Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Apr-2020

التعليم والتدريب صنوان*محمد موسى المرقطن

 الدستور

أطلقت وزارة التربية و التعليم مؤخراً حزمة من البرامج التعليمية الالكترونية والمتلفزة لغايات استدامة تعليم الطلاب واستمراريته؛ إيماناً منها بضرورة الحفاظ على حق التعليم للإنسان من منطلق فلسفة الدولة الأردنية وإرثها الديني والتاريخي الذي تستمده من القيادة الهاشمية التي حملت أنبل الرسالات، ومن موروثنا الاجتماعي لأبناء المجتمع الذين تناقلوا حب العلم و التعليم وقدموا الغالي والنفيس لتعليم أبنائهم، ومن بعد التزاماً بالعهود والمواثيق الدولية التي أكّدت ضرورة حفظ حق التعليم للإنسان.
 
وقد تنبهت الوزارة إلى ضرورة تمكين الكوادر البشرية والمعلمين من امتلاك مهارات التعليم عن بعد والتعليم الالكتروني لاستكمال حلقة التعلم: مادة تعليمية مناسبة، طالب مستجيب، معلم مؤهل.
 
وكنا قد دعونا إلى ضرورة تدريب المعلمين على المستجدات والتغييرات التي طرأت جراء هذا الظرف الاستثنائي.
 
ويؤكد خبراء التخطيط التربوي أن التدريب يصبح ضرورة في حال كان هناك حاجة ملحة لتقديمه، وأنه بمجرد التخرج من المرحلة التعليمية الجامعية والدخول في سوق العمل؛ فإن معارف ومهارات جديدة تكون قد طرأت ينبغي الإحاطة بها عن طريق التدريب بالدرجة الأولى.
 
والمعلم اليوم في أمس الحاجة لهذا التدريب النوعي الذي يقدم له المهارات والمعارف اللازمة لمواكبة المستجدات التي طرأت في ميدان التعليم، فالتدريب ضرورة وطنية فضلاً عن كونه حاجة ماسة استجابت له وزارة التربية مشكورة، وهيأت الظروف المناسبة له؛ ليكون متاحاً بين أيدي المعلمين ويسيراً عليهم، يمكنهم من الاستفادة منهم، والتزود من المهارات والمعارف التي تحتويها البرامج التدريبية التي استوعبتها المنصات التدريبية التي تتناسب مع شكل التعليم المعاصر .
 
إن التدريب ركن أساس من أركان العملية التعليمية التعلمية، وهو من مبادئ التنمية المهنية للمعلمين، حتى يظل المعلم على تواصل كامل مع متطلبات العصر، ويواكب كل جديد يخدم العملية التعليمية، وهنا نستذكر سؤال أحد الخبراء التربويين الأردنيين: يتدرب اللاعب باستمرار، فكم يتدرب المعلم ؟ هذا السؤال هو مفتاح التنمية المهنية وخلاصة فكرة ضرورة التدريب المستمر للمعلمين؛ فما يميز عصرنا الحالي هو التغيّر المتسارع والتطور المذهل في المعارف، المهارات، القيم، الأساليب، والوسائل التي ينبغي على الإنسان أن يمتلكها بشكل عام والمعلم بشكل خاص؛ فهو المعني ببناء الإنسان وإعداده وصقله بما يلزم للمستقبل.
 
فإذا كان التعليم الحق الطبيعي للإنسان؛ فإن التدريب هو الضرورة الملحة لاستمرار تقديم قوالب تعليمية عصرية مناسبة تحافظ على هذا الحق، وتجعله متاحاً للجميع من خلال الوسائط التي تناسب شكل الحياة ومتغيراتها.
 
فالتعليم والتدريب صنوان لا يفترقان، متلازمان لا يتنافران، وعنوان كل معلم متجدّد ذي شان.
 
وهنا يقع على عاتق نقابة المعلمين حث جميع منتسبيها على ضرورة التزود من هذه البرامج التي تغني كفاياتهم ومهاراتهم، وتثري العملية التعليمية التعلمية.