Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Feb-2018

صفقة القرن تقترب - د. صفوت حدادين

 الراي - منذ أيام، توقع الباحث في معهد الشرق الأوسط في «واشنطن»، «جيوفري رونسون» بأن تعلن الادارة الأميركية قريباً جداً عن رؤيتها للسلام بين الفلسطينيين و الاسرائيليين.

يقول «ارونسون» أن رؤية «ترمب» أصبح لهاأرجل و أن طبيخ «جاريد كوشنر»، صهر الرئيس، الذي  استهلك اعداده عاماً كاملاً نضج.
«أرونسون» يجزم أيضاً أن الفلسطينيين حصلوا على ملامح صفقة القرن من خلال السعوديين، و توفر المعلومات الأولية لديهم عن الصفقة جعلهم يتوجسون من أن الاعتراف بالقدس عاصمة لأسرائيل كان مقدمة لفرض نظرية «ترمب» للحل على أرض الواقع خصوصاً وأنها تتجاهل مطلب الفلسطينيين بالقدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين و تطرح قرية «ابو ديس» كعاصمة بديلة كونها تضم بناية كان من المقرر استخدامها كمقر للبرلمان الفلسطيني و تقع في حدود القدس الشرقية.
ما يستثير المخاوف الفلسطينية هو توقع أن تسلك الادارة الأميركية نفس المسلك الذي سلكته فيما يتعلق بالقدس عندما تعرض صفقة القرن، فتعلن الحل و تبدأ اسرائيل فرضه كأمر واقع من طرفها دون انتظار امتصاص الفلسطينيين للطرح الجديد و بالتالي تقديم الرواية للعالم على أن اسرائيل تنازلت و منحت الفلسطينيين حصة في القدس و الضفة الغربية فيما الفلسطينيون هم محور المشكلة و رافضون للحل.
لا يمكن للقيادة الفلسطينية أن تفعل أكثر مما تفعل الآن، و القارب الفلسطيني يكاد يكون فارغاً من الحضور العربي باستثناء الأردن، فيما الصوت العربي الوحيد الذي وصل «واشنطن» متذمراً من سياسات واشنطن الجديدة بما فيها الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل جاء من عمّان و تلقفته آذان «مايك بنس» قبل توجهه لقطف ثمار قرار رئيسه على شكل حفاوة شديدة في «تل ابيب».
المهتمون بشؤون الشرق الأوسط في العاصمة الأميركية يتوقعون قنبلة جديدة مصاحبة لاعلان ادارة «ترمب» بنود صفقة القرن، و هي اعتراف أميركي آخر باسرائيل كدولة يهودية عاصمتها القدس و هو ما معناه توفير غطاء أميركي للشروع بتهويد كامل في القدس و الأراضي الفلسطينية المحتلة و البدء بتفريغ الدولة اليهودية من غير اليهود وربما فتح باب «الترانسفير» إلى الدولة الفلسطينية بالمواصفات الأميركية–الاسرائيلية.
من بين العناصر التي شجعت «ترمب» على المضي في قرار «القدس» ما تلقاه من تطمينات بأن قرار القدس سيلاقي صدى تعيسا لكنه لا يلبث و أن يصبح حقيقة و واقعاً فتختفي اثاره من مظاهرات و غضب سريعاً.
الرئيس «عباس»، الرجل الذي بلغ من العمر عتيّاً، شبع من تهم الخيانة التي لا تكل من التوجه صوبه و في ذات الآن يعلم أن الادارة الأميركية الحالية جاءت خالية الوفاض مما يمكن أن يقدم حلّاً حقيقياً للمشكلة القائمة منذ ستين عاماً و يسجل للرجل أنه بقي على موقفه في رفض التواصل مع «واشنطن» رغم كل الضغوط.
«واشنطن» لن تغير قراراتها و قرار الاعتراف بالدولة اليهودية يقترب مع اقتراب «صفقة القرن» لكن كل قرارات «واشنطن» لن تمنح «اسرائيل» التي طالما ارتجفت من صاروخ يسقط من «غزّة» أو من «جنوب لبنان» الأمان.
تجميد اعتراف «منظمة التحرير» باسرائيل خطوة رمزية لكنها مهمة ستستفز «اسرائيل» التي تعتقد أنها اضعفت كل المنظمات الفلسطينية و ربما تحتاج القيادة الفلسطينية أن تدرس خيارات جديدة تقوم على التئام الفصائل الفلسطينية بشكل حقيقي و بدء تحالفات جديدة في محاور تستنفر «تل ابيب» أكثر و أكثر. حقيقة، لم يبقى للقيادة الفلسطينية ما تخسره.