطنيها.
لم نفشل في مواجهة تحدياتنا الاقتصادية ولم نخجل من مناقشة ازماتنا الإدارية والمالية كما فشلت الدول الأخرى بوضعها في قوالب لم تكن كافية لتمنع أي اضراب او اعتصام، نجحنا بالوقوف معا رغم شدة الموقف، وتقارب قناعاتنا رغم اختلاف خياراتنا، بغض النظر عن تأييد او رفض الاحتجاجات الا انها تعكس درجة الانضباط والمسؤولية للمواطنة من خلال المحافظة على الأنماط والقواعد والمبادئ التي نتحلى بها والابتعاد عن التخريب فلا احد يستطيع تعويض الخسارة إن حصلت.