Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Apr-2019

داعش والعالم سريلانكا «ليلة دامية»!!*فارس الحباشنة

 الدستور-داعش أعلنت أمس عن تبنيها للتفجيرات الارهابية في سريلانكا والتي راح ضحيتها أزيد من 300 قتيل. فكيف إذن خرجت داعش من جيوبها في سورية والعراق الى العالم ؟ ويبدو أن العالم استقبلها، وما يقود الى سؤال أوسع عن النسخة الجديدة من داعش في العالم وتحديدا تمركزها في الشرق الادنى.

 تفجيرات سريلانكا بداية لموديلات جديدة للارهاب الداعشي. في العراق وسورية وبلاد الشام بقايا داعش ما زالت تصارع الوجود، وحتميا الحرب يمكن القول أنها قد انتهت في سورية . والنموذج الداعشي المنقول لسريلانكا يبدو أشد وحشية وفتكا وهتكا بالبلاد والعباد.
داعش من العراق وسورية الى ارجاء العالم موديل من وحشية لم تر البشرية مثيلا لها من الحرب العالمية الثانية. تفجير لبربرية غير مسبوقة في التاريخ البشري، ولم تفعل من قبل. 
الارهاب المعولم، تنظيم كداعش يختلف عن سابقيه : القاعدة والجهاد الافغاني. هوية إرهابية عابرة للاوطان، الداعشي من بلد وجنسيته في بلد وحياته وحربه من أجل بلد ثالث. ما يعنى أنه فوق وطني وقومي، في خياله ذابت الاوطان وتلاشت، وحيث إن قوانين الدولة الوطنية وعواطفها لم تكمل مشاعره بالهويات العابرة والمعولمة. 
وفي المقابل ، وبلا شك أن هناك خيطا افتراضيا واصلا بين تفجيرات سريلانكا وفوز الكوميدي الاوكراني في الرئاسة. فقد انتخب الاوكرانيون رئيسا كوميديا، ولربما ليست المرة الاولى في العالم التي يصل الى سدة الرئاسة ممثل أو كوميدي، فريغن كان ممثلا قبل أن يصبح رئيسا لامريكا، وترامب يقال أنه جرب التمثيل وقد فشل، وكان ممثلا فاشلا، ولذا قد انتقل الى الاعلام وبرامج التوك شو.
الرئيس الاوكراني الجديد فولوديمير قال في حملته الانتخابية أنه لا يفهم في السياسة. وقد قال هذا الشعار في حملاته الانتخابية ليكون شعارا وقف وراء فوزه الساحق على منافسه الخارج من الاطر المؤسساتية التقليدية للعمل السياسي. شعار حمله الرئيس الاوكراني ليقود قطيعة مع السياسة التقليدية وقادتها التقليديين، وليغير في الوجوه والروح. 
 بلا شك أن الرئيس الامريكي ترامب كسر كل الاطر والقواعد التقليدية، وخرج باستعراضات سياسية ما زالت تثير دهشة العالم. رئيس قادم من خارج الصندوق التقليدي، كسر اللغة السياسة، وقلب الطاولة على الجميع، واستبدل الادوات التقليدية بالتواصل الاعلامي، وتخندق في عالم السوشيال ميديا « تويتر « ليكون منبرا موازيا ومناسبا لشبكة سي ان ان الاخبارية العملاقة.
 وفي فرنسا فان ماكرون الشاب الوسيم، قادم ايضا من خارج الصندوق. لربما هي صور لشخصيات تؤكد أن الرأي العام في ارجاء العالم ينقلب على التقاليد، ويكسرها، ويريد الانتهاء منها، فما اشبه أوكرانيا برئيسها الكوميدي بامريكا ترامب، وفرنسا بماكرون. 
تجديد الوجوه والاستبدالات لربما لم تصب جوهر السياسات. فحتى في المجتمعات المتقدمة التي انتفضت شعوبها على القادة التقليديين من خلال صناديق الاقتراع فانها تحدث تغييرا في السياسات العامة، وليتضح أنها جزء لا يتجزأ من مصالح القوى التقليدية، والقطيعة مع النظام التقليدي هي شكلية، وليست جوهرية. 
في العالم العربي، فان الاخوان المسلمين عندما وصلوا الى السلطة كسروا الممكن والمستحيل، ولكنهم تورطوا في تطبيق وصفات قديمة. وفي العالم تجري محاولات لنزع الاقنعة التقليدية والبحث عن وجوه جديدة أكثر شبابا وظرافة واناقة. الازمة لا تنفك والعالم يعيش على مخاطر اقتصادية واجتماعية وسياسية لا تتناسب مع معدل التطور التكنولوجي الباهر، والفائض عن تراكم لرأسمال والثروات في جيوب «قلة قليلة»، وانزياح زاحف لمساحات من جغرافيا الفقر المطقع. 
ولكن الازمة في عنوانها الرئيسي، ومهما جرى من تبديل للوجوه فانها في صلبها تقوم على صلة وثيقة افتراضية ما بين ليلة الرعب والموت في سريلانكا وانتخاب الرئيس الكوميدي في اوكرانيا. والعالم يقف مصدوما أمام حائط لا يمكن تقديم وصفات لحل جذري لازمات الارهاب والايقاع الوحشي المتجول في العالم.