Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Mar-2021

هل يصلح بايدن ما أفسده ترامب؟

 الغد-تقرير خاص – (أحوال تركية) 22/2/2021

 
نيويورك – بعد مرور أيام على تبرئة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من تهم التحريض على التمرد في مجلس الشيوخ، وبعد أن انقضى وقت طويل على الحادثة، يتحول الانتباه تماماً الآن إلى الرئيس الجديد، جو بايدن، وجدول أعماله.
ولكن لسوء الحظ، يبدو واضحاً إلى حد كبير أن تجاوز الاضطراب السياسي الذي أوقع فيه ترامب الولايات المتحدة سيكون مسعى صعباً وعسيراً. وقد ذكرت وكالة “بلومبرغ” للأنباء أن بايدن يأمل في توحيد البلاد حول الجهود المبذولة من أجل دعم التعافي الاقتصادي، وقد أكد الرئيس الجديد قضيته من جديد في اللقاء المفتوح الذي عقده مؤخراً في ويسكونسن، والذي ترك في مجمله أثراً إبجابياً جيداً.
وعلى الصعيد الخارجي، غامر بايدين أثناء مؤتمر ميونخ للأمن، الذن انعقد افتراضياً في شباط (فبراير)، بالتحدث نيابة عن الشعب الأميركي بأكمله عندما دعا إلى استعادة التحالفات القديمة والعودة إلى التعاون الدولي. وكانت رسالته موجهة إلى الأميركيين بالقدر نفسه الذي توجهت به إلى باقي دول العالم، وهي أن “الولايات المتحدة ستعود إلى طبيعتها السابقة”.
وقال بايدن لقادة العالم الذين حضروا المؤتمر السنوي، إن التحالفات عبر الأطلسي عادت كأولوية للولايات المتحدة مرة أخرى، بعد أربعة أعوام من التوترات في عهد ترامب، مضيفاً: “أنا رجل له كلمته. لقد عادت أميركا. أنا أتحدث اليوم كرئيس للولايات المتحدة، في بداية إدارتي، وأبعث برسالة واضحة إلى العالم: لقد عاد الأميركيون. لقد عاد التحالف عبر الأطلسي. ولن ننظر إلى الوراء”.
واستطرد بايدن قائلاً، في أول خطاب رئيسي له على الساحة الأوروبية: “اسمحوا لي أن أمحو أي شك. سوف تعمل الولايات المتحدة بشكل وثيق مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي وعواصم الدول الأعضاء في جميع أنحاء القارة”، مضيفاً أن بلاده ملتزمة تماماً بتحالفها مع منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأنها تدعم تماماً معاهدة الأمن الجماعي للمنظمة.
ومع ذلك، تقول “بلومبرغ” إن الكثير من الديمقراطيين يشككون في جدوى رغبة الرئيس الأميركي الجديد في توحيد الصفوف. وهم يعتقدون بأن تطوير برنامج تقدمي قوي أصبح مهماً أكثر من السابق.
وفي المقابل، لا يفكر الجمهوريون كثيرا في توحيد الصفوف، حيث يبدو أن حزبهم يمر حالياً بحالة حرب مع نفسه. كما أن الدولة ككل منقسمة أيضا. وبعيداً عن توحيد صفوف المواطنين، أدى تفشي وباء فيروس كورونا المميت، والآثار الجانبية الهائلة الناتجة عنه، إلى تباعد الناس عن بعضهم بعضا. وما يزال الكثير من الأميركيين يأملون في أن يؤدي رحيل ترامب إلى إعادة بعض مظاهر الحكومة المنظمة وشبه الفعّالة.
على الرغم من كل شيء، يبدو ذلك ممكناً شريطة أن يبذل قادة الدولة أقصى طاقتهم فحسب، حيث أن وجود حكومة فعالة في دولة منقسمة بشكل كبير يعني بذل جهد أكبر من أجل إنهاء الانقسام. ويتطلب ذلك -على الرغم كل الصعاب وفي مواجهة كل التناقضات- وجود طرفين قادرين على إيجاد قواسم مشتركة بينهما.
وقد اتخذ رئيس الدولة خطوات في الاتجاه الصحيح. ففي أثناء اللقاء المفتوح الذي عقده مؤخراً في ويسكونسن، دعا إلى الالتزام بأداب السلوك والاحترام. وعندما دُعي إلى التنديد بالجمهوريين في مجلس الشيوخ بسبب عدم إدانتهم ترامب، رفض ذلك وقال إن هذا وقت المضي قدماً.
وفي تعليقه على بعض لقطات الفيديو الجديدة المزعجة والمتعلقة بأحداث الشغب التي وقعت في مبنى الكونغرس في واشنطن العاصمة (الكابيتول)، لم يقل بايدن سوى: “قد تكون بعض العقول قد تغيرت”. وكان بايدن حكيما في ترك الأدلة تتحدث عن نفسها.
حسب وكالة “بلومبرغ” فإن القائد الذي لا يسعى إلى جذب الاهتمام الدائم، أو إلى إحداث حالة من الفوضى، مرحب به كثيراً، مشيرة إلى أن ضبط النفس الذي يتمتع به بايدن قد يؤدي أيضاً إلى إفساح المجال أمام الحزب الجمهوري لتجاوز عهد ترامب. وما يزال الرئيس السابق قادراً حتى الآن على تدمير الحزب الجمهوري، ويتعين على قادته أن يدركوا تلك الحقيقة.
وبحسب بلومبرغ أيضاً، فإن الكثير من الديمقراطيين لا يرغبون في شيء أكثر من رؤية الجمهوريين وهم يدمّرون أنفسهم. ولكن، في ظل حالة الطوارئ غير المسبوقة التي يشهدها قطاع الصحة العامة، فإن إصلاح البلاد يجب أن يأتي أولاً.
مع وجود أغلبية ضئيلة في مجلسي النواب والشيوخ، فإن الاستعداد لتسوية الخلافات مع الجمهوريين في عهد ما بعد ترامب سوف يساعد على تسريع وتيرة الإجراءات التي يجب اتخاذها.
والأهم من ذلك أن الحكومة الجيدة في دولة تعاني من انقسام واضح، تحتاج إلى حزبين فعالين. وتمثل حالة الانهيار العصبي التي يعاني منها الحزب الجمهوري خطراً على النظام برمته. ويحتاج الحزب الجمهوري إلى إصلاح نفسه، وقمع ميله الغريزي إلى المعارضة من أجل المعارضة، وقبول تلك العناصر الخاصة بالتعافي بأجندة الديمقراطيين، والتي ثمة حاجة شديدة إليها الآن.
أما الديمقراطيون، فيجب عليهم أن يظلوا منفتحين على الصفقات التي من الممكن أن تؤدي إلى تسريع رد فعل سلطات البلاد تجاه حالة الطوارئ المفروضة لمواجهة تفشي مرض “كوفيد- 19″، وأن يساعدوا بايدن على الوفاء بوعده المتمثل في احتواء فيروس كورونا في البلاد.