الراي - أعتقد اعتقاداً جازماً أنّ لدى العرب من العقول والطاقات والإمكانيات ومقوّمات التقدّم والمنافسة ما قد يزيد على ما عند غيرهم من الأمم، فلديهم من القوى البشرية والشبابيّة التي لديها قابليّة للتدريب والتأهيل والإنتاج والتميّز أعدادٌ لا تكاد تحصى، ولديهم من العقول المتوقّدة والأفكار المتجدّدة والخيال المبدع الخلاق ما تقوم عليه أدلّة وشواهد كثيرة، ولديهم من الرغبة والحلم في التقدّم والتميّز على غيرهم ما يظهر جليّاً في مؤلّفاتهم وندواتهم وكتاباتهم الأدبيّة وأعمالهم الفنيّة وغير ذلك، ولديهم من الثروات الباطنية والسطحيّة ما يجعلهم في غنى عن أمم الأرض كلّها، ولديهم من الموارد المالية ما يضمن رعاية أشكال الإبداع والتميّز كافة ودعم المشاريع العلمية والصناعية المختلفة دون أن ينقص ذلك شيئاً من تلك الموارد. إنّ كلّ ما تحتاج إليه الأمّة في نهضتها وتقدّمها ومساهمتها في الحضارة الإنسانية موجودٌ على أرضها، ولا أشك للحظة واحدة في أنّ ما لديها من مقوّمات الإبداع والتميّز وعوامل النهضة والتطوّر يفوق ما لدى غيرها من الأمم التي استطاعت أن تتصدر المجتمعات المتقدّمة بموارد وظروف وشروط أقلّ ممّا لدىالعرب، فالأجنبي ليس أكثر ذكاء من العربي ولا أقدر على التفكير من العربي، ولا أكثر حماسةً ورغبةً في العمل والتقدّم والتفوّق من العربي، ولا أكثر قدرة على تحصيل العلم والمعرفة والتميّز في البحث والدراسة الجامعية من العربي، والنجاحات التي يحققها أبناؤنا في الخارج هي دليلٌ واضح على هذا التميّز.