Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Dec-2018

حشود عسكرية للنظام السوري والميليشيات في محيط إدلب وأنقرة تواجه ظروفاً ميدانية صعبة

 

 
هبة محمد
 
دمشق – «القدس العربي» : في موازاة الجهود السياسية الرامية إلى تجنيب إدلب شمال غربي سوريا، أي صدام يهدد مئات آلاف المدنيين، تحشد عسكرياً قوات النظام والميليشيات المحلية والأجنبية عسكري في ريفي محافظتي حماة وإدلب، وسط وشمالي سوريا، حيث تبدو روسيا وإيران اقرب إلى الجدية في الهجوم على بعض مناطق الشمال السوري، فيما لا تدلل الطمأنة التي ترسلها نقاط المراقبة التركية حسب مطلعين إلى عدم وجود خطر محدق.
وضمن سلسلة الخروقات المتتالية لمناطق الهدنة الروسية – التركية المتفق عليها في سوتشي حيال ارياف أربع محافظات حماة وحلب واللاذقية وإدلب، شهدت المنطقة عمليات العسكرية مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، وسط استهدافات متبادلة بالرشاشات، في القطاع الجنوبي الشرقي من ريف إدلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وفصائل معارضة تنتشر في المنطقة من جهة أخرى.
 
العقيد حسون لـ «القدس العربي»: سيناريوهان في الشمال وتركيا اللاعب الأهم
 
منطقة إدلب والأرياف المحيطة بها التي تم التفاهم عليها بين روسيا وتركيا، ووقعت المنطقة تحت نفوذ ووصاية الأخيرة حسب هذه التفاهمات المبرمة، شريطة أن تتعهد أنقرة بإفراغ هذه المنطقة من «التشكيلات الإرهابية»، وتضمن تطبيق إتفاق منطقة منزوعة السلاح، لكن يبدو أن الظروف الميدانية لم تسمح لأنقرة بتطبيق كامل هذه الاتفاقية، فيما يرجح أن يكون السبب في ذلك هو خرق إيران والنظام السوري لاتفاق سوتشي حول إدلب، حيث مازال القصف الذي يستهدف هذه المنطقة متواصلاً، بالإضافة للخروقات التي تقوم بها إيران في ريف حماة الشمالي والتي تتم على الاغلب بموافقة روسيا.
 
دور محوري
 
وفي هذا الاطار يرى الباحث السياسي سعد الشارع لـ «القدس العربي» أن طموحات النظام السوري، حتماً سوف تصطدم بتفاهمات روسية – تركية، وقال ربما تكون تحديثاً لنسخة التفاهم القديم، أي أن الوقائع الظرفية تنبئ بأن شكل التفاهم الأخير لن يبقى على ما هو عليه، وتلميحات روسيا قد قطع طريقها الأتراك بتصريح للرئيس التركي موجه لبوتين أنه ينبغي الجلوس من جديد بشأن إدلب، مرجحاً ان يكون التغيير المتوقع في التفاهم «إضافة للسابق الحديث عن آليات ناجعة لفتح الطرق الرئيسية (استراد حلب، حماة)، (استراد حلب، اللاذقية) علماً بأن الأول يصل حتى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ويمكن أن يشكل متنفساً إقتصادياً إضافياً لتركيا».
ويبدو الشمال السوري أمام سيناريوهات معينة، حيث يرى القيادي لدى المعارضة المسلحة ورئيس الوفد العسكري إلى استانة سابقاً «فاتح حسون» ان ادلب ينتظرها اثنان من الحلول، الأول من خلال المفاوضات والحل السياسي، وهو الوضع الحالي وما سيتم من خلال المتابعة بالاتفاق الروسي التركي، والمضي به لحين تثبيت الاتفاق ونجاح كلا الطرفين الضامنين بتنفيذ البنود المتعلقة بالاتفاق وصولاً للحل السياسي العام المتمثل بالانتقال العادل للسلطة.
أما السيناريو الثاني فيتمثل في إفشال الروس للمسار السياسي – وهذا سعيهم منذ الشهر الأول – الذي تلى الاتفاق، أملاً في تحصيل مكاسب، وهنا سنعود للمربع الأول، والذي سيسعد العديد من الفصائل المعتدلة والأقل/ اعتدالاً / ولن يكون هذا الخيار في صالح الروس ولا النظام، فإرادة القتال لا زالت متقدة في نفوس أغلب الفصائل التي التزمت بالقرار لحد اللحظة وبالتنسيق مع الجانب التركي، مشيراً لـ»القدس العربي» إلى ان روسيا ستخسر العلاقة المتينة مع تركيا، مستبعداً ان تغامر الأخيرة بهذه العلاقة.
الضامن التركي هو اللاعب الأهم بين الفاعلين الدوليين في منطقة إدلب ومحيطها فهي حسب حسون تسير بخطى ثابتة في تكريس وتطبيق بنود الاتفاق، فبالنسبة لتركيا، هي منطقة عازلة عن قوات النظام وعن القوات الكردية الانفصالية، وتواصل إدخال وحدات من القوات المسلحة التابعة لها لتعزيز مواقعها وإنشاء بنية تحتية عسكرية ومدنية على حد سواء، في الوقت نفسه تركيا كونها أحد الأطراف الضامنة لعملية أستانة أعطت من خلال أفعالها إشارة للاعبين الغربيين إلى أنها لن توافق على جميع مقترحات موسكو. بل لديها موقف قريب من حلفاء الأطلسي والأوروبيين. مضيفاً «بمثل هذه السياسة ستكون تركيا اللاعب الأهم في المنطقة وتضمن لنفسها موقعاً وسطياً بين الدول الضامنة في أستانة ودول المجموعة المصغرة حول سوريا، وبالتالي سيكون الدور التركي الأكثر تأثيراً في الحل القادم».
 
متاعب
 
ولكن ثمة الكثير من المتاعب التي تبدو أمام أنقرة في استكمال ما تعهدت به امام روسيا، كونها تلجأ إلى السياسة الناعمة ذات الأدوات غير التصادمية، لكن هذه السياسة حسب حسون «ستكون كفيلة بوصول أنقرة إلى تنفيذ النقاط المتفق عليها كافة في «سوتشي»، وستضع الروس أمام تحديات جدية في تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية لحمايتهم مجرمي الحرب الذين ارتكبوا مجازر ضد الإنسانية باستخدام السلاح الكيميائي والأسلحة المحرمة دولياً الموجودين في طرف النظام».
ميدانياً قصفت قوات النظام بعد منتصف ليل أمس بأكثر من 18 قذيفة صاروخية أماكن في بلدتي جرجناز والتح جنوب شرقي إدلب، حيث أعلن المجلس المحلي المنطقة منكوبة وناشد المنظمات الإنسانية لتقديم الدعم إلى نازحي المنطقة الذين فروا من قصف قوات نظام الأسد إلى مناطق أكثر أمناً، كما ناشد رئيس المجلس موسى السلطان في تصريح لوكالة «سمارت»، المنظمات للتوجه إلى المزارع والقرى المجاورة لتقديم المساعدة للنازحين الذين «لا تتوفر لديهم سبل المعيشة في ظل الشتاء القاسي الذي تشهده المنطقة».
وأوضح مدير المكتب الإغاثي بالمجلس محمد الأيوب بأن النازحين الذين بلغت نسبتهم 80 في المائة من السكان، يحتاجون إلى الخيم والوقود للتدفئة والخدمات الصحية، بعد توقف جميع الخدمات الإنسانية في القرية نتيجة القصف.
كذلك تعرضت مناطق في قرية الصخر في ريف حماة الشمالي، لقصف صاروخي نفذته قوات النظام، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي أكد قصف قواته موقعاً لجيش إدلب الحر في منطقة اللطامنة بالريف الشمالي لحماة، اسفر عن مقتل 3 مقاتلين واصابة اثنين على الأقل بجروح، إضافة إلى قصف طال أماكن في منطقة التمانعة، ومناطق في بلدة الهبيط في القطاع الجنوبي من ريف إدلب.
وكالة النظام الرسمية «سانا»، قالت إن المقاتلين دمروا مواقع للمعارضة السورية في قرية المغير في ريف منطقة محردة الشمالي وقتلت عناصر تابعين لحركة «أحرار الشام» في محيط قرية تل الصخر، كما نفذت وحدات النظام المقاتلة في ريف حماة الشمالي أمس عمليات عسكرية في بلدة اللطامنة وقرية معركبة حسب المصدر.