برهوم جرايسي

 

الناصرة -الغد-  عرضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على مؤتمر الدول المانحة الذي عقد أمس الأربعاء في العاصمة البلجيكية بروكسل، ما وصفتها بأنها "خطة لإعمار قطاع غزة"، الذي يدمره حصار دولة الاحتلال، ووصل الأمر إلى حد فرض على الاحتلال الاعتراف بأن قطاع غزة على شفا مأساة إنسانية خطيرة جدا، مع انهيار البنى التحتية، ووصول الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية إلى حضيض أشد خطورة.

وحسب ما نشر في وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الخطة عرضها الوزير تساحي هنغبي، طالبا تمويلا دوليا، في حين "تتعهد" حكومة الاحتلال بالمساعدة ببناء مرافق بنى تحتية، ومنها اقامة منشأة لتحلية المياه وتركيب خط ضغط عالي جديد سيضاعف كمية الكهرباء للقطاع ومد انبوب غاز من إسرائيل إلى غزة ومنشأة لتكرير مياه الصرف الصحي ومكب للنفايات. وتطوير المنطقة الصناعية في شمال قطاع غزة، التي عادة يسيطر عليها الاقتصاد الإسرائيلي، الذي سيستفيد في هذه الحالة، من أيدي عاملة غزية رخيصة. وقالت صحيفة 

"هآرتس"، إن إسرائيل ستبدي مرونة "بشأن المواد ثنائية الاستخدام"، التي تدعي إسرائيل أنها تستخدم ايضا في انتاج وسائل قتالية، لدى المقاومة.

وسبق هذا، سلسلة تقارير إسرائيلية، تعرض الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، ومن بين هذا، انخفاض أعداد شاحنات البضائع الداخلة يوميا الى قطاع غزة، إلى ما بين 300 وحتى 400 شاحنة يوميا، وهذا يُعد ثلث عدد الشاحنات التي كانت تدخل الى القطاع في وقت سابق. وبحسب الاحتلال، فإن هذا انعكاس لتراجع القوة الشرائية في القطاع.

كذلك، وحسب التقارير، فإن حوالي 95 في المائة من المياه في غزة غير صالحة للشرب، ومئات آلاف الامتار المكعبة من مياه المجاري تتدفق يوميا الى البحر المتوسط وتصل الى شواطئ مناطق 1948، والتزويد بالكهرباء ازداد قليلا مؤخرا ووصل الى 6 وحتى 7 ساعات يوميا بفضل قرار السلطة الفلسطينية دفع جزء من تكلفة الكهرباء التي يتم شراؤها من إسرائيل. ويحذر الخبراء من انتشار الامراض المعدية. ونسبة البطالة في القطاع تقترب من 50 في المئة والنسبة الأكبر منها في اوساط الشباب.