Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jun-2019

الشعراء: المصري وطناش وأبو الشيح والحيفاوي قرأوا شعرًا لايخلو من المسحة الصوفية

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

في جو احتفائي من أجواء شهر رمضان المبارك، نظمت بلدية إربد الكبرى، مساء الأول من أمس، أمسية شعرية غنائية في الساحة الشمالية لمبنى البلدية للشعراء: الدكتور حربي المصري، أحمد طناش الشطناوي، عبد الكريم أبو الشيح، ومحمد الحيفاوي، بحضور مندوب رئيس البلدية المهندس وليد بني هاني، وأدار مفردات الأمسية السيد خلدون العزام  وسط حضور عدد من المثقفين والمهتمين من أبناء المحافظة.
مدير الأمسية العزام تحدث عن منجزات البلدية ودورها في الشأن الحضاري وتطوير المدينة وتقديم الخدمات للمجتمع الإربدي، إضافة لاهتمامها بالشأن الثقافي والفني وتقديم كل سبل الدعم للمثقفين والفنانين على مساحة الوطن.
القراءة الأولى كانت للشاعر الدكتور حربي المصري الذي خص مدينة إربد بقصيدة وجدانية دينية بلغة عالية البناء، شاعر يمتلك قدرة في صياغة جملته الشعرية التي يعبر من خلالها عن شؤونه وشجونه تجاه الحياة وتفاصيلها، والتي لاتخلو من المسحة الدينية والنفس الصوفي العالي.
من قصيدة له يقول فيها:» أَحِنُّ إِلى المَديْنَةِ ما حَييْتُ/ وَحيْنَ الشَّوْقُ هَيَّجَنيْ بَكَيْتُ/ مِنَ السَّنَواتِ عَشْرٌ فِيْ ثَراها/ شَرِبْتُ الطُهْرَ فيْها ما ارْتَوَيْتُ/ أُعانيْ البُعْدَ عَنْ حَرَمٍ وَقَبْرٍ/ جِمارُ البُعْدِ كَمْ فيْها اكْتَوَيْتُ/ فَكَمْ فيْ رَوْضِها صَلَّيْتُ فَرْضي/ صَلاةَ موَدِّعٍ فيْها ارْتَقَيْتُ/ تَخَيَّلْتُ الجِنانَ وَطُفْتُ فيْها/ عَلىْ سُرُجٍ مِنَ الرُّوْحِ امْتَطَيْتُ/ وَشاهَدْتُ القُصوْرَ وَقُلْتُ تيْهاً/ عَسىْ يا رَبُّ فِيْ الخُلْدِ اشْتَرَيْتُ».
أما الشاعر أحمد طناش، كعادته وبصوته الجهور أستحضر قصة سيدنا موسى عليه السلام في رائعة من روائعه الشعرية التي طاف بنا من خلالها إلى صفحات التاريخ الإسلامية، والواقع الذي مرّ على سيدنا موسى منذ ولادته، شاعر شغوف بالمادة التاريخية والدينية وموروثاتها، واسقاطها على مجريات الأحداث التي تعضف بواقعنا الحالي.
من قصيدة له حيث يقول: «يحتاج موتا لا يشي بنهايته/ أو صفعة تنسيه بؤس بدايته/ يحتاج أن يبكي ليحضن نفسه/ ليقد رعشة خوفه بشجاعته/ لكن بعض الموت ليس يفيده/ أو ربما يطوي فصول روايته/ أو يوشك القلق المخبئ تحته
أن يحتويه مؤملا بخسارته/ لن يستريح ولن يعود لبعضه/ فلكل حال قصة لغوايته».
من جهته قرأ الشاعر عبد الكريم أبو الشيح أكثر من قصيدة اعتمل فيها النفس الصوفي بلغة تنم عن تجربة عميقة في كتابة القصيدة العمودية المعبرة عن مكنونات النفس البشرية، قصائد أبو الشيح اتسمت بالشأن الروحاني وتجليات الروح في الوجد الديني، وكما أخذنا إلى نفثات القلب وحروف الشوق على الشفاه والعشق الذي يحاكي الوجدان.
من قصيدة له يقول فيها: «جهرا أقولك لو همسا تقوليني/ يا آية الشعر في أسفار تكويني/ يا نسمة لم تزل في القيظ تنعشني/ ولمسة الدفء في برد التشارين/ لما نفثت بسحر منك في رئتي/ صارت لهاروت محرابا شراييني/ وبات ماروت في أكنافها نسكا/ يعلم الناس ما تلقي شياطيني/ وما يعلم إلا ما عقدت له/ وما عقدت قليل من أفانيني/ وإنما الشعر مني بعض ما نسجت/ غمزاتك اللائي بالشعر تغريني».
وأختتم القراءات الشعرية الشاعر محمد الحيفاوي الذي أمطرنا شعرا كما يقول في مستهل كل أمسية له، فقرأ قصيدة في مدح الرسول صل الله عليه وسلم، قصائد محكمة البناء تتماشى والشأن الديني في الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك، شاعر يذوب عشقا وحبا بلغة سلسلة وشفافة كروح الشاعر.
من إحدى قصائده يقول:»هذا حبيب الله أكرم خلقه/ والله ينصر من يحب ويعشق/ تتعطر الكلمات حين مديحه/ فإذا الكلام بمدحه يتدفق/ الحب والإيثار فيه سجية/ خلق به يسري فلا يتخلق/ سيظل في جيد الزمان قلادة/ يفنى الزمان ونورها يتألق/ ويظل ينمو في القوب محبة/ فإذا عيون الكون فيه تحدق/ يا درة الإسلام فضلك عامر/ إذ أنت من كل النفائس أعلق».
وفي نهاية الأمسية قدم الفنان نبيل شرقاوي مجموعة من الموشحات الدينية حازت على إعجاب الحضور، ومن ثم دار نقاش موسع مع مندوب رئيس البلدية المهندس وليد بني هاني حول الشأن الثقافي والفني واهتمامات البلدية فيه، وقضايا أخرى تهم المجتمع المحلي.