Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Dec-2019

حياة وطن وثورة

 الدستور-نور أحمد

  يحاول البعض تشويه صور التظاهر والثورات في مختلف البلدان وبشتى الوسائل اللامهنية، لتزييف الحقائق ونقل مايتوافق وميل الجهة المؤيدة للخداع والفساد بتصاعد ازمات داهية الحُكم قطع الله دابرهم وغابرهم.
 من منا لا يعشق وطنه ولا يقدس تربته وماءه؟!
 حب الوطن والحفاظ على أرضه انتماء رباني لا علاقة له بفترة حكم مزدهر أو ظلم يعيث في الأرض فسادا.
 إن ما يعيشه المتظاهرون في ساحات الاعتصام لا يمكن إيجازه بكلمات او نقله بصور معدودة، نحن في زمن الوعي والحقائق كالشمس للعيان.
 مشاعر الإنسان لا يشعر بها الا إنسان وقد يتحد الإثنان في الهالة ذاتها، فما بالك لو اتحد أهل الوطن في هالة واحدة ومصير مشترك؟!
 صحيح ان بعض المحطات الإعلامية تنقل الاحداث، لكنها مع ذلك لا تتعمق بحثاً وتحرياً عما يغيب عن الكاميرات و ما لا تنطق به الكلمات، وهناك قنوات تدعم الفتن والقلاقل لإثارة القلق والخوف في صفوف المواطنين بدعايات ووسائل الحرب النفسية وعبث الحديث بما يصب ومصالح رُعاتها، وهناك محطات تعرضت لسخط التجبر واغلقت بتشويش فضائها وتهديد كوادرها نتيجة نقلها روح الثورات.
 في ساحات التظاهر فتوة وشيب وشباب، نساءٌ ورجالٌ، منهم العامل ومنهم العاطل عن العمل وشهادات علميه تفوق رصاص العدو ومنهم الفاقد او المفقود نتيجة طعنات غدر من لا يصفهم النعت السلبي، لأفعالهم المشينة التي لم يرتكبها قبلهم احد على مر الزمن مهما كانت وحشيته آنذاك لتدمير البلاد.
 في ساحات الاحتجاج والحرية نجد الشعب يحيا بقلب وروح بصورة أجساد متعددة، الكل صف وصوت واحد بالدعاء الى رب السماء الواحد الأحد ان يحفظ بلادنا وان كان الردى خيارنا الأول والأخير فداءً لأرضنا فمنها خلقنا ومنها ارتوينا وبها كبرنا وإليها نعود وكما يُهتَف في أرجاء الوطن العربي «بالروح بالدم نفديك يا وطن»، تعاون الأخوة لحماية أرض الوطن الأم و اعتصم الطلبة منهم لمساندة بعضهم البعض تاركين خلفهم مقاعد الدراسة شاغرة ترقب خطاهم وضحكات تفوقهم العلمي لمستقبل عملي ملؤه النهضة والنجاح.
 الجميع وقف حداداً بصمت على أرواح الشهداء والأبرياء ويبقى الحداد سراً وعلنا يغمر الأفئدة والأرجاء حتى يعم الأمن والسلام.
 مضت أعوام عجاف تم فيها قمع الحريات وكممت الافواه وصفدت المعاصم وقيدت الأقلام وتحكم الظالم بالإنسان فما عاد اليوم نافعاً لنظريات التغاضي والتلافي وتجاهل جَوْر الحاكم والسلطان، فقد فاض بالقلب طغيانهم وظلماً للنفس ان تَكتمُ، حتى الأطفال اصبحوا بوعي لم يعد يرضيهم خبر كاذب وصورة فوضوية وخطاب دعائي.
وبلسان الشاعر «إن باعدتنا حدود، بحب الوطن نلتم، و ان فارگتنا حدود، وحدتنا وحدة دم، حتى الوطن يسلم»، وحدة العروبة وحدة دم وعقيدة مهما بَعدت المسافات بين بلاد وبلاد ومهما اختلفت وتنوعت اللغات واللهجات، فما يحدث في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والجزائر واليمن كل ذلك نصر قريب والله اقرب من حبل الوريد وأكبر كبيراً وخير ناصر ووكيل.