Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-May-2018

الدم الفلسطيني يستنفر الأردنيين.. وهبة وطنية واحدة نصرة للقدس

 

عبدالله الربيحات
 
عمان-الغد-  هبّة الشعب الفلسطيني بوجه آلة العدوان الإسرائيلي وما تعرض له هذا الشعب من مجزرة دامية أول من أمس دفاعا عن القدس وعروبتها، وجد صداه سريعا وواسعا لدى شقيقه التوأم، الشعب الأردني بكل أطيافه ومستوياته، حيث يوحد التاريخ والمصير المشتركان والثوابت الوطنية والقومية الشعبين، ليبقى الأردن الأقرب والأولى بفلسطين وجرحها النازف. 
التفاعل الأردني الأخير، شعبيا ورسميا، مع الجرح الفلسطيني النازف، تصاعد منذ اول من امس، الذي اعتبر يوما أسود بتنفيذ الولايات المتحدة الأميركية لقرارها بتدشين سفارتها في القدس المحتلة، وتعرض الشعب الفلسطيني لمجزرة جديدة في قطاع غزة على أيدي عصابات الاحتلال، وكان صدى ما يجري بفلسطين شأن محلي في الأردن، فهو يمس بشكل خاص الجهود الأردنية في الحفاظ على القدس الشريف وعروبتها.
القدس؛ بقضيتها المقدسة والمس بوضعها القانوني من قبل الإدارة الأميركية والاحتلال استنفرت جميع أطياف الشعب الأردني، نظاماً وحكومة وأحزاباً وشارعاً، بدا ان كله يغلي، فالقدس واجهة الكرامة بالنسبة للأردنيين مهما اختلفت أصولهم ومنابتهم.
ما يجمع بين الأردن وفلسطين من قواسم مشتركة ووحدة مصير أسس فعلياً وواقعياً، بمنطق التاريخ والجغرافيا، قصة توأمة حقيقية ووحدة شعبين يكملان بعضا في جسد واحد وبنيان "أردني فسطيني" مرصوص وروح قيادة هاشمية ساهرة على تحقيق أماني البلدين والشعبين في الوحدة والأمن والاستقرار. 
وتصدرت الجهود الملكية الموقف الاردني الغاضب والمنتفض تضامنا مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، حيث ندد جلالة الملك عبد الله الثاني بأشد العبارات بالخطوة الأميركية وبالمجزرة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ووجه جلالته الحكومة والخدمات الطبية الملكية للوقوف إلى جانب أبناء قطاع غزة، وأوعز بتعزيز قدرات المستشفى الميداني في غزة، ليجدد جلالته التأكيد على أن الأردن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
جلالة الملكة رانيا العبد الله عبرت بلسان كل الأردنيين عن الصدمة من حجم الانتهاكات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني أول من أمس، بعد ارتقاء نحو 60 شهيدا وأكثر من ألفي جريح بتصديهم بصدورهم العارية لآلة البطش الإسرائيلية، حيث أكدت جلالتها، في تغريدة عبر صفحتها بموقع "تويتر"، انه يوم اسود، وقالت جلالتها "يوم أسود رفضه الفلسطينيون بدمائهم. متى سيتحرك الضمير العالمي لحماية الفلسطينيين وضمان حقوقهم المشروعة. رحم الله شهداء الأمة، وستبقى القدس أبية عربية''.
الحكومة الاردنية مجتمعة ووزراء معنيون، دانوا بشدة القرار الأميركي، وحذروا العالم والمجتمع الدولي من خطورة القرار الاميركي والبطش الاسرائيلي، وانعكاس ذلك خطرا على العملية السلمية وآفاق الاستقرار بالمنطقة والعالم كله. فيما واصل الأردن جهوده المستمرة مع المجتمع الدولي للتصدي لتداعيات القرار الأميركي والتنصل الاسرائيلي من العملية السلمية. 
مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الأردنيين عبرها شهد زخما في التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضجت هذه المواقع بصور مواجهة الشبان الفلسطينيين العزل للاحتلال الاسرائيلي، واختلاط مشاهد الدماء الزكية للشهداء مع حادثة اليوم الأسود بافتتاح سفارة الولايات المتحدة في قلب القدس المحتلة.
كما تصدى الأردنيون عبر هذه المواقع للعبارات العدائية لمستشار وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، الذي هاجم فيها الأردن والوصاية الأردنية على المسجد الأقصى المبارك، واعتبر أن إسرائيل هي صاحبة الوصاية على القدس وما فيها.
القوى الشعبية والحزبية والنقابية وقوى طلابية نفذت ونظمت عشرات الفعاليات الشعبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني أمس وأول من أمس، في عمان وباقي المحافظات، وضد القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل السفارة الأميركية للقدس.
وفيما كان الاحتلال الاسرائيلي وحليفه الاميركي يحتفلان بالقدس المحتلة اول من أمس بتدشين مقر السفارة الأميركية اغتصابا للحق الفلسطيني والعربي بالمدينة المقدسة، كان الأردنيون يتداعون في عمان للاعتصام أمام السفارة الاميركية في عمان، احتجاجا على سياسة الادارة الاميركية العدائية ومسها بالكرامة العربية، بدعم الاحتلال الاسرائيلي.