Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2017

تنظيم داعش يخسر أراضي "الخلافة" لكن تهديده مستمر

 

بيروت- توجت مدينة الرقة هزائم تنظيم داعش المتتالية في سورية والعراق لتنحصر "أرض الخلافة" في منطقة ذات طابع صحراوي على جانبي الحدود، لكن تهديده لا يزال قائماً سواء عبر الخلايا النائمة أو الانتحاريين او حتى حضوره اعلامياً.
وبعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك العنيفة، سيطرت قوات سورية الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن على مدينة الرقة، معقل تنظيم داعش الذي كان يعد الأبرز في سورية وأول مركز محافظة خرج عن سلطة النظام السوري.
ويقول الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيك هاريس لوكالة فرانس برس "حين كان داعش في أوج قوته في العام 2014، هدد بحكم سورية من حلب (شمال) حتى الحدود العراقية ثم تراجع الآن الى منطقة محدودة في دير الزور (شرق) تحاصره وتتقدم فيها قوات (الرئيس السوري بشار) الأسد وحلفاؤها كما التحالف الدولي بقيادة واشنطن".
ورغم احتفاظه بالسيطرة على بعض الجيوب المحدودة في محافظة حمص (وسط) وقرب دمشق وفي جنوب البلاد، يتوقع أن يشكل الجزء المتبقي من محافظة دير الزور "مركز ثقل تنظيم داعش في سورية"، بحسب هاريس.
وتشكل محافظة دير الزور الحدودية مع العراق مسرحاً لهجومين منفصلين: الأول يقوده الجيش السوري بدعم روسي والثاني تنفذه الفصائل الكردية والعربية المنضوية في اطار قوات سورية الديموقراطية المدعومة من واشنطن.
وتمكن الجيش السوري الشهر الماضي من فك حصار محكم فرضه التنظيم قبل نحو ثلاث سنوات على الاحياء الغربية لمدينة دير الزور والمطار العسكري المجاور. وفي فترة زمنية لم تتجاوز الاسبوع، تمكن أيضاً من طرد المتطرفين من مدينة الميادين التي كانت تعد أحد أبرز معاقله.
وبذلك، باتت مدينة البوكمال الحدودية مع العراق آخر معقل للتنظيم المتطرف في شرق سورية.
 
من الجهة العراقية، لم يعد تنظيم داعش يسيطر إلا على شريط حدودي محدود يضم مدينة القائم المقابلة للبوكمال السورية.
ويقول هاريس "لطالما كان تنظيم داعش مزمعاً على أن تكون دير الزور والمنطقة المحيطة بمدينة القائم في العراق آخر معاقل خلافته".
وهذه المنطقة بعيدة وفق هاريس عن دمشق وبغداد، ويفصلها عنهما أراض صحراوية صعب اجتيازها. وتشكل بالتالي "المكان المثالي لتكون دعامة الخلافة الاخيرة".
لكن المؤكد أن الحكومتين العراقية والسورية لن تستكينا حتى طرد آخر مقاتلي التنظيم من هذه المنطقة التي تعد استراتيجية لهما ولحلفائهما.
ويقول الباحث في شؤون التنظيمات المتطرفة أيمن التميمي لفرانس برس "أعتقد أن الحكومتين العراقية والسورية ستعملان على ضمان أمن كافة الحدود على اعتبار أن تجاهل هذه المنطقة لن يؤدي إلا الى تشجيع تنظيم داعش أكثر في المستقبل".
وتصر الحكومة السورية وحليفتها إيران على استعادة هذه المنطقة لمنع الأميركيين من الحؤول دون تحقيق ايران هدفها بضمان طرق برية لها الى سورية ولبنان مروراً بالعراق، وفق هاريس.
وبالتالي، تفضل إيران أن تسيطر قوات الحشد الشعبي، فصائل ذات غالبية شيعية مدعومة من طهران وتقاتل الى جانب القوات الحكومية، على تلك المنطقة بدلاً من القوات العراقية التي تحظى بدعم أميركي.
وتعد خسارة التنظيم للرقة واحدة من سلسلة هزائم ميدانية مُني بها خلال الفترة الماضية في كل من سورية والعراق، الدولتين حيث اعلن "الخلافة الاسلامية" في العام 2014 بعد سيطرته على مناطق واسعة فيهما.
وشكل طرد التنظيم من مدينة الموصل في تموز/يوليو أبرز خسائره في العراق.
ورغم هذه الهزائم، ما زال التنظيم يشكل تهديداً كبيراً سواء في سورية أو العراق أو حتى الدول الاجنبية حيث تبنى خلال السنوات الثلاث الماضية اعتداءات دموية عدة.
ويقول هاريس "الحقيقة المرة أن تنظيم داعش سيكون دموياً في عصيانه (المرتقب) وشبكة خلاياه الارهابية تماماً كما هي الحال حين كان مشروع دولة".
ومنذ بروزه، عرف التنظيم بوحشيته واعتداءاته الدموية التي نفذها سواء في مناطق كانت تحت سيطرته أم في الخارج.
ويتوقع التميمي أن يواصل التنظيم المتطرف في المرحلة المقبلة الاعتماد على استراتيجيته المعتادة من "مداهمات وخلايا نائمة وألغام وانتحاريين".
ويضيف هاريس الى ذلك "الحضور الالكتروني القوي" المستمر للتنظيم المتطرف في ما وصفه بـ"الخلافة الافتراضية".
ونجح التنظيم منذ نشأته في الترويج لنفسه عبر آلة دعائية تصدرت عناوين الصحف ونشرات الأخبار حول العالم. واستفاد من مواقع التواصل الاجتماعي ليعمم مقاطع فيديو توثق عمليات اعدام جماعية وقطع رؤوس، وكذلك لنشر بياناته لا سيما تلك التي تبنى فيها تنفيذ اعتداءات خارجية حصدت عشرات القتلى الأبرياء.
ومنذ اعلان ابو بكر البغدادي "الخلافة الاسلامية" من الموصل في العام 2014، يحضر التنظيم للحظة التي سيخسرها، بحسب هاريس، ما يفسر انشاءه "شبكة الهجمات الخارجية في أوروبا".
بعد ثلاث سنوات، ورغم خسارته أراضي هذه الخلافة، لا يعني ذلك بعد أن نجم التنظيم قد أفل.
ويقول الباحث في المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي تشارلي وينتر لفرانس برس "أهم ما كان يمكن لتنظيم داعش ايديولوجياً القيام به، أنجزه بالفعل وهو اعلان الخلافة واستمرارها لسنوات عدة وجذبه عشرات الآلاف من كافة انحاء العالم للانضمام اليه".
ويضيف "أعتقد أن التأثير الايديولوجي لذلك سيكون ضخماً جداً ولسنوات عدة مقبلة حتى لو خسر التنظيم مناطق سيطرته في سورية بعد خسارة مناطقه في العراق". (أ ف ب)