من الواضح في كلام الملك في الزرقاء أن اللغط المحلي حول الموقف من القدس لاحقه خلال زيارته الى أميركا لذلك كان لا بد من الحسم مرة وإلى الأبد لأن القتال على الجبهة العالمية سيحتاج الى جبهة داخلية محصنة وعصية على الشائعات المرتقب أن تتطور في قادم الأيام لتمس أدق تفاصيل النسيج الإجتماعي وهي الوحدة الوطنية.

 

يمكن القول إن العرب لم يتمكنوا من بناء مشروع موحد منذ حزيران 1967 وحتى يومنا هذا والمشروع الوحيد الذي يتحدث دائما وابدا في القضية الفلسطينية ومركزها القدس هو المشروع الهاشمي.

 

ليس هناك جبهة عربية موحدة لكن هناك جبهة شعبية عربية موحدة وفي نهاية المطاف ستكون الشعوب العربية موحدة خلف المشروع الوحيد على الساحة، والحد الأقصى لفائدة التحرك الشعبي لصالح القدس أنه سيقطع التقادم على أي حل على حساب القدس بانتظار تغير الظروف العربية والدولية،بانتظار ذلك لا خيار سوى دعم عرب القدس ليتمكنوا من الصمود، فالمعركة على القدس ديمغرافية.

 

الخطة الأميركية لفرض سلام لصالح إسرائيل لم تعد مجرد إشاعة، بل هي تحت الإعداد، والسلام المقبول يجب أن يشمل القدس ودولة فلسطينية على حدود 1967، وحق العودة والتعويض.

 

لم نسمع حتى الآن رد الفعل العربي على خطة السلام الأميركية الإسرائيلية ويبدو أن أميركا وإسرائيل ليستا قلقتين من ردود الفعل العربية ليس فقط لأن العرب اليوم في أضعف حالاتهم، بل لأن القضية الفلسطينية والقدس خصوصا تراجعت عند بعضهم كأولوية حتى أن بعضهم يعتبرها صداعا يجب الخلاص منه بعد أن امتطوها لسنوات طويلة.

 

إذا كانت صفقة القرن كما يجري الحديث عنها تريد منح القدس لإسرائيل فها هو ذا الملك يكرر للعالم من الزرقاء بما تمثله من وحدة وطنية، موقفه المعروف من القدس وهو الموقف الذي لم ولن يتغير فالوصاية الهاشمية على القدس ومقدساتها ليست مجرد أمامة دينية ولا هي فقط موروث تاريخي وهي ليست فحسب مبادئ سياسية، هي كل ما سبق في سياق شرعية لا يمكن التنازل عنها بأي ثمن فما من ثمن مهما بلغ يضاهيها قدسية ومكانة ومشروعية.

 

هذا هو موقف الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بن طلال بن عبدالله الأول بن الشريف الحسين بن علي الهاشمي القرشي من طروحات وأفكار ما يسمى بصفقة القرن.