Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Dec-2017

الأردن .. والتقديرات الخاطئة!! - صالح القلاب

الراي -  إذا كانت السلطة الوطنية تفكر جدياًّ بأن تصبح الضفة الغربية ومن ضمنها القدس الشرقية وكل الأراضي الفلسطينية التي أُحتلت في عام 1967» دولة تحت الإحتلال» وفقاً لإعتراف سابق من قبل الأمم المتحدة فإن عليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب وفي مقدمة هذه الدول بالطبع الدول الدائمة العضوية في مجلس عليها أن تضمن سلفاً ومسبقاً تأييد وموافقة الدول الـ«128 «التي رفضت تلك الخطوة «القبيحة» التي أقدم الأمن الدولي أي بريطانيا وفرنسا والصين وروسيا الإتحادية.. إن هذه مسألة ضرورية وهامة وبدونها ستواجهالأشقاء الفلسطينيين إرباكات وصعوبات كثيرة.

والمفترض أن العرب كلهم يؤيدون هذه الخطوة التي إن هي تمت بنجاح فإنها ستضع أميركا وإسرائيل والعالم كله أمام الأمر الواقع
وهنا فإنه من الضروري أن يكون موقف المملكة الأردنية الهاشمية واضحاً وضوحاً كاملاً وذلك تفادياًّ لبعض «التأويلات» غير الصحيحة التي
إستندت إلى تصريحات فيها بعض الضبابية وبخاصة ما نسب إلى بعض الذين لا يمثلون إلا أنفسهم بأنه لا ضرورة لمفردة «الوحيد» في
ذلك القرار الذي كانت إتخذته قمة الرباط العربية في عام 1974 والذي جاء فيه نصاً: «إنَّ منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي
والوحيد للشعب الفلسطيني».
والمعروف أن الموقف الأردني واضح بالنسبة لهذه المسألة ، التي لا تجوز إثارتها الآن ومن قبل أي كان تحاشياً لأي تأويلات خاطئة، وأن
هناك إعترافاً أردنياًّ جرى التأكيد عليه مراراٌ بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي و»الوحيد» للشعب الفلسطيني كما أن المعروف
أيضاً هناك فكاً لـ»الإرتباط» بين الأردن والضفة الغربية كان إتخذه راحلنا الكبير الملك حسين أمطر االله تربته الطاهرة بشآبيب رحمته في
عام 1988 وحيث أصبح هذا الأمر محسوماً بالنسبة للقيادة الأردنية وعلى رأسها جلالة الملك عبداالله بن الحسين أطال االله عمره
وبالنسبة للشعب الأردني كله.
يجب الإبتعاد في هذه المرحلة الحاسمة عن مواقف المساحات الرمادية وإن على من تراوده بعض التصورات القديمة التي أصبحت جزءاً
من الماضي أن يحتفظ بتقديراته لنفسه فهناك الآن إعتراف دولي بأن الضفة الغربية ومن ضمنها القدس الشرقية دولة تحت الإحتلال
وأن فلسطين أصبحت عضواً كامل العضوية في العديد من المؤسسات والهيئات الدولية وهذا بالإضافة إلى أن إصطفاف «128 «دولة من
ضمنها أربع دول أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي هو إصطفاف إلى جانب الحق الفلسطيني وإلى جانب السلطة الوطنية
الفلسطينية وأيضاً إلى جانب «الممثل الشرعي والوحيد» لهذا الشعب الشقيق العظيم.. شعب الشهداء الذي من حقه أن يقرر مصيره
بنفسه وأن يقيم دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وهكذا فإنه يجب «إتقاء الشبهات» وبخاصة وأن حكاية «الحل الإقليمي» لم تعد مقبولة وإن «ما فات مات» بعد فك الإرتباط بين «الضفتين»
في عام 1988 وقبل ذلك بعد إعتراف قمة الرباط العربية في عام 1974 بمنظمة التحرير ممثلاً شرعياً و»وحيداً» لهذا الشعب العظيم
وبالتالي فإن المفترض أن هذا الواقع الجديد قد أقنع من لا يزال يفكر بتصورات ومعادلات سابقة أن بضاعته هذه التي يواصل الترويج لها
هي بضاعة قديمة وأن إثارة هذه الأمور مجدداً ستسيء إلى الأردن الذي هو في طليعة العرب المساندين لقيام الدولة الفلسطينية
المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وكل هذا مع ضرورة إستمرار «الوصاية الهاشمية» على الأماكن الدينية
الإسلامية والمسيحية في هذه المدينة المقدسة.