Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Feb-2018

مايك بنس بين واشنطن وعمان وإسرائيل - د. سمير قطامي

 الراي - بعد إعلان الرئيس الأميركي ترمب قراره الشهير تطويب القدس عاصمة لإسرائيل ، وجّه نائبه مايك بنس ، من واشنطن ، كلمة لشعب إسرائيل بدأها بالتحية العبرية شالوم قائلا: إنه لشرف عظيم لي وللرئيس ترمب أن نقف إلى جانبكم الليلة دعما لإسرائيل.. وأنه يشعر بالتواضع الشديد وهو يتحدّث إليهم في هذا الوقت التاريخي الذي يجتمعون فيه بالقدس المباركة ، الوطن الأزلي للشعب اليهودي ، متمنيا لو كان معهم.. وأضاف أن كفاح إسرائيل هو كفاحنا ، وقضيتها هي قضيتنا ، وقيمها هي قيمنا ، ومصيرها هو مصيرنا !!

وهي أعزّ حلفائنا ،ولكنها للآسف تعيش في وسط جيران يكرهونها ويريدون القضاء عليها لأنها ناجحة وديمقراطية وشعبها حر ، فهل يمكن لشخص في العالم أن لا يدعم هذه الدولة المحاطة بالأعداء والإرهابيين من كل جانب ؟ نحن نفتخر بدعمنا لإسرائيل ، ونصلي للرب أن يحميها.

تلك الكلمات التي وجهها نائب الرئيس الأميركي لشعب إسرائيل دون أن يرى أساليب إسرائيل العنصرية البغيضة ، ووحشيتها في التعامل مع الشعب الفلسطيني ، ودون أن تهزّ شعرة في رأسه صورقتل الجنود الإسرائيليين للاطفال وطلاب وطالبات المدارس العزّل ، وفي بيوتهم.
 
بعد تلك الكلمة بحوالي شهر زار بنس المنطقة ، وخص مصر والأردن وإسرائيل بزيارته ليبدي لهم وجهة النظر الأميركية ، وليسمع منهم ، وفي عمان اجتمع بالملك عبد االله الثاني ليعرب له عن سعادته بزيارة الأردن ولقائه بجلالة الملك والملكة ، مبديا إعجابه بالقيادة الهاشمية ، وبشجاعة الجيش الأردني في الحرب على الإرهاب ، متطلعا لسماع وجهة نظر الملك حول عملية السلام ، مبديا التزام الإدارة الأميركية بالاستمرار في احترام دور الأردن ووصايته على الأماكن المقدّسة في القدس !!
 
وقد أبدى له الملك قلق الأردن من القرار الأميركي بشأن القدس لأنها مفتاح السلام في المنطقة ، ولأهميتها وقيمتها لنا نحن المسلمين والمسيحيين ، آملا أن يعدّل موقفه وموقف الإدارة الأميركية ، لتكون المفاجأة ، وقبل صياح الديك ، عندما انتقل الرجل إلى إسرائيل وألقى خطابه في الكنيست ، بعد إخراج النواب العرب ، ذلك الخطاب الذي لا يقوى عليه عتاة الصهاينة ، والذي وصفه أحد أعضاء الكنيست بأنه خطاب ديني مسيحاني هذياني ، إذ اتخذ سمت أشدّ حاخامات اليهود عنصرية ، ومتح من التوراة وأساطيرها كلاما حول تاريخ الإنسانية وتاريخ اليهود الراسخ في فلسطين والقدس ، العاصمة الأبدية لإسرائيل ، أهم حليف للولايات المتحدة الأميركية التي لايمكن ان يُتخلى عنها في أي يوم.. وما قاله أيضا: في تاريخ الشعب اليهودي نرى دائما قصة أميركا ، قصة الخروج من مصر ، الخروج من العبودية إلى الحرية ، قصة تظهر الوعد والأمل للشعب اليهودي بالعودة إلى أرضه حتى في الأيام الأشدّ صعوبة ، مطالبا الفلسطينيين أن ينبذوا العنف ويشاركوا في المفاوضات !!
 
 
وكأنهم لم يشاركوا بلا فائدة منذ أكثر من ربع قرن ! قال ذلك متناسيا العهود التي أبداها للملك حول احترام وصاية الأردن على المقدّسات ، متجاهلا أهمية القدس للعرب والمسلمين ، وأعتقد لو أن أكبر عتاة الصهيونية أراد أن يتحدث عن تاريخ الشعب اليهودي لما جرؤ أن يقول ما قاله بنس.
 
بعد ذلك زار بنس حائط البراق ، أو ما يسميه اليهود حائط المبكى ، وعلى رأسه القلنسوة اليهودية ، وتلا صلواته وهو يمسح رأسه بالحائط كما يفعل أحبار اليهود ، فهل ننتظر بعد ذلك من هؤلاء خيرا لنا أو للفلسطينيين ؟ وهل يمكن لهؤلاء أن يخرجوا من جلودهم ، أو ينقلبوا على مبادئهم وثوابتهم من أجل عيوننا؟ ساذج كل من يظن أن أميركا يمكن أن تكون وسيطا نزيها أو صديقة للعرب حتى لو دفعنا لها المليارات.
qatamisamir@hotmail.com