Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Dec-2018

الحفاظ على الذاكرة الذهنية - د.محمد حمدان

الراي - من حُسْن الطالع للإنسان الذي يعيش في عصرنا الحالي، أنه قد واكب التطور المتسارع في المعرفة الانسانية، هذا التطور الذي يعرف «بالتفجر المعرفي»، بالاضافة الى التطور الهائل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع ما صاحبه من تقدم في إنتاج الأدوات والأجهزة والتجهيزات الإلكترونية الحديثة. ولا شك أن كل واحد منا يتابع بإعجاب التسارع غير المسبوق في تقدم سوية هذه التجهيزات وقدرتها التشغيلية، سواء من حيث كفاءة البحث عن المعلومات في شتى المجالات المعرفية، أو زيادة السعة التخزينية للمعلومات، أو سرعة استرجاع هذه المعلومات، أو تناقص حجم هذه الاجهزة وصولاً الى اللوح الإلكتروني والهاتف الخلوي، الذي اتسّع دوره ليصبح الحاسوب الشخصي المحمول الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

هذا، ولقد جاءت النتيجة الحتمية للتطور الإلكتروني الموصوف في أعلاه، أن أصبح المواطن يعتمد بصورة رئيسة، في حفظ البيانات والمعلومات المتعلقة بأحواله واعماله ونشاطاته المعيشية بواسطة الذاكرة الإلكترونية لحاسوبه الشخصي أو هاتفه الخلوي. وللقارئ أن يتصور الضرر الناتج عن فقدان الهاتف الخلوي ضياعاً أو سرقة.
وقد يبلغ هذا الاعتماد حداً أعلى عندما يُسأل المواطن عن رقم هاتف منزله أو رقم هاتفه الخلوي فلا يستطيع الإجابة الا بعد استرجاع هذه البيانات من خلال هاتفه الخلوي. وغني عن القول، فإن مثل هذا الحال يؤدي بالضرورة الى إضعاف الذاكرة الذهنية لدى المواطن، هذه الذاكرة التي كانت زاخرة بالمعلومات الرئيسة التي تتكرر الحاجة الى استرجاعها في ظروف غالباً ما تكون اضطرارية. ومن أمثلة هذه المعلومات أرقام هواتف أفراد الأسرة الأقربين، وتاريخ ميلاد كل منهم، وتاريخ الزواج، وعنوان منزل الأسرة بإسم الشارع والرقم، وبخاصة لأطفال الأسرة، وغيرها من البيانات الخاصة ببيئة العمل والنشاط الإجتماعي.
وخلاصة القول، فإنه مع اعترافنا وتقديرنا للآثار الإيجابية والفوائد المعرفية التي يجنيها المواطن بإستخدام الذاكرة الالكترونية، إلا أنه يجدر، لا وبل من الواجب في الوقت نفسه، أن يحرص المواطن على تخزين المعلومات في الذاكرة الذهنية له ولأفراد أسرته الأقربين، وذلك اولاً، من باب المحافظة على صحة وسلامة هذه الذاكرة، وثانياً، من باب الحاجة الماسة لها في الظروف الاضطرارية.