Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jan-2019

الشعراء يتأملون غربة الروح وينشدون للحياة وجماليات المكان
الدستور  – عمر أبو الهيجاء -
 
تواصلت فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي الدورة الـ 17، صباح أمس الأول في الجامعة القاسمية بأصبوحة شعرية للشعراء العرب الضيوف الاعلاميين وهم: عبد الرزاق الربيعي من «عُمان»، ومنى حسن من «السودان»، و لانا سويدات من «الأردن»، وأحمد الحريشي من «المغرب»، وحنين عمر من «الجزائر»، صباح الدبي من «المغرب»، وأدار مفردات الأصبوحة د. أكرم قنبس، بحضور الشاعر محمد البريكي رئيس بيت الشعر بالشارقة مدير المهرجان وبحضور نائب مدير الجامعة وحشد كبير من الطلبة والكادر التعليمي في الجامعة.
 
القراءة الأولى استهلها الشاعر عبد الرزاق الربيعي قرأ مجموعة من القصائد التي تنتمي الى قصائد التفعيلة. قصائد اشتبك في مع الهم الإنساني وغربة الروح وشتاتها بلغة لا تخلو من ارهاصات الحياة، مستذكرة بواحدة من قصائد مدينة «جازان» في السعودية، عبر قصيدة بعنوان «طريق جازان»، نقتطف منها: (بعض من الضوء/ من شمس جازان يكفي/ ليزهر حقل الرياح/ وينبت ورد الحياة بكفي/و»جازان» مشتى الطيور البعيدة/ مسرى رياح القصيدة/ مسرى احتضارات صيفي/ وجازان قلب/ يرفرف في صالة الريح/ ظل العصافير صلاة على غصن «مانجو»/ وبعض من الشمس/ في الكأس بلل قلبي/فكيف الطريق إليها).
 
الشاعرة منى حسن من «السودان» قرأت مجموعة من قصائدها التي تنمي للشكل العمودي والتي تعاين وجع الروح فترسم لنا الأحلام من خلال رؤاها المسغولة بماء الأحزان. من قصيدتها المعنونة «يتشابهان» تقول: «مثلي توضأت بالأحزان وانحدرت/ دمعات روحك في ليل البكا وجعا/ مثلي توشحت هم الكون لا أمل/ يغشى الدروب ولا خطو بنا رجعا/ مثلي انطفأت كمصباح تجاذبه/ ريح الشقاء وغيم نازف ولعا/ ملح الحكابات في كفيك ما اغتسلت
 
منه السنون وبحر اشوق ما هجعا/ ومثل قلبك قلبي واله نزف/لا شيء يعنيه إلا أن تصير معا».
 
ومن الأردن قرأت الشاعرة لانا سويدات مجموعة من القصائد الكلاسيكية من مثل «خير الشموس..»، أهدتها الشارقة منارة الثقافة والإبداع، و»أطلق عنان الشوق»، وقصيدة «تساؤل»، استطاعت الشاعرة من خلال أن تعبر عن مكنونات النفس الشاعرة وحالات العشق وكما تغنت بإمارة الشارقة. 
 
من قصيدتها «خير الشموس» تقول فيها: «للشعر من منح الشموس مشارقةْ/ وإلى العظيمات استقل زوارقه/ سلطانه حكم القلوب فلم أجد/ لغة تصور للأنام خلائقه/ للشعر سلطان الكلام وسيد/ الفصاحة يفتح للزمان مغالقه/ وزرعت في دنيا الجمال حدائقه/ القاسمي يقسم الحب الكبير/ قصائدا ايقاعهن الشارقة/ أم المدائن كلما عانقتها/ أشرقت واستل الفؤاد بوارقه».
 
من جهته قرأ الشاعر المغربي أحمد الحريشي مجموعة من القصائد التي امتزج نفسه الصوفي وكما خاطب بلغته العالية وأسلوبه المدهش في التقاط الأشياء فكانت للناس غربتهم وكان له غربته وما في احدى قصائده يستحضر «ابن بطوطة» مرة أخرى، ذلك الرحالة الذي أراد له أن يكون مثلا للعابرين ولايحفل بمن غرقا. شاعر يذوب وجدا وعشقا.
 
مما قرأ: «أنا لا تسألي عني/ فما لك عندي الرد/ أنا المبثوث في الأشياء/ لا قرب ولا بعد/ على أشعاري الحيرى/ يذوب الشكل والقصد/ فلا قيد ولا نقد/ففي أسراري معرفتي/ تساوى الشيء والضد». 
 
الشاعرة الجزائرية د. حنين عمر وجت بالبداية تحية شعرية للشارقة ثم واصلت ضمن رؤيتها وسمو روحها معاينة البحر من سردها الشعري الآخاذ عن الذين غرقوا في في البحار بحثا ملجأ لهم في الحياة، فكانت مطلة على «حارسة الموتى» الموتى الذين ليس لهم وطن واضح، فتسافر عبر حروفها المضيئة بها مع قطار المصابين بالقلق الحياتي والوجودي.
 
 
 
أما الشاعرة المغربية صباح الدبي عبر قصائدها المشغولة بفنية عالية أخذتنا إلى فضاءاتها حيث الزاد والسفر واقفة على أدق التفاصيل، فسافرت بنا لتأخذ من الطين الأسرار ثم ألقت بها في السديم البعيد، وقالت: «خذ من الريح أجنحة للسفر» شاعرة متمكنة أدواتها الفنية. ومما قرأت (ولي منك ما أوقدته البروق التي في سماء البحار/ ولي منك رعد يزلزل وجه الغبار).