Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2018

أحلام والنخبة السياسية - عبدالهادي راجي المجالي

الراي - كنت أشاهد بعض ال1حلقات من برنامج (أرب ايدول)، وكان يلفت انتباهي دور المطربة أحلام وتعليقاتها، ومشاحناتها.. وصدامها مع أعضاء لجنة التحكيم ومن ثم إشعالها منصات التواصل الإجتماعي، بعد تعليقاتها والتي تسمي نفسها فيها بالملكة، وتتهم من ينتقدونها بأن الغيرة تذبحهم.

في الحقيقة أحلام هي تعبير عن فائض الثروة، حتى في الفن لغة المال لها حضورها، وهي تعبير عن إنتاج القلق.. فالمحطة تعتبر أن المشاهدات التي تحققها أحلام عبر الآراء المثيرة للجدل، في وسائل التواصل الإجتماعي تمثل ترويجاً مهماً للبرنامج... ناهيك عن أن الأزياء التي ترتديها والمجوهرات تمثل استفزازاً للمحرومين وبعض الناقمين على المال، وهذا يزجهم في مشاحنات وسائل التواصل الإجتماعي وبالتالي يحقق ترويجاً للبرنامج.
النخب السياسية في الأردن حينما تتحدث عن الشأن العام، يأخذ حديثها صدى مهماً في الشارع، لكنه في النهاية يشبه دور أحلام في (أرب ايدول) فهم حققوا عبر خدمتهم في سلك الدولة فائضاً مريحاً من الثروة، وهذا لم يكن نتاج إرث عائلي بل نتاج الوظيفة العامة... وأحلام أيضاً لديها فائض من الثروة، وهو ليس نتاج إرث عائلي بل نتاج سذاجة فنية... وهم أيضاً ينتجون قلقاً في الشارع بمثل ما تنتج أحلام على منصات التواصل الإجتماعي.
أيضاً أحلام... تشعل مواقع التواصل الإجتماعي، حين تهاجم راغب علامة علماً بأن راغب وأحلام يتلقون مالهم من إدارة البرنامج، ووظيفتهم واحدة وفي النهاية هم يمارسون.. نمطاً استهلاكياً من البرامج هدفه التسلية... وهكذا هي النخبة السياسية، في الأردن.. تهاجم الحكومات دوماً علماً بأن دورها حين كانت في السلطة لا يختلف عن دور أي حكومة، ناهيك عن أن كتب التكليف واحدة، والبرامج واحدة... والفشل واحد.. دلوني فقط على مسؤول سابق لم ينتج تردياً في الوضع العام...
أحلام وظيفتها الغناء وراغب وظيفته الغناء.. والخلاف دائماً يكون على الإيقاع، وهكذا هي النخب السياسية في الأردن.. الخلاف دوماً على من يطبل لهم، ومن يطلق لحناً نشازاً في وجوههم.
لكن أحلام بالرغم من كل ذلك، تركب طائرة خاصة.. والنخب السياسية في الأردن أيضاً حين يحلقون في الأجواء، يركبون أغلى درجة وأهم درجة في الطائرة.
ونحن في النهاية الجمهور، وعلينا أن نصفق... حين يكون الإيقاع سريعاً ونبكي حين يكون اللحن مأساوياً... وأحياناً نقوم بهز الخصر إذا تطلب اللحن نوعاً من السلطنة..
كلهم أحلام.. لكن ثمة اختلافاً واحداً، وهو أن أغاني أحلام فيها بعض الفرح بالمقابل نخبنا السياسية كل نوتة تعزفها توحي، بقرب الكارثة... كأنهم يغنون موالاً واحداً لم يتغير...
شكراً أحلام.. فقد قمت بتعرية واقع مؤلم لدينا.
Hadi.ejjbed@hotmail.com