Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2018

جهاز الأمن لا يتأثر: أبو مازن يواصل معارضة الإرهاب - بن كسبيت

 

معاريف
 
الغد- في عاصفة خطاب أبو مازن نسيت الأمور المهمة حقا. فرغم سباق التنديد الذي تعرض له الزعيم الفلسطيني تقريبا من كل كبار رجالات الخريطة السياسية في إسرائيل، من اليمين ومن اليسار، لم يسجل في جهاز الأمن أي تأثر.
فكبار رجالات الجهاز لا يتحدثون، لا للاقتباس ولا لغير الاقتباس. ولكن رأيهم، كما يتبين، يختلف جوهريا عن رأي الجموع السياسية التي تنافست أمس من سيخبط الرئيس بقوة أكبر، في اعقاب خطابه أمام المجلس المركزي لـ م.ت.ف.
الاسباب: في الجيش الإسرائيلي وجهاز الاستخبارات لا يتأثرون بـ "يخرب بيتك" ولا يهتمون على نحو خاص في تفسيرات ابو مازن التاريخية الملتوية بالنسبة للصهيونية والاستعمار. في الجيش الإسرائيلي لا يقيسون الا شيئا واحدا فقط: ماذا يحصل على الارض بشكل عام، وموضوع الإرهاب بشكل خاص.
على مدى كل خطابه أول من أمس كرر أبو مازن موقفه العتيق ومعارضته للإرهاب في أي سبيل كان. وإضافة إلى ذلك: بينما تتعاظم مسيرة التنديدات والشتائم ضده في إسرائيل، فإن التعاون الأمني بين اجهزة الأمن في السلطة وبين جهاز الأمن الإسرائيلي يجري كالمعتاد.
هذه هي الأمور المهمة حقا وفي هذا المجال أبو مازن لم يغير شيئا في موقفه الذي تمسك به منذ العهد الذي كان ما يزال فيه ياسر عرفات على قيد الحياة: طريق الإرهاب مرفوض، الكفاح المسلح يضر مصلحة الشعب الفلسطيني أكثر مما ينفعه، لا يجب استخدام سلاح الإرهاب باي شكل كان. في هذا السياق، حين نرى "اليوم التالي" لأبو مازن يكاد لا يكون شك باننا سنشتاق اليه.
في التقدير الاستخباري للجيش الإسرائيلي، مثلما عرض على اصحاب القرار مؤخرا، وصف أبو مازن كمن هو "في المصاف الاخير من المدرج". فهو سيكون قريبا ابن 83، مدخن مواظب، صحته ليس متينة، وأضح أن هذا هو السطر الاخير.
بالمناسبة، في هذا السياق، وفي التحليلات الاولية، يخيل أن الوضع الجسدي لأبو مازن، كمن عكس في خطابه الطويل على نحو خاص اول امس، هو جيد. على مدى الخطاب كله ابدى حيوية، تركيز ونشاط وبدد بذلك المخاوف الفورية على صحته.
الموضوع الهام حقا: صحيح حتى هذه اللحظة لا يوجد للزعيم الفلسطيني، وفقا للتقدير الاستخباري الإسرائيلي، أي نية لتغيير إرثه وهجر طريق الكفاح السياسي في صالح طريق الارهاب. ينبغي الامل في الا يتغير هذا التقدير. وحسب مصادر الأمن الإسرائيلية، فإن الأمر الوحيد الذي يمنع عشرات آلاف حملة السلاح من فتح – التنظيم من استخدام سلاحهم ضد الإسرائيليين هي التوجيهات الواضحة من المقاطعة.
ولما كان يشم النهاية، كما يقدرون في الجيش الإسرائيلي، يبدي أبو مازن حيوية ونشاط متجددين، لا يتراجع في المفاوضات على المصالحة مع حماس، ويظهر الآن فظاظة واستقلالية حيال ادارة ترامب، التي تعتبر معادية للقضية الفلسطينية.
السؤال الاهم هو هل قبيل نزوله عن الساحة "سيغمز" للتنظيم ويلمح له، مثلما فعل عرفات في حينه، بانه يمكن العودة إلى المقاومة المسلحة. صحيح حتى الان، التقدير هو أن الزعيم الفلسطيني لن يرغب في تخريب إرث حياة سياسية كاملة بالذات في السطر الاخير.
رغم "أثر المصاف الاخير"، يحاول أبو مازن التأثير على إرثه نفسه بوسائل مختلفة ومتنوعة، بعضها وجد تعبيره في خطابه أول أمس، ولكن ليس عبر العودة إلى الإرهاب. هذا هو السطر الاخير الآن حقا في نظر المسؤولين عن الأمن، صحيح حتى الآن.
خطابه أول من أمس يعتبر في إسرائيل كتنفيس عن احباط متراكم في اعقاب الطريق المسدود في المسيرة السلمية والفهم بان الرئيس ترامب هو بالفعل عاطف ثابت على إسرائيل، ولكن التنفيس عن الاحباط كان منضبطا.
ابو مازن لم يحطم الاواني، قواعد اللعب حفظت وفي نهاية المطاف لم يحصل أي شيء حقيقي. وذلك اذا تجاهلنا مسألة هل ابو مازن شريك سياسي للمفاوضات، فالاحتمالات في أن تتحقق مثل هذه المفاوضات قريبا هزيلة.