Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Dec-2018

سوريا كل أزمة تلد الأخرى!! - صالح القلاب

الراي - كل ما يقال وما يشاع وما يعتمد عليه «المغرمون» بالنظام السوري غير صحيح على الإطلاق، فالأزمة السورية لم تحل من عقدها الكثيرة ولا عقدة واحدة وحتى حلفاء هذا النظام وفي مقدمتهم الروس والإيرانيون لا يريدون أيّ حلٍ فعليٍ طالما أنهم لم يحققوا كل ما يريدونه من دخولهم الإقتحامي على خط هذه الأزمة التي لولا هؤلاء لكانت قد انتهت منذ البدايات ولما كانت سوريا قد وصلت إلى ما هي عليه الآن من إنهيار يحتاج إصلاحه إلى جهود جبارة وعلى مدى سنوات مقبلة طويلة.

للروس حسابات معقدة عندما دخلوا عسكرياًّ على خط هذه الأزمة في أيلول «سبتمبر» 2015 وهم ومع أنهم قد حققوا بعض ما جاءوا من أجله إلا أن صراعهم من أجل نفوذ ومكانة الإتحاد السوفياتي عندما كان ولا يزال في ذروة قوته وتألقه لا يزال مستمراً وبحاجة إلى مزيد من الوقت والتناحر، وبخاصة وقد «فتح» لهم الأميركيون جهة أوكرانيا والقرم التي من المفترض أن تشغلهم عن التركيز على الجبهة السورية التي هي الأهم والأخطر بالنسبة للتزاحم الدولي على أهم منطقة في العالم التي هي المنطقة الشرق أوسطية.
لقد حقق فلاديمير بوتين شيئاً من الوجود الروسي في عهد الإتحاد السوفياتي في المرحلة الستالينية وبعد ذلك بأنْ أصبح لروسيا قواعد عسكرية رئيسية أهمها قاعدة «حميميم» على شواطىء البحر الأبيض المتوسط، وحيث ثبت أن هذا البحر بحيرة نفطية كبيرة لكن ورغم ذلك فإن الصراع على المنطقة «الإستراتيجية» لم يحسم بعد، والأخطر أن الأميركيين قد فتحوا ضده جبهة جديدة هي جبهة أوكرانيا التي يعتبرها حلف شمالي الأطلسي موطىء قدم متقدم جداًّ في مجال روسيا الحيوي، إنْ الآن وإن في العهد السوفياتي وأيضا وإن في المرحلة القيصرية.
إنّ هذا بالنسبة للروس وأما بالنسبة للإيرانيين، الذين كانوا قد أعلنوا عن هلالهم «الطائفي» والحقيقة أنهم قد أعطوه هذا الإسم من أجل إختراق هذه المنطقة مذهبياً في حين أن دوافعهم الحقيقية هي دوافع قومية فارسية، فإن إقترابهم من تحقيق أهدافهم لا يزال تواجهه معيقات كثيرة مما يعني أن الأزمة السورية ستبقى معلقة من رموش عينيها والدليل هو تواصل الغارات الجوية الإسرائيلية التي إن هي تدل على شيء فإنها تدل على أن إسرائيل تريد حصتها من هذه «الغنائم»، وأهمها تثبيت ضمها لهضبة الجولان السورية المحتلة.
فماذا يعني هذا؟! إنه يعني أن كل هذه الإنتصارات التي يتحدث عنها أركان النظام السوري لزوارهم ولضيوفهم، هي إنتصارات كلامية ووهمية وأن الحقيقة هي أن هذه الأزمة لا تزال وكأنها في بداياتها لا بل كأنها قد تحولت إلى سلسلة من الأزمات وبحيث أن كل أزمة بدأت تلد واحدة أخرى، وأن هذا النظام لا يزال هو أضعف رقم في هذه المعادلة المعقدة التي من بين أرقامها الرئيسية، بالإضافة إلى الرقم الروسي والرقم الإيراني، الرقم الأميركي والرقم الإسرائيلي وأيضا الرقم التركي على ضعفه ومع التأكيد على أنّ الرقم العربي، إن كلياًّ وإن مجزءاً، غائب غياباً كاملاً ولا وجود له على الإطلاق.