اليد التي صورت صدام حسين أثناء اغتياله , تتبع للحرس الثوري الإيراني ..وأظن أن الفيديو تم تقييمه من قبلهم قبل بثه ..واليد التي صورت علي عبداالله صالح , تتبع أيضا الحرس الثوري ..وهم أول من حصلوا على الشريط ثم أمروا ببثه ..

في النهاية علينا أن نعترف أن إيران هي من قامت بتصفية زعيمين عربيين ...علينا أن نعترف , أن تلك الرسائل المصورة هدفها ليس التأكيد على مقتل هذا الزعيم أو ذاك , إنما هي رسالة لإذلال الضمير العربي , ولقتل الإرادة في أنفسنا ..

وثمة جمهور عريض استسلم للواقع , وأقر بأن إيران صاحبة سطوة في المنطقة ولها اليد الطولى , وفريق اخر ما زال يؤمن أن يوما سيأتي وتهزم فيه وتنكمش ...الفريق الأول يؤمن بأنه يجب أن نتعاطى معها ,وأن نقبل بواقع سطوتها ونفوذها ..والفريق الثاني يؤمن أن مواجهتها تحتاج لصبر ونفس طويل ..

ودعوني اذكركم بشيء مهم , في العام (87 أو 86 (قال الخميني في تصريح مشهور , حول جزيرة الفاو العراقية التي احتلتها إيران ..قال ساخرا من العراقيين :- (إذا استطاع صدام استعادة الفاو فسأذهب إلى بغداد بنفسي لتهنئته) ...وفي منتصف نيسان عام 1988 ..شن الجيش العراقي هجوما مباغتا , على الفاو ..وكانت كل النظريات العسكرية تؤكد صعوبة استعادتها , وتؤكد أن التحصينات الإيرانية فيها, قادرة على هزيمة أكبر الجيوش... والنتيجة تحرير الفاو في أقل من (12 (ساعة , ومقتل ما لايقل عن (10 (الاف إيراني ...

لم يستمع العراق وقتها للنظريات العسكرية , والتحليلات الميدانية والبعض اعتقد , أن خسارته (الفاو) صارت مسألة حتمية ..لكن في النهاية تبين أن الإيرانيين أول عدو لهم هو غرورهم وحقدهم ..والتاريخ يؤكد دوما أن الدول التي تبنى على أساس ديني ولا تراعي فروق اللغة والدين والعرق , تنهار حتى وإن مر عليها زمن مشرق .

غرور الإيرانيين سيرتد عليهم , وربما سيأتي زمن لن تكون فيه معاركهم ..حول دمشق أو في صنعاء , أو جنوب لبنان ..ربما ستنتقل المعارك إلى ( عرب ستان , وديزفول , كرمنشاه) ..

إيران استباحت (4 (عواصم عريبة - كما يقول قادة الحرس الجمهوري - وقتلت زعيمين عربيين , في النهاية العواصم والزعماء لا يعنون شيئا مقابل الشعوب , لأن من هزم ايران في أواخر الثمانينات هو الشعب العراقي ...ودم الشعوب لا يرحم , دم الشعوب وإن استفز ..وأريق , ولكنه سينتقم ...

الشعوب العربية , ما زالت حية ...وما زالت تؤمن بعروبتها ...والعروبة هزمت كسرى , وقوضت عرش روما ..وذات يوم ستنتصر إرادة الشعوب ..لا بد أن تنتصر .