Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Mar-2018

أبو النوف و«6 «ساعات مع حسن نصر االله!! - صالح القلاب

الراي -  قبل فترة جرى لقاء، في ضاحية بيروت الجنوبية بين زعيم حزب االله اللبناني، المقاتل في فيلق الولي الفقيه، حسن نصراالله وبين الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمه قال البيان «الرسمي» أنها إستمرت ست ساعات!! وحقيقة أن المعروف عن «الرفيق» أبو خالد أنه عندما يلتقط طرف «المداخلة» في ساعات المساء لا ينتهي إلا بعد صياح الديكة صباحاً فهو صاحبمخزون هائل من  المعلومات وهو يمتلك تجربة سياسية طويلة عندما كان أحد القادة الأساسيين والرئيسيين في حركة القوميين العرب كالدكتور جورج حبش وكـ»محسن إبراهيم» ثم وعندما أصبح أحد كبار قادة الثورة الفلسطينية ثم عندما إنشق عن الجبهة الشعبية وأصبح أميناً عاماً للجبهة الديموقراطية.

ربما أنه أمر عادي أن يتحدث «أبو النوف» ليس لست ساعات وإنما لعشرين ساعة متواصلة كما كان يحدث خلال المرحلة البيروتية وخلال إنعقاد المجالس الوطنية وأشهرها مؤتمر الجزائر الشهير في عام 1988 صاحب الإعتراف بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 وقيام الدولة الفلسطينية المنشودة على هذا الأساس أما أن يكون الإجتماع المعني بينه وبين حسن نصراالله وفي ضاحية بيروت الجنوبية.. وفي هذه الظروف وهذه الأوضاع فإن في هذا «ألْفُ إنَّ..وإنَّ».
والإلتباس الذي يدعو للتساؤل و»الإستعجاب» هنا هو: ما الذي دار يا ترى بين رفيقنا «أبو النوف»، الذي له كل التقدير والإحترام، وبين المقاتل في فيلق الولي الفقيه حسن نصراالله الذي لا يجمعه أيُّ هم مشترك بهذا القائد الفلسطيني الذي تخوله تجربته الطويلة.. الغنية أن يواصل الكلام لأسبوع كامل ولكن مع من يشاركه الهموم الفلسطينية الكثيرة وليس مع من لا همْ له إلا هم تحقيق هدف الهلال المذهبي الإيراني وهم إقناع العرب والعجم بكذبة: «الممانعة والمقاومة» التي لا شك أن الأمين العام للجبهة الديموقراطية قد عرفها وخبرها جيدا عندما كان محاصراً مع كل رفاقه وعلى رأسهم (أبوعمار) عام 1982 ولنحو ثلاثة شهور متواصلة.
نحن نعرف أنَّ أوضاع الفلسطينيين في لبنان تفرض على القيادات الفلسطينية أن تحرص على رؤية حسن نصراالله عندما تمر ببيروت لأسباب تنظيمية أو لأغراض سياسية مع غيره.. لكن ست ساعات من الكلام المتواصل بين إثنين فقط وفي ضاحية بيروت الجنوبية يعني إما أن أحد هذين الأثنين ليس لديه إلا هموم يبثها للآخر أو أن هناك أمراً «خفياًّ» تم إشباعه بحثا وهذا مستبعد جداًّ عندما نعرف أن لكل واحد من هذين الإثنين له همومه المختلفة عن هموم الآخر.
ثم إن «الرفيق» نايف حواتمه ليس له علاقة لا من قريب بالممانعة والمقاومة إذْ أنه هو أول من «نظَّر» وبطريقته الإقناعية المعروفة للحلول السلمية.. ولعل غيري لا زالوا أيضاً يذكرون ليلة «مُدَّرج» جامعة بيروت العربية التي إستمرت منذ بدايات إختفاء شمس ذلك اليوم في مياه البحر الأبيض المتوسط ولم تنته إلا مع إطلالة شمس اليوم الذي تلاه من فوق جبال وتلال لبنان الشرقية.
وعليه فإنني أعتقد جازماً أن الرفيق (أبو النوف) لا علاقة له بتيار «الممانعة والمقاومة» هذا فمكانه النضالي ومكان الجبهة الديموقراطية في فلسطين حيث ترابط قيادة «فتح» كلها وحيث يتخندق (أبومازن) بين أهله وشعبه وحيث من المفترض أنَّ «تغريبة بني هلال» قد إنتهت وأن رحلة المنافي لم تعد لها أي ضرورة وبخاصة أن الولي الفقيه بات يفرد عباءته على المواقع الرئيسية لهذه المنافي!!.