Thursday 13th of March 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Feb-2025

أين الواقع تجاه طرح ترامب بشأن غزة

 الغد-معاريف

بقلم: د. شاي هار– تسفي  11/2/2025
 
القنبلة التي ألقاها الرئيس ترامب في زيارة رئيس الوزراء نتنياهو في واشنطن لإخلاء سكان غزة وحديثه عن أنه ملتزم بشراء القطاع، بل والسماح لدول في المنطقة ببناء أجزاء منه، تأتي على حد فهمه بعرض حل إبداعي في شكل صفقة عقارية. ومع ذلك، فإن مراجعة معمقة تثير تساؤلات وعلامات استفهام عديدة، عن أي قدر بالفعل تعد هذه أفكارا متبلورة مع خطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ. يحتمل أن تكون مبادرة الرئيس ترامب تستهدف الإيضاح للدول العربية أن عليها أن تشمر عن أكمامها وتستثمر المقدرات اللازمة، وتساهم في المسيرة الطويلة لإعمار القطاع وإنهاء حكم حماس.
 
 
لكن حاليا، ليس واضحا كيف يفترض بالخطة أن تتحقق وأي دول يفترض بها أن تستوعب مليوني غزي. حتى لو وافق بعض سكان القطاع على المغادرة، فإن الكثيرين لن يوافقوا على الإخلاء طواعية، وإمكانية الإخلاء بالقوة ليست عملية. فضلا عن ذلك، تنطوي المبادرة على إمكانية المس بمصالح استراتيجية لدولة إسرائيل. منذ الآن يتضح تراص صفوف الدول العربية بقيادة مصر، الأردن والسعودية في معارضتها القاطعة للمبادرة التي من شأنها أن تضع العصي في دواليب التطبيع. فقد رفضتها السعودية منذ الآن رفضا باتا، بل وقالت بخلاف أقوال ترامب إنها تواصل التمسك بإقامة دولة فلسطينية كشرط لتحقيق التطبيع. لهذا توجد معان سلبية على إمكانية تعزيز المحور الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية، الذي من أهدافه المركزية، الصراع المشترك ضد إيران وفروعها في المنطقة.
 
 
كما أن من شأن المبادرة أن تؤدي إلى احتدام شبكة العلاقات، المتوترة على أي حال بين مصر والأردن وإسرائيل، وأساسا إذا ما واصلت الإعراب عن تأييدها واتخذت صورة من تدفع نحو تحقيقها. وأخيرا، حتى لو كان الحديث يدور عن محاولات لنقل السكان بالقوة، فالأمر يتعارض صراحة مع القانون الدولي.
الأهم من ذلك، هو أنه يثور السؤال حول الآثار المحتملة على الاحتمالات لإتمام الصفقة لإعادة المخطوفات والمخطوفين. فهل ستكون حماس بالفعل مستعدة للتقدم لإتمام كل مراحل الصفقة حتى إعادة آخر المخطوفين، في ضوء الفهم أن الحديث يدور عن مرحلة أولى لإنهاء حكمها وصرفها من غزة كجزء من خطة واسعة لإخلاء كل سكان القطاع.
من هنا يتضح أن نتنياهو، رغم العناق الحار الذي تلقاه من الرئيس ترامب وأهمية شبكة العلاقات الشخصية بينهما للأمن القومي لدولة إسرائيل، ينبغي إبداء الحذر من السير أسرى خلف الحلم لإخلاء غزة. هدفه الأعلى يجب أن تكون إعادة كل المخطوفات والمخطوفين في أقرب وقت ممكن. فضلا عن الواجب الوطني، القيمي والأخلاقي تجاههم وتجاه أبناء عائلاتهم ومواطني الدولة، فإن هذه عمليا هي بداية المخاض لإنهاء الحرب، لبلورة بديل سلطوي لحماس في غزة والتقدم في مسيرة التطبيع مع السعودية.
كل هذا سيتيح لإسرائيل التركيز على التهديد الأكثر تجسدا لأمنها القومي من جانب إيران. رئيس الوزراء ملزم بأن يتأكد من أن عناصر الاتفاق ستضمن ألا تتمكن إيران من نيل سلاح نووي وألا تكون دولة حافة نووية وفي الوقت نفسه، أن تعد خيارات أخرى للعمل، إذا ما فشلت المفاوضات.
 
 
المعنى هو أن على نتنياهو، إلى جانب ترامب أن يبلورا خطة واقعية وقابلة للتنفيذ تسمح لإسرائيل بتصميم واقع أمني – سياسي محسن والتصدي بنجاعة لجملة التهديدات والتحديات التي تقف أمامها.