Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Oct-2017

نتنياهو «يتَوسَّلُ» قانوناً «فرنسيّاً».. للتّهرُّب من محاكمته! - محمد خروب

 الراي - في غمرة عمليات الإستعراض الإعلامي المبالغ فيها، التي يلجأ اليها نتنياهو رئيس حكومة الائتلاف الفاشي الاستيطاني في اسرائيل، وخصوصا ظهوره المفاجئ وغير المسبوق، للإعلان المتبجّح عن قصف العدو الإسرائيلي لبطارية صواريخ سورِّية في ضواحي دمشق الشرقية «رداً» على اطلاق صاروخ سوري باتجاه طائرة استطلاع صهيونية في الاجواء اللبنانية، (اي انه يُريد توسع الخطوط «الحمراء» المُعلَنة إسرائيلياً بعد اندلاع الازمة السورية، على ما قال محلل الشؤون الامنية والعسكرية في صحيفة يديعوت احرونوت، رون بن يشاي، في تعليقه على ظهور نتنياهو المُتلفَز)، وقبلها ايضا عندما خرج منتشياً كالطاووس للتعليق على خطاب ترمب في شأن الاتفاق النووي الايراني، ذلك الخطاب الذي اجمع المراقبون الاميركيون قبل غيرهم على انه خطاب اسرائيلي بامتياز، ناهيك عن قرارات نتنياهو وهجمته الاستيطانية الشرسة التي تستهدف القدس وخصوصا الخليل ومستوطنات غوش عتصيون وإقامة مطار دولي في منطقة «النبي موسى» القريبة من أريحا.

 
في غمرة ذلك كله، يبرز في المشهد الاسرائيلي الجدل الآخذ بالتمدّد، والذي اثاره خروج نتنياهو في هجوم لاذع وغير مألوف في الحياة السياسية والحزبية الاسرائيلية ضد المفتش العام للشرطة الصهيونية روني ألْشيخ الذي جاء به نتنياهو قبل عامين من منصبه كنائب لرئيس المخابرات (شين بيت) ليضعه على رأس هذا الجهاز ظنّاً منه انه بذلك «الجميل» الذي أسداه له، يحمي نفسه من تحقيقات الشرطة في الملفات العديدة التي تُحقّق فيها، وهي الملفات المعروفة بـ»الملف 1000 ،الملف 2000 والملف 3000 ،فضلا عن التحقيقات ضد زوجته سارة، والتي تقترب هي الاخرى من نهاية مفجعة بالنسبة لنتنياهو، كون ادانتها بتهمة سوء استخدام الاموال العامة باتت قاب قوسين، واحتمال الحكم عليها بالسجن واردة جداً.
 
نتنياهو خرَج قبل يومين منتقدا جهاز الشرطة معتبراً ان ما حصل بانه «تسونامي تسريبات» واصفا الشرطة بـ»عش الدبابير»، بعد تسريبات اعلامية جاءت في تقرير للقناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي، تتحدث بان الشرطة «قد» توصي بمحاكمة نتنياهو في قضية تلقي هدايا ورشى (الملف 1000 (وقضية التسجيلات (التي بُثَّت) في لقائه مع ناشر صحيفة يديعوت احرونوت نوني موزيس، بهدف استمالة الصحيفة للترويج لسياسة نتنياهو ونهجه، مقابل اغلاق صحيفة «اسرائيل اليوم» التي اقامها ملياردير الكازينوهات شيلدون ادلسون لصالح صعود نتنياهو في الفضاء اليهودي (الملف 2000.( «التقرير» التلفزيوني اصاب نتنياهو بحال من الهستيريا، فراح يغمز من قناة مفتش الشرطة ويتهمه بنكران الجميل، بل سارع مقربوه بالكشف عن ان «ألْشيخ» تعهّد بـ»عدم التوصية» بمحاكمة نتنياهو اذا ما استمر في موقعه، وهو امر لم تثبت صحته بعد (ويبدو انه غير صحيح) بعد ان خرج مفتش عام الشرطة (الذي يضع على رأسه قلنسوة منسوجة بالمناسبة) عن صمته وقال في نبرة تحدٍ واستياء: ان أيادي المُحقّقين...نظيفة. ماذا فعل مُقرّبو نتنياهو لحماية مستقبله السياسي بل والشخصي؟
خرج هؤلاء بأحبولة «قانونية»، يقول معارضو نتنياهو، كما الذين لا يقفون منه موقفا معاديا، انها لن تمُر، سواء في الكنيست او حتى لدى المستشار القانوني افيخاي مندلبليت المُقرّب هو الآخر من نتنياهو والمَدين بوجوده في موقعه الرفيع هذا لنتنياهو شخصياً، كذلك خصوصاً في محكمة العدل العليا.
 
اما الأحبولة /المُقترَح، فهي محاولة الدفع بمشروع قانون يحمل اسم «القانون الفرنسي» (وهو فرنسي في الاساس، وخاص برئيس الجمهورية) ينص على عدم السماح بالتحقيق مع رئيس الجمهورية (رئيس الحكومة في الحال الاسرائيلية) ما دام في منصبه، ويمكن لتحقيق كهذا ان يتِم بعد مغادرته موقعه، وقد حصل بالمناسبة مع الرئيسين السابقين شيراك وساركوزي، واحتمالات ادانة الاخير تلوح في افق القضاء الفرنسي بالمناسبة.
 
اصوات اسرائيلية ذات شأن ونفوذ ارتفعت في المجال السياسي والحزبي الصهيوني رافِضة ومندِّدة باقتراح كهذا، يراد تفصيله خصيصاً حماية نتنياهو وليس لتعزيز سلطة انفاذ القانون، ولم يتردد كثيرون في «نعي» ديمقراطية مُشوّهة، بدأ يُروِج لها الليكود واحزاب فاشية في ائتلافه وخصوصا حزب البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينيت، احد ابرز دعاة ضم الضفة الغربية وبخاصة المنطقة «ج» الى اسرائيل ومنح سكانها الفلسطينيين الذين لا يزيدون على مائة الف نسمة... الجنسية الاسرائيلية.
 
مشروع القانون المُثير للجدل الذي يقف خلفه رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست ورجل نتنياهو المُقرّب ديفيد بيتان، سيُعرَض على الكنيست للتصويت «قبل» نهاية الدورة الحالية، ورغم التوقعات بان «القانون الفرنسي» هذا لن يمُر(رغم محاولات تجميل قُبحِه، باقتراح «تقييد» ولاية رئيس الوزراء بـ»ولايتين» فقط، وليس مفتوحة، كما هي الآن في دولة العدو)، إلاّ أن بيتان يقول بثقة: ان المشروع سيمُرّ.. ما يعني ان الساحة الحزبية والسياسية في دولة العدو الصهيوني، ستشهد مواجهات وسجالات حامية وستكون فرصة لكثيرين للعودة الى الاضواء السياسية، وبخاصة اولئك الذين لهم «حسابات» مع نتنياهو يريدون تصفيتها، والإجهاز على ما تبقّى من نفوذ وقوة، آخذان في التآكل والتدهور لدى رئيس الحكومة الاكثر غروراً واستمراراً في موقعه (منذ العام 2009 (وثلاث سنوات بين العامين 96 -99 ،مثل ايهود باراك الذي قال تعليقاً على هجوم نتنياهو على جهاز الشرطة: نتنياهو مستعد لأن يحرِق الدولة... بيبي يُهدّد القانون.
 
ناهيك عن موشيه يعلون الذي «طرده» بيبي من وزارة الدفاع ليأتي بأفيغدور ليبرمان، كذلك زعماء المعسكر الصهيوني (حزب العمل والحركة) آفي غبّاي وتسيبي ليفني.. وغيرهم الكثير. ما يُنبئ باحتمالات سقوط وشيكً مدوٍ.. لهذا الفاشي المُتغطّرِس.
 
kharroub@jpf.com.jo