Saturday 2nd of December 2023 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Nov-2023

فلنفكر في نهاية الحرب منذ الآن

 الغد-يديعوت أحرونوت

بقلم: عاموس جلعاد
 
الجيش الإسرائيلي مبهر جدا في أدائه حتى الآن – وبالذات لهذا السبب تبرز الحاجة للشروع في بلورة إستراتيجية خروج من الحرب.
 
الهدف الواضح الذي وضعه الكابينت هو تفكيك حماس. هذا بالفعل هدف جدير، صائب وضروري – لكن الهدف الأعلى هو إعادة المخطوفين والمخطوفات كلهم، ولا يوجد ما هو أجدر منه. الى جانب ذلك اقتراح رئيس الوزراء مؤخرا ان يكون الجيش الإسرائيلي بعد الحرب حاضرا في غزة بقدر ما يلزم، وقضى بالقطع بانه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بالعودة الى هناك. ويفهم من هذا ان العناية بالسكان الفلسطينيين في غزة، الذين يصل عددهم الى نحو 2.3 مليون نسمة، ستسلم لجهات أخرى ليست معروفة هويتها بعد. قوة دولية؟ قوة عربية؟ قوة ناتو؟ كل هذه الخيارات لم تعد بعد واحتمال تحققها متدنٍ. وهكذا، من شأن إسرائيل أن تجد نفسها في حضور عسكري طويل المدى في غزة، مثابة قوة احتلال مؤقت، حين يصبح المؤقت دائما وإسرائيل تصبح عنوان المسؤولية من جانب الولايات المتحدة والعالم الحر عن كل أزمة مدنية واسعة النطاق من شأنها أن تصل إلى مصيبة إنسانية. إسرائيل لا يمكنها – حتى لو كان هناك من يفكرون بشكل مختلف– أن تتنكر للمسؤولية عن وجود حكم مدني وعسكري، ومن شأن النتيجة أن تكون عبئا إستراتيجيا يعقد علاقاتنا مع الولايات المتحدة، العالم الحر والدول العربية. إلى جانب ذلك من شأنه أن يمنح أعداءنا – وعلى رأسهم إيران سلاحا دعائيا شديد القوة ضدنا، في شكل صور قاسية تنشر لوسائل الاعلام في العالم.
 
 
في نظرة واعية، فان المخطط الذي يمكنه أن يخرجنا الى الطريق القويم في نهاية عملية تدمير حماس هو إقامة إطار دولي بقيادة الولايات المتحدة. بايدن – وهذا ليس سريا – يسعى لتثبيت مكانة بلاده في الشرق الأوسط كجزء من صراع عالمي، ولتعزيز محور السلام. لهذا يوجد مساران – عسكري ومدني – ومعا يدور الحديث عن محور إستراتيجي مع مداميك قوية يكون متشكلا من مصر، السعودية، الإمارات ودول أخرى. بخلاف ما يفهم من أقوال رئيس الوزراء، يجدر بإسرائيل أن تبلور إستراتيجية خروج من الحرب في غزة بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة بايدن – الجديرة بأن نساعدها ونتعاون معها، وليس فقط كانتماء على وقفتها الصلبة إلى جانب إسرائيل في ساعتها الأصعب. من أهم هذا، فإن المحور الإستراتيجي بقيادة الولايات المتحدة حيوي لأمن اقتصاد ووجود دولة إسرائيل. بغياب إستراتيجية خروج – فإن الأفق الذي يطل في هذه اللحظة متكدر للغاية.
عمليا، ما هو المطلوب عمله؟ أولا، على إسرائيل أن تتعاون في الجهود لإعادة السلطة الفلسطينية للحكم في قطاع غزة كمنطقة مجردة من السلاح. فالسلطة ملزمة بان تأخذ المسؤولية المدنية في كل المجالات – التعليم، الصحة، شبكات المياه والكهرباء، تجنيد المقدرات والتحكم البلدي الشامل. إن عودة السلطة إلى غزة يجب أن تسند بتأييد مكثف من العالم العربي، بخاصة لغرض إعمار شامل للقطاع الذي أبقي في فقر مدقع. محظور أن يضطر الجيش الإسرائيلي على أن يخصص مقدرات لذلك – فجل مقدراته مطلوبة كي يتصدى لجملة التهديدات المرتقبة. من المهم الإيضاح: الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يبقي على قبضة أمنية دون مسؤولية مدنية.
لا جدال في أن إسرائيل ملزمة بملاحقة زعماء حماس حتى الإبادة، حسب نموذج تصفية زعماء فتح في أعقاب مذبحة ميونخ في 1972، لكن التحدي المركزي الذي نقف أمامه هو التصدي لمحور الشر برئاسة إيران. إسرائيل بحاجة إلى تعاون دولي بقيادة الولايات المتحدة لأجل إضعاف المحور الإيراني المدعوم أكثر فأكثر من قوى عظمى كروسيا والصين. إن أحداث الجبهة الشمالية تجسد هذا جيدا: ثمة من يدعون بأن من المهم لإسرائيل أن تبادر إلى هجوم وقائي ضد حزب الله، لكن يبدو أن التدرجية هي المرغوب فيها – أولا إيقاع الهزيمة بحماس، وبعد ذلك الاستعداد لتغيير الواقع في لبنان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة. نحن نوجد في حرب مركبة ومعقدة حيال حماس. نجاحها العسكري يوجد في ايدي الجيش الإسرائيلي، لكن إنهاءها الصحيح يوجد في أيدي الحكومة – على أمل أن تتخذ القرارات الإستراتيجية الصحيحة. 
*رئيس معهد السياسية والإستراتيجية في جامعة رايخمن