Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Mar-2018

المطلوب.. وقفةٌ عند المنعطف!! - صالح القلاب

 الراي - هناك قناعة غدت شاملة بأنه بات ضرورياًّ ولازماً أن تكون هناك وقفة عند ما نعتبره مُنْعطفاً، البعض يعتبره خطيراً، لإعادة النظر بمسيرة «تجارب» لا شك في أنها حققت إنجازات لا يجوز إنكارها وفي الإتجاه الصحيح، لكن من أجل الأفضل ومن أجل تجنب بعض الأخطاء، أخطاء التجارب وليس أخطاء من تحملوا المسؤولية على اختلاف مواقعهم، فإنه لا بد من المراجعة وبكل جدية وبعيداً عن الإتهامات التي سمعنا منها كثيراً وأيضاً بعيداً عن تسديد الحسابات الشخصية.

منذ نهايات ثمانينات القرن الماضي، أي منذ العودة إلى المسار الديموقراطي قبل أكثر من عشرين عاماً مررنا بتجارب كثيرة اقتصادية وسياسية، برلمانية وحزبية تحديداً، ولعل ما لا يمكن إنكاره هو أننا حققنا نجاحات فعلية وحقيقية لكننا في الوقت ذاته ارتكبنا أخطاءً كثيرة بالإمكان اعتبارها أخطاء التجربة، مما يتطلب الآن بعد ثمانية وعشرين عاماً أن نراجع بشجاعة ومسؤولية وبدون اتهامات هذه المسيرة العسيرة.
لنأخذ مسيرتنا البرلمانية والحزبية على سبيل المثال لا الحصر.. لقد بدأنا أفضل كثيراً مما نحن عليه والحقيقة أنَّ برلماننا، المجلس النيابي، قد وصل إلى «توّرُم» بحجمه وأعداد أعضائه بحيث بات ضرورياًّ ومطلوباً أن نعود إلى نقطة البدايات، فقوانين الانتخابات التي أخذنا بها ثبت أنها جعلت الكمية العددية تبتلع النوعية فهذه الأعداد بات واضحاً أنه لا ضرورة لها لا بل أنها كانت مُعطّلة ومع التقدير والاحترام لكل الذين وصلوا إلى المقاعد النيابية بهذه القوانين العشوائية وبهذه الأعداد التي شكلَّت أعباءً على بعضها بعضاً، وأصبحت الأمور مثل «جورعة» أواخر الحصيدة.
كان يجب أنْ نبقي على قانون: «الصوت الواحد»(vote one man one ،(وكان يجب أن لا يتجاوز عدد أعضاء مجلسنا النيابي الثمانين عضواً في أقصى الحالات، فالصيغة الحالية هي صيغة: «المجالس الشعبية» في بعض دولنا العربية، ولهذا ولأن العودة عن الخطأ فضيلة بالفعل فإنه علينا العودة إلى ما كنّا عليه بعد هذه التجربة الطويلة المريرة...
وهذا ينطبق أيضاً على الأحزاب والحياة الحزبية وعلى النقابات أيضاً مع أن أحوالها في هذا المجال أفضل كثيراً من أحوال غيرها.
وعليه فإنّه علينا أنْ لا نتأخر لأن التأخير يؤدي إلى المزيد من التردي، ولأنه غير صحيح أنه: «في كل تأخير خيرة».. إن كل تأخير يعني المزيد من الأخطاء والمزيد من الترهّل..
فنحن على سبيل المثال لا توجد عندنا حياة حزبية، ويقيناً أن وضعنا الحزبي كان أفضل بألف مرة من هذا الوضع «التشرذمي» عندما كانت أحزابنا سرية وممنوعة وعندما كان الإتحاد العام لطلبة الأردن يقود الحركة الطلابية الأردنية.
لا بد من المراجعة السريعة حزبياًّ وبرلمانيا ونقابيا وإقتصادياًّ، فالحمولة غدت زائدة كثيراً وحقيقة أنه أصبح هناك إعوجاج في مجالات كثيرة وأصبح المجال الإقتصادي عندنا حقل تجارب فاشلة وهذا يتطلب شجاعة بدون تهور، إذ أنه لا بد من وقفة جادة وبعقلانية وبكفاءة عند هذا المنعطف الخطير.. فالتأجيل يعني المزيد من الأخطاء.. والمزيد من التكلفة!!.