Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Apr-2020

الأديب نايف النوايسة: «كورونا» مرحلة استثنائية في تاريخ البشرية

 الدستور– نضال برقان

دردشة ثقافية ذات طابع نقدي للراهن والمعيش، نطل من خلالها على عوالم مبدعينا الأردنيين والعرب، ونتأمل جانبًا من رؤاهم الخاصة لكثير من المفردات، الصغيرة منها والكبيرة، ونتجول في مشاغلهم الإبداعية، ونتعرف من خلالها إلى أبرز شجونهم وشؤونهم..
 
في هذه الدردشة نستضيف الأديب نايف النوايسة
 
* أبدأ من «كورونا»، ذلك الفايروس الذي راح يعصف بالعالم، بالناس، بالنظم السياسية والفكرية السائدة، بالكثير من العادات والتقاليد، ترى ما هي أبرز الأسئلة التي أثارتها في وجدانك تداعيات «كورونا»؟
 
 
 
- هي مرحلة جديدة نشهدها بكل تفاصيلها، أنا من جيل الأربعينيات عمراً، ولم أدر ما جرى في الحرب العالمية الأولى والثانية إلاّ من والديّ على بساطة ما يرون، ولكنهما كانا يسترسلان في الحديث عن نكبة فلسطين والويلات التي مرّ بها الشعب الفلسطيني من ظلم الدول الاستعمارية والكيان الصهيوني التي يعصف بها كورونا. وأصبحنا بالوعي المتقدم نُلم بكل شيء بخاصة من الثورة التكنولوجية.
 
«كورونا» مرحلة استثنائية في تاريخ البشرية غاطسة في الخوف والقلق والرعب والترقب، فنحن لسنا وحدنا في المواجهة.. سلاحنا في المواجهة هو التوكل على الله والأخذ بكل الأسباب.
 
* تحديات جمّة تواجهها المجتمعات العربية، على الصعد كافة، ترى هل على المثقف أن يقوم بدور ما حيال مجتمعه؟ وما طبيعة الدور الذي يمكن أن يقوم به في ظل النظم السياسية القائمة؟
 
 
 
- يبرز الدور الحقيقي المثقف في جائحة كهذه الجائحة، فالمثقف في طبيعته إنسان قلق لأنه يملك من القدرات الاستشرافية ما تجعله أكثر وعياً، وهذا يقتضي منه بث الوعي بين الناس؛ مُذكّراً بأهمية النظام والالتزام بتعليمات الجهات المسؤولة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وأن يكتب عن هذه المرحلة للأيام القادمة كتابات ذات لون مختلف، فنحن بدانا نعيش مرحلة حضارية جديدة أسميتها (ما بعد الكورنة)، بخاصة ونحن نشهد تهاوي دول عظمى اشتغلت على الحداثة وما بعدها وعلى العولمة وهاهي تسقط أمام كورونا كالفَراش.
 
* لم يزل سؤال التنوير واحدًا من أهم أسئلة الثقافة العربية، منذ أزيد من قرن، ترى هل استطاع المثقف العربي تقيم إجابة، أو شبة إجابة حتى، على ذلك السؤال؟
 
 
 
- لقد حاول المثقف العربي أن يجيب على تلك الأسلة، لكن الأنظمة السياسية التي زرعها الاستعمار في بلادنا كوكلاء لهم اشتغلت على قمع إقصاء العقول، ودخلت معهم في حرب، زرعت عدم الثقة ما بين الأنظمة السياسية والمتنورين وأصحاب الفكر، وتراكمت النتاجات الثقافية الممنوعة هنا وهناك إلى دخلت تقنيات الاتصال الحديثة التي نبشت كل شيء وأصبحت الشعوب وجهاً لوجه أمام الحكام، ولنا في الربيع العربي مثال واضح، مع إخفاق بعض التجارب.
 
* في الوقت الذي نتأمل فيه بعض مرايا الثقافة العربية، ترى هل هي ثقافة حرّة؟ أم هل ثمّة هيمنة، أو أكثر، تمارس على هذه الثقافة؟ وإذا وجدت تلك الهيمنة، فما الذي تسعى لتحقيقه، أو ترسيخه ربما؟
 
 
 
- نعم هناك ثقافة وتواجه الهيمنة والاحتواء، ويدفع المثقف أحياناً ثمناً باهظاً مقابلها، تصل إلى القتل، فتكلفة (الكلمة الحرة) باهظة، لأنها تُواجه قوى الظلام بصرامة، والاستعمار قبل الكورونا يريد أن يظل مهيمناً عن طريق وكلائه وعملائه، ومهما يكن الأمر فإن الثقافة الحرة تملك القدرة على التغيير غير المباشر في الشعوب عن طريق قصيدة أو قصة أو لوحة فنية أو أغنية.
 
* لعل أحد الحلول الناجعة في سبيل إشاعة الثقافة والمعرفة بداية، وتأصيل دورهما تاليا في المجتمع، يتمثل بالاشتغال على البعد الاقتصادي لهما، (وهذه سبيل لتحريرهما من سطوة السلطة المانحة بطبيعة الحال)، وهي المعادلة التي لم تتبلور بعد في عالمنا العربي، ترى كيف تقرأ هذا المسألة؟
 
- لم نصل بعد لهذه المرحلة، فالمثقف إنسان شجاع ومقدام ولكنه لا يملك الوسائل الكافية ليعبر بفكره ونصوصه وأعماله الفنية إلى ضفة الذيوع، فكل شيء بيد الدول القمعية من دور نشر وصحافة ومنصات تعبير، أعلم أن رأسمال الإنسان هو العقل، ولكن ما فائدة العقل بدون حرية، وتكمن الكارثة في المسافة بين هاتين القيمتين (العقل والحرية) وهما أمران مرعبان لأية سلطة.
 
* ثمّة تسارع كبير يشهده العالم، في كل لحظة ربما، على الصعيد التكنولوجيا والمعلومات، ترى هل أثّر ذلك على طقوسك الإبداعية في القراءة والكتابة؟
 
 
 
- نعم، لتكنولوجيا المعلومات تأثير كبير على يومياتي في القراءة والكتابة؛ فالمعلومة التي أريدها أصبحت تحت (نقرة الأصبع) وفي ثوانٍ بدلاً من البحث والتنقير في الكتب لأيام، من جانب آخر لم يعد نشر المادة الثقافية صعباً بوجود هذه التقنية، فضلاً عن تأثيرها السريع في المتلقي.
 
* ماذا عن انشغالاتك الراهنة؟ ماذا تقرأ؟ ماذا تكتب؟
 
 
 
- قراءاتي الآن متشعبة؛ في الأدب والتراث علم النفس والفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع، وأمامي الآن مجموعة من تفاسير القرآن الكريم ونحو ذلك من الكتب. وانشغل مع عزلة(ما بعد الكورنة) بإنجاز عدة مخطوطات منها (أشبه بالحلم/قصص، مقاماتي، خط الدم/رواية، قبسات قرآنية/دراسة، معجم المفردات والتعابير الشعبية الكركية، وسيرتي الذاتية).
 
 
 
* نايف النوايسة متقاعد من جامعة مؤتة، وعضو رابطة الكتاب الأردنيين وعضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس منتدى جماعة درب الحضارات في الكرك، كتب مطبوعة (21) كتاباً في القصة والنقد والتراث والمسرح والتاريخ وأدب الأطفال، ومخطوطات مهيأة للطباعة (15 رواية للأطفال، مسرحيتان، مجموعة قصصية السجل المصور للطفيلة وكتاب حكاية مثل شعبي).